رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير التعليم العالى يؤكد أهمية دور الجامعات فى تطوير سياسات التنمية المستدامة

وزير التعليم العالى
وزير التعليم العالى

أكد الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية دور الجامعات في بناء وتطوير السياسات الرامية لتحقيق التنمية المستدامة، باعتبارها حاضنات للأفكار والإبداع القادرة على إيجاد حلول علمية للمشكلات.

جاء ذلك في كلمة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي الخامس حول التعليم العالي والبحث العلمي "دور الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بحضور الدكتور ناصر القحطاني، مدير المنظمة، والدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، ولفيف من رؤساء الجامعات العربية والأكاديميين والخبراء. 

التنمية المستدامة ضرورية للكوكب

وشدد الدكتور محمد أيمن عاشور على أن التنمية المستدامة ضرورية للكوكب كله، وأن أجندة التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة يتطلب تحقيقها العمل الشامل الذي يشمل الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وقال إن دور الجامعات لا يقتصر على نقل المعرفة بل يشمل التوجيه والابتكار والمساهمة الفعالة في بناء سياستنا نحو التنمية المستدامة، باعتبارها حاضنات للأفكار والإبداع في مجالات مثل الطاقة الجديدة والزراعة المستدامة وغيرها من المجالات الحيوية.

وأضاف أنه يجب علينا تمكين أبنائنا من الطلاب من الدراسة والبحث في مجالات مثل تغير المناخ وحماية البيئة وغيرها من القضايا المختلفة ذات الأولوية، لمواجهة التحديات الملحة، ويتطلب ذلك دمج أهداف التنمية المستدامة في البرامج التعليمية والأنشطة الطلابية، لتشجيع الابتكار والتفكير بشكل إبداعي، وإيجاد الأفكار والحلول عير التقليدية للتحديات الحالية والمستقبلية.

وأشار إلى أبرز الممارسات التي كان لها عظيم الأثر داخل الجامعات المصرية المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة، موضحًا أن أحدثها هو المسابقة السنوية لأفضل جامعة صديقة للبيئة، في نسختها الثانية، حيث يتم التقييم وفقًا لمعايير مرتبطة بالمؤشرات العالمية للاستدامة، مما يسهم في توفير بيئة تعليمية واجتماعية أفضل للطلاب تلهمهم لتبني الاختيارات الأكثر استدامة في حياتهم الشخصية والمدنية.

وقال إن من هذه الممارسات مشاركة الجامعات والطلاب في فعاليات قمة المناخ كوب 27 التي عقدت بشرم الشيخ، والتي كان لها عظيم الأثر في رفع الوعي حول قضايا البيئة وتشجيع الطلاب على تحمل مسئولياتهم في بناء مستقبل أكبر استدامة، إضافة إلى إطلاق المجلس الأعلى للجامعات منصة إلكترونية تتيح الأبحاث التي تخدم التنمية المستدامة في جميع الجامعات بهدف تبادل الخبرات وتعظيم الاستفادة.

وأعرب عن أمله أن يكون هذا المؤتمر فرصة لبناء شبكات عمل قوية، وتبادل الخبرات والرؤي التي تساهم في تعزيز دور التعليم العالي في تحقيق التنمية المستدامة.

من جانبه، أكد الدكتور عمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، حرص الاتحاد على تعزيز العمل العربي المشترك، مشيرًا إلى أنه من أوائل الشراكات التي عقدها الاتحاد كانت مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية.

تحديات هائلة أمام تحقيق التنمية المستدامة 

وقال: "نواجه اليوم تحديات هائلة أمام تحقيق التنمية المستدامة في العالم العربي، فهناك فوارق هائلة في الفرص وعدم المساواة بين الجنسين، والبطالة، وخاصة بين الشباب، وكذلك التهديدات الصحية العالمية، مثل جائحة كورونا، والتي جلبت تحديات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولكنها أظهرت مركزية العلم في مواجهة الأزمات"، مشيرًا إلى أنه كانت هناك إنجازات كبيرة في المجال خلال الجائحة في مصر والعديد من الدول العربية.

وأضاف: "أن جميع الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة لها روابط مهمة مع التعليم"، مشيرًا إلى أن الجامعات هي المؤسسات المعنية بإنتاج المعارف، وتحليل قضايا السياسات العامة خارج الإطار السياسي، وتتولى تأهيل العلماء، وتشخيص التحديات. 

وقال إنه من الأمور الحاسمة بشكل خاص بالنسبة للتعليم العالي تأثير الثورة الرقمية، وتكنولوجيا تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو ودور الروبوتات، والتي ستؤثر على سوق العمل، حيث ستختفي وظائف عديدة وتظهر وطائف جديدة.

وأشار إلى أن الاقتصاد الرقمي يضاعف النمو بالاقتصاد أربعة أضعاف مقارنة بالطرق التقليدية الأخرى، لافتًا إلى أنه في الدول العربية يمثل في الاقتصاد الرقمي أقل من 5% من الاقتصاد، وهي نسبة ضئيلة.

ولفت إلى أن تردي التنمية المتسدامة يرجع إلى نقص عملية توليد المعرفة، (البحث العلمي)، مشيرًا إلى أن الإنفاق على البحث العلمي يصل إلى 1% من مجمل الدخل القومي العربي، بينما يصل إلى 4% في الدول المتقدمة.

وقال إن اتحاد الجامعات العربية أسس المجلس العربي للتنمية المستدامة في الدول العربية، لتفعيل دور مؤسسات التعليم العالي العربية، وإعداد الإنسان القادر على خدمة أمته ىالعربية، وتشجيع مراكز البحث العربية المشتركة، وربط موضوعاتها بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن المجلس يقدم جوائز في مجالات عدة، آخرها جائزة للأمن الغذائي العربي بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزارعية.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، سلم الدكتور ناصر القحطاني، مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، درع المنظمة لوزير التعليم العالي، الدكتور محمد أيمن عاشور، وكذلك للدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية.