رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بليغ حمدي ووردة.. حالة عشق بدأت في السينما بأغنية "تخونوه" وانتهت بـ"بودعك"

بليغ حمدي ووردة
بليغ حمدي ووردة

قصة حب رومانسية عاشتها المطربة الجزائرية وردة مع الملحن الراحل بليغ حمدي، بدأت عندما كانت "وردة" ابنة الـ16 عامًا تشاهد فيلم "الوسادة الخالية" في إحدى صالات السينما وعند سماعها أغنية "تخونوه" تعلقت بـ "بليغ" تعلق شديد، وأصرت على مقابلته.

لم يمر وقت طويل، حتى تلقت “وردة” دعوة من المخرج والمنتج الراحل حلمي رفلة، للحضور إلى مصر، وتقديم أولى أعمالها السينمائية "ألمظ وعبده المولي" عام 1962، وهو ما كانت تتمناه بشدة لمقابلة فارسها التي تشوقت لرؤياه منذ سماع أغنيته التي قام بغناءها عبد الحليم حافظ.

وعندما التقى الثنائي تبادلا الاعجاب ببعضهما البعض، فهي كانت تنظر له نظرة حب وشجن واعجاب بأعماله الفنية العظيمة، بينما وقع هو في غرامها منذ الوهلة الأولى، وأعجب بحنجرتها الذهبية، فقام "بليغ" بتأليف لحن خصيصًا لها، وهي أغنية "يا نخلتين في العلالي"، لتكون ضمن فيلمها الجديد، وظل القاءات تتوالى لقاء تلو الآخر بينهما حتى قرر بليغ أن يتقدم لخطبتها بشجن وحب كبير.

وبالفعل ذهب إلى عائلتها التي تقطن في مصر بعدما قررا الاستقرار بجانب ابنتهما، ولكن تفاجأ برفض والدها دخوله المنزل من الأساس، وابعاده عن الديار بغرز عصا في بطنه وابعاده وصديقيه اللذان رافقاه ليكونا بجانبه وهما مجدي العمروسي ووجدي الحكيم، ورغم ذلك استمر حب "بليغ ووردة الجزائرية" ولقاءهما لم ينقطع فكانا يلتقيان يوميا خلسة في السهرات الفنية الخاصة بالعمل، دون علم عائلة وردة التي كانت تتسلل إلى منزلها ليلًا من شرفة غرفتها حتى لا يراها أحد، ولكن القدر لم يسفعهما كثيرًا، فقررت عائلتها أن يسافروا لبلدها الجزائر.

وأصرت عائلة وردة على زواجها من أحد أقاربهم المناضل الجزائري جمال قصيري، واعتزلت بعدها الفن لمدة 10 سنوات انجبت خلالهم فتى وفتاة وهما "وداد ورياض"، وفي نفس الفترة حاول بليغ أن ينسى وردة الجزائرية حب حياته ولكن محاولته باءت بالفشل حيث تزوج لمدة شهران فقط وانفصل عن زوجته بسبب حبه الصافي لـ"وردة" فقط.

وشاء القدر أن يجمعهما مرة أخرى خلال حفل الاستقلال العاشر للجزائر عام 1972، حيث دعا الرئيس هواري بومدين وردة الجزائرية للغناء في الحفل، لتلتقي بالمحبوب "بليغ" هناك بالصدفة، وكان هذا اللقاء سبب فكرة أغنية "العيون السود".

وبعد مشوار كبير من الإعجاب والشجن والغرام، والطرد والرفض، تكلل حب “بليغ” و"وردة" بالزواج، ولكن رغم هذا المشوار الطويل المليء بقصص رومانسية واخلاص العشاق، إلا أن ذلك الزواج استمر فقط 6 سنوات، وكانت أغاني وردة خلالها من ألحان بليغ، والتي حققت نجاحًا جماهيريًا ومنها “اشتروني” و"حكايتي مع الزمان".

انفصال العاشقان  

لم تكن خطوة الانفصال بالأمر السهل على الطرفين، فكان السبب الرئيسي هو انشغال "بليغ" الدائم بعمله وتفانيه المبالغ فيه بالفن، وهو ما رفضته وردة بشدة لذلك طلبت الطلاق، لذلك ساءت حالة بليغ النفسية والصحية بعدها وندمت وردة أيضًا على هذا الطلب ولكن بعد حدوثه.

ولم يكن بليغ يريد انهاء رحلة عشقه لوردة بهذه الطريقة، وكان يتمنى أن يظلا معًا لأخر العمر، ولكن شاء القدر أن ينفصلا، وقا بعدها بتلحين أخر أغنية في مشواره وهي "بودعك"، حيث استمر حبها الكبير لها ولم يستطع إخراج عشقها من قلبه، لذلك لقبت الأغنية ب أغنية الوداع، فكانت حالته الصحية تسوء أكثر فأكثر ولم ينسى حبه الوحيد الذي ظل مسيطر على مشاعره وقلبه حتى وافته المنية في شهر سبتمبر عام 1993، وهو ما أصاب وردة بحزن شديد وترتب عليه اكتئاب لم تخرج منه بسهولة.