رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تضرب مصر اليوم.. مفاجأة وراء العاصفة دانيال

العاصفة دانيال في
العاصفة دانيال في ليبيا

يقول علماء المناخ إن الفيضانات المفاجئة التي شهدتها عدد من دول العالم وآخرها ليبيا، التي عانت من العاصفة دانيال الكارثية، بينما تستعد مصر لاستقبالها اليوم الإثنين وغدًا الثلاثاء، تأتي بعد موسم من موجات الحر القياسية، حيث تفاقمت الفيضانات والكوارث الناجمة عن العواصف بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تحرق الأرض وتجعلها أقل قدرة على امتصاص المياه.

موجات أمطار غزيرة بعد فصل صيف قاسي

وأكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه في أعقاب هطول الأمطار الغزيرة في أوروبا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي، أصيبت هونج كونج بالشلل يوم الجمعة، حيث غمرت الأمطار المرتبطة بـ إعصار ساولا محطات المترو وحاصرت السيارات، ما أدى إلى توقف المدارس والبورصة.

وقالت الحكومة إن مرصد هونج كونج سجل أكثر من 158 ملم بين الساعة 11 مساءً ومنتصف الليل بالتوقيت المحلي، وهو أعلى هطول للأمطار في الساعة منذ بدء التسجيل في عام 1884.

وفي اليابان، قال مسئولون إن العاصفة الاستوائية يون يونج تسببت في هطول أمطار يومية غزيرة على بعض المناطق الشرقية منذ بدء التسجيل، وسجل موبارا 392 ملم من الأمطار حتى يوم السبت، وهو أكبر عدد من الأمطار يضرب المدينة خلال 24 ساعة منذ عام 1976، عندما بدأ التتبع.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه خلال الأسبوع ضربت العاصفة دانيال أجزاء من جنوب أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، مع فيضانات اجتاحت وسط اليونان، وبعد أسابيع من موجات الحر الصيفية القياسية، سقط ما يصل إلى 800 ملم من الأمطار في غضون 24 ساعة، أو ما يزيد عن عام كامل من الأمطار، على السهول اليونانية.

وتابعت أن مدينة لاريسا، وهي مركز زراعي كبير، تعرضت لخسارة المحاصيل والمنازل بعد أن فاضت ضفاف النهر، بينما غمرت المياه المنازل والطرق وجرفت السيارات في مدينة فولوس، وكذلك جزيرة سكياثوس السياحية الشهيرة.

وفي إسبانيا، شهدت أيضًا مستويات استثنائية من الأمطار خلال فترة قصيرة مقارنة بهطول الأمطار التاريخي. وسجلت توليدو 91.8 ملم من الأمطار خلال 24 ساعة، في حين بلغ معدل هطول الأمطار في بويرتو دي نافاسيرادا 114.8 ملم خلال 48 ساعة.

درجات الحرارة القياسية

ويقول العلماء إن درجات الحرارة القياسية قد تكون السبب وراء زيادة هطول الأمطار والفيضانات. 

وذكرت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ أن الفترة من يونيو إلى أغسطس من هذا العام كانت الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة 16.77 درجة، أي أعلى بمقدار 0.66 درجة من متوسط الفترة 1990/ 2020.

وشهدت أوروبا خامس أحر درجات حرارة في الصيف على الإطلاق، بمتوسط بلغ 19.63 درجة، أو 0.83 درجة فوق المتوسط.

وقال كوبرنيكوس أيضًا إن هطول الأمطار فوق المتوسط أثر على أوروبا الغربية وتركيا وأوروبا الوسطى والدول الاسكندنافية وكاليفورنيا وغرب المكسيك، ما أدى إلى حدوث فيضانات في تلك المناطق خلال الفترة من يونيو إلى أغسطس.

وقال كارلو بونتيمبو، مدير كوبرنيكوس: "هناك حجج ديناميكا حرارية مفهومة جيدًا تشير إلى أن الزيادات في درجة الحرارة ستؤدي إلى زيادة كمية بخار الماء التي يمكن أن يحملها الغلاف الجوي، حيث تتوقع النماذج المناخية أن تترجم هذه الزيادة في بخار الماء إلى زيادة في هطول الأمطار الأكثر كثافة".

وتابع: "سوف يصبح هطول الأمطار الغزيرة بشكل عام أكثر تواترًا وأكثر كثافة مع زيادة الاحتباس الحراري".

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن تفاقم الفيضانات جاء بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى تجفيف الأرض، ما يجعلها أقل قدرة على امتصاص الرطوبة من المطر وخلق جريان زائد، ما يؤدي إلى الفيضانات.