رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اليوم الدولي لمحو الأمية.. كيف قدس المصري القديم أصحاب العلم والمعرفة؟

العلم والمعرفة عند
العلم والمعرفة عند المصري القديم

يحتفل العالم باليوم الدولي لمحو الأمية يوم 8 سبتمبر من كل عام، بهدف تسليط الضوء على أهمية محو الأمية وتطوير المهارات في القراءة والكتابة لبناء وتنمية المجتمعات، والضوء على  دور محو الأمية في بناء مجتمعات أكثر شمولاً وسلمية وعدالة واستدامة، ويأتي شعار الاحتفال عام 2023م “تعزيز محو الأمية في عالم يمر بمرحلة انتقالية: ”بناء أسس مجتمعات مسالمة ومستدامة".

وبالتزامن مع اليوم العالمي لمحو الأمية، نستعرض في السطور التالية كيف نهل المصري القديم من العلم والمعرفة بل وكيف قدس أصحابه؟.

حرص المصري القديم على أن ينهل من العلم والمعرفة باعتبارهما أهم الوسائل لمواصلة الحياة، والأداة الفعالة في بناء حضارته العظيمة ولذلك امتلأت النصوص المصرية القديمة بالدعوة إلى حب العلم والمعرفة وطلبهما في أي مكان وجعلهما من فضائل الحياة الطيبة بجانب العدالة، والإنسانية.

ووفقًا لقطاع المتحاف، فاتخذ المصري القديم من العلم سلاحًا يتسلح به ليحمى نفسه من السيطرة والجهل مما ساعده في بناء جيل متعلم يعَّتد به، ويعتمد عليه في تشييد أرقى الحضارات الإنسانية في العالم القديم.

كيف قدس المصري القديم أصحاب العلم والمعرفة؟

قدس المصرى القديم أصحاب العلم والفکر والمعرفة والثقافة عن إيمان ويقين، ورفعوا من شأنهم فى حياتهم الدنيوية والأخروية إلى حد إلباسهم لباس القداسة وإنزالهم منزلة الآلهة.

ووفقًا لكتاب تاريخ التربية والتعليم فى مصر، يعد "إيمحوتب" وزير الملك "زوسر"، من الأسرة الثالثة، من أهم العلماء في مصر القديمة، حيث قدسه المصريون ورفعوه إلى مصاف الآلهة لما امتلكه من معارف فى کثير من المجالات مثل الهندسة والطب إلى درجة مقارنته بـ معبود الطب لدى الإغريق. 

وأيضًا من أمثلة أصحاب العلم والمعرفة، "إيمحتب بن حابو" الذى ألهه المصريون القدماء فى الدولة الحديثة، وکانوا يحجون إلى مزار له فى الدير البحرى بجبانة طيبة، وإلى جانب هؤلاء الکثير من أصحاب العلم والمعرفة أمثال: "بتاح حتب" و"ددف حور" و"کاجمنى".

وكان هناك مجموعة من العلوم، يتوجب على المصريين القدماء معرفتها، لتطوير سبل المعيشة، اقتصرت فى البداية على تلك التى تفى بالمتطلبات الحياتية اليومية من فلك وحساب وهندسة وطب وتشريح وتحنيط ورسم ونحت وتصوير وممارسة الکثير من الصناعات الکيميائية، الأمر الذى أدى إلى تنشئة أجيال استطاعت أن تبنى مجمعا صالحاً، كما  ذکر "هيرودوت" فى کتابه الثانى عن مصر بأن "المصريين فى العلم، يتفوقون کثيراً على کل الشعوب التى خبرتُها".