الأنبا مكاريوس: عيد النيروز يذكرنا ببطولات شهداء المسيحية
قال الأنبا مكاريوس أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالمنيا، إن سر قوة الكنيسة، هو وجود الشهداء بها.
وتابع أسقف المنيا خلال رسالته الرعوية بمناسبة الاحتفال ببداية العام القبطي الجديد، قائلاً: "لعل من أهم أسرار قوة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أنها كنيسة شهداء، فإن عدد شهدائها يفوق بمراحل مجموع شهداء العالم كله"، مضيفاً :لقد كان الاستشهاد -وما يزال- هو أقوى سُبُل الكرازة".
وأضاف أن حياة المسيح فينا بصور متعددة، من أن نصير نماذج مسيحية؛ هذه أيضًا شهادة، فإنه يمكننا أن نشهد له بالكلام المُملَّح بالروح القدس «لغتك تظهرك»، وبالأعمال الحسنة يراها الناس فيمجّدون الله، وقد يرتفع مستوى الشهادة ليصل إلى الدم، وعند المحكّ الحقيقي ينال الإنسان نعمة خاصة فيجاهر ويستبسل ويستخفّ بالموت. وفي هذا نحن لا نكره الحياة ولكننا في الوقت ذاته لا نرهب الموت، فالحياة والموت يتساويان إن كانا في المسيح.
وأكد أسقف المنيا أن عيد النيروز يذكرنا ببطولات شهداء المسيحية، حيث كان المسيحيون أمام موجات الاضطهاد مثل الحملان في مواجهة الوحوش، ولكنهم بسبب وداعتهم ومحبتهم وصلاتهم لأجل مضطهديهم، لأنه بماذا واجهت المسيحية الإمبراطورية الرومانية وهي أعتى امبراطورية في التاريخ؟ ليس بالسلاح ولا بالمنطق البشري وإنما بشريعة الكمال، بتقديم الخد الثاني والميل الثاني والثياب مع الرداء، وحب الأعداء والصلاة لأجلهم والإحسان إلى المسيئين، فغلب الحب حدّ السيف.
واختتم الأنبا مكاريوس: “تأملوا كيف كان الشهداء الأبرار يتسابقون إلى ميادين الاستشهاد، رجالًا ونساء وأطفالًا وشيوخًا وعجائز، لأنهم لا يخشون الموت”، مضيفاً: “نفخر بأننا أبناء الشهداء، ونفخر أن الإيمان المُسلَّم إلينا حفظه لنا أجدادنا بدمائهم، ونقدم الشكر لإلهنا لأنه أعطانا أن يُدعَى اسمه القدوس علينا. كل سنة والجميع بخير”.
