رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. موارنة مصر يحتفلون بعيد مار قبريانوس أسقف قرطاجة الشهيد

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بذكرى مار قبريانوس أسقف قرطاجة الشهيد، الذي ولِد في قرطاجة (تونس) سنة 210 من أبوين وثنيين. درس الخطابة وارتدّ الى الايمان وصار كاهناً، إنتُخِبَ اسقفاً على قرطاجة عاصمة افريقيا الشمالية سنة 249. وجد نفسه امام ابرشية منها الشهداء ومنها الجاحدون. عمل على اصلاح الاكليروس والشعب وكان مثالاً حياً امامهم. لكن الاضطهادات القويّة قامت سنة واحدة بعد اسقفيته وكان الجاحدون كثراً. هرب اولاً من وجه القاضي وأخذ يُدير ابرشيته سراً بواسطة الرسائل التي كان يرسلها الى الكهنة والشعب. وكتب الى البابا يخبره عن سبب تخفيّه لا خوفاً من الشهادة بل كي لا يتضعضع القطيع. بعد ان دوَّن مجموعة من الكتب الروحية استشهد في سبيل المسيح ولا تزال اعمال شهادته محفوظة. اقتيد الى ساحة الموت فصلّى ثم أعطى رداءه الأسقفي للشمامسة وأعطى الجلاد بعض الدراهم. قتل في مثل هذا اليوم سنة 258 وكان شعبه يشاهد المأساة فحملوه ودفنوه باحتفال. من كتبه: عظة الى العذارى المكرسات، كتاب عن وحدة الكنيسة، وشرح الصلاة الربية. هو من أكبر أساقفة قرطاجة وإفريقيا.

عظة الكنيسة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: اعلمْ واشهدْ يا أخانا... أنّ هنالك الكثير من الحيّات في الصحراء، وهي تقضم أفكارك المتنوّعة، أي الإهانة والنميمة والقلق والهمسات والجدل والتشهير التي تُطلق بحقّك... لكن، إن أردت الهروب منها كلّها، عليك بما فعله العبرانيّون... لقد نظروا إلى الحيّة النحاسيّة التي صنعها موسى. وكلّ مَن كان ينظر إليها كان يشفى. أنت أيضًا، عندما تعضّكَ إحدى تلك الحيّات، انظر إلى ربّنا يسوع المسيح معلّقًا على الصليب.

كيف يمكنك تثبيت عينيك عليه حين تشعر بعضّة الحيّة، أنصتْ إليه بكلمات قليلة: حين تشعر بالخزي، ثبّت عينيك عليه. لقد شعر هو أيضًا بالخزي والعار من أجلك؛ لقد وُصِف بالشيطان وبالسامري. إذًا، إن تعرّضت للإهانة أو للسخرية، ثبّت عينيك على مخلّص الكائنات: لقد سخروا منه وصفعوه وبصقوا على وجهه، كما أعطوه الخلّ والمرّ ليشرب وضربوا رأسه بقصبة.

إذا هاجمتك إحدى أفكار المجد الباطل بسبب رِفعة مستوى خدماتك، تذكّر كلمات الربّ الذي قال: "وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه"، من ناحية أخرى، إن أهين أخاك أمام عينيك بسبب ضعفه، ثبّت نظرك على مَن كان يظهر تضامنًا مع الخطأة وجباة الضرائب والزانيات لاستقطابهم إلى معرفته أكثر من الصالحين الذين لا يحتاجون إلى توبة. وكذلك حين ترهقك الشهوات الطبيعيّة والشياطين، ثبّت نظرك عليه ممدّدًا على الصليب.

تأمّل بلا انقطاع بهذه الأشياء في قلبك وسيزول سمّ الحيّات من قلبك. من خلال صلبه، أصبح الرّب يسوع أقرب إليك ممّا كانت الحيّة النحاسيّة بالنسبة إلى اليهود: فهو يسكن في قلبك، وفي الطيّات السريّة لنفسك حيث يشعّ نور وجهه المجيد.