الكارثة ستتضاعف.. رعب أهالي ليبيا من انهيار سد "برسس" بسبب إعصار دانيال

ليلة دامية وكأنها اقتطفت من إحدى مشاهد الرعب في أفلام السينما، عاشها أهالي دولة ليبيا الشقيقة بعدما هاجمهم إعصار دانيال الذي تسبب في سيول عارمة راح ضحيتها الآلاف.

وكانت أكثر المناطق تضررًا في ليبيا بسبب الإعصار هي مدينة "درنة" التي ابتعلت معظمها المياه الغزيزة، بكل ما فيها من أشخاص ومبان، لتصبح  أطلال مدينة.

ولعل واحدًا من أبرز السدود التي أصابها بالغ الأضرار، ولم تتحمل فأغرقت مدينة "درنة" وأهلها هو سد "برسس" والذي أعلن بعض الناجين من الإعصار الكبير في حديثهم لـ"الدستور" عن تخوفهم من انهيار هذا السد بالكامل لما سيسببه من أضرار جسيمة، وما سينتج عنه من مضاعفة أعداد الضحايا، مشيرين إلى أنه بدأ في التسريب بشكل واضح.

سينهار في أي لحظة

تعليقًا على هذا صرح الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة والخبير المائي في حديثه لـ"الدستور" قائلا إنه لا يوجد في ليبيا سدود بمعنى الكلمة مشيرًا إلى أن ليبيا هي ثاني دولة في الجفاف في العالم، فهي لا يوجد بها أنهارًا لذا فإنه من الطبيعي ألا يوجد بها سدود كما أوضح أن ما بها هو مجرد حواجز ترابية من شأنها تجميع بعض من مياه الأمطار الضئيلة وتخزينها، وذلك على عكس السدود المعروفة التي تحتجز كميات كيبيرة من المياه وتتمتع بالصلابة القوية مثل السد العالي في مصر على سبيل المثال. 

وتابع أن ما زاد الأمر كارثية وساهم في زيادة أعداد الضحايا هو عدم الاستعداد لحدوث سيولًا في أي وقت حتى ولو كانت ظاهرة استثنائية مثلما الحال في ليبيا، مشيرًا إلى أن مخرات السيول هناك عانت من إلقاء القمامة بها وبالتالي سدها، ما جعل الأمر يزداد صعوبة في تصريف هذه المياه المندفعة بشكل كبير وبالتالي أغرقت المدينة ووقع هذا العدد من الضحايا.

من جهة أخرى أوضح شراقي، أن الدول الأوروبية تتعرض إلى العديد من مثل هذه الأعاصير وما يفوقها قوة، ولكن لا تقع هذه الأعداد الضخمة من الضحايا، وذلك بسبب الاستعدادات الكبيرة من قبل هذه الدول لمثل هذه الأعاصير، وختم حديثه موضحًا أنه لذلك فإنه من الوارد أن ينهار سد برسس بالكامل في أي وقت لذا ينبغي بذل العديد من التدخلات الدولية لإنقاذ أهل "درنة".

انهياره بالكامل سيتسبب في مضاعفة الضحايا

يعتبر سد برسس هو أحد السدود الكبيرة الواقعة في المنطقة الشرقية لدولة ليبيا ويتميز  بكبر حجمه، وهو ما يعني أن الأضرار الكبيرة التي لحقت به، والتي تهدد بانهياره بشكل كامل ستتسبب في فقدان المزيد من الأشخاص، إذ أن السد لم يتمكن حتى الآن من حجز المياه، أوالاحتفاظ بها خلال العاصفة دانيال كذلك فإن السيول والفيضانات التي جاءت من سد برسس غمرت المنطقة بالمياه بشكل كامل لعدم قدرته على حجزها بداخل السد، وكان للتربة الطينية للسد دور بارز في سرعة تضرره.

ثان أقوى إعصار في العالم

وإعصار دانيال الذي هاجم ليبيا الأحد الماضي عرف بأنه ثان أقوى إعصار بالعالم وتسبب في انطلاق الرياح بسرعة شديدة  بالإضافة إلى تسببه في سقوط الأمطار الغزيرة التي لم تشهدها البلاد بتلك الطريقة من قبل.

أقرأ أيضًا:

• آخرها «دانيال».. أشهر 8 أعاصير ضربت العالم خلال القرن الماضي 
• تغيرات المناخ تضرب العالم| زلزال بالمغرب وعاصفة دانيال تضرب ليبيا واليونان ومصر
• "دانيال" أقسى من الحرب.. مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا فى ليبيا