رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين فقر وحروب كيف يمكن للعالم محو الأمية؟.. القاهرة الإخبارية تناقش

الكاتب والناقد عادل
الكاتب والناقد عادل العتيبي

يحتفل العالم غدًا باليوم العالمي لمحو الأمية والذي يوافق 8 سبتمبر من كل عام، يبدو الحديث عن ضرورة مساعدة هؤلاء الذين منعتهم ظروف الحياة والمجتمع عن الاستمتاع بسبل الثقافة والمعرفة واكتساب مزيد من الخبرات كغيرهم بمثابة الحديثِ الملحِ الذي لا يمكن غض الطرف عنه، في ظل الأرقام التي تُصدر سنويًا عن الجهات والهيئات الدولية المختصة عالميًا، حيث أعلنت يونيسكو مؤخرًا أن نحو 17% من سكان العالم يعانون الأمية.

ففي الوقت الذي يغزو الذكاء الاصطناعي العالم وتحقق أدواته انتشارًا مرعبًا، بات مصدر قلق دوليًا، ولا يزال هناك أناس كثر في مناطق متفرقة من العالم لم يتمكنوا بعد من أدوات القراءة والكتابة ويعانون أمية كبيرة لا تحرمهم فقط من القراءة، بل تضعهم في عزلة كاملة عن التعاطي مع حياة العالم اليوم التي يثار الحديث فيها حول الحروب التكنولوجية والجيوش السيبرانية.

وناقش برنامج "مطروح للنقاش"، الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة "القاهرة الإخبارية"، في حلقة اليوم الخميس، "ماذا حقق العالم في مواجهة الأمية" من خلال عدة لقاءات نرصدها من خلال السطور التالية:

عادل العتيبي: الفقر والحروب تقف أمام محو الأمية

كشف الكاتب والناقد عادل العتيبي، دلالات ما أشارت إليه الأرقام الأخيرة من الأمم المتحدة بأن هناك ما يعادل 17% من سكان العالم لا يعرفون القراءة والكتابة، في ظل التقدم التكنولوجي الذي يعيشه العالم.

وقال إن هذه النسبة كبيرة جدًا، ولكن يجب ألا نتعجب منها في ظل بقاء عدد كبير من الناس حول العالم تحت خط الفقر، علاوة على الحروب المستمرة.

وأضاف: "هناك أعداد كبيرة من الناس تبحث عن خيمة وطعام وزجاجة مياه حتى يبقوا على قيد الحياة، نسبة 17% مخيفة، ولكن الواقع اليوم المتمثل في الحروب السياسية والنزاعات والإشكاليات التقنية والتكنولوجية تجعل الأمر أصعب". 

وتابع: "هناك أناس كُثُر لا يتعاملون مع التقنية على نحو نهائي، ولا تتوفر لديهم الكهرباء والماء حتى يستطيعوا التواصل والعيش، موضحًا: "أرقام مخيفة، ونتمنى أن الخطط التي تضعها يونيسكو تنجح في تقليل الفجوة الرقمية بين الدول التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وصعدت إلى القمر والدول التي لا تزال على هامش الحياة والتفكير في التقدم".

 

الحرب الروسية أثرت بطريقتها على محو الأمية 

ومن جانبه كشف الكاتب الصحفي ياسر ثابت، دور الحروب السلبي وعلاقته بزيادة الأمية، موضحًا أن الحرب الروسية الأوكرانية لها دور سلبي وحركة النزوح والهجرة  واللجوء لدول أخرى، تعطل وتسبب في تعثر استكمال التعليم والالتحاق بركب التعليم الأساسي في دول كثيرة مثل أوكرانيا وبعض المناطق في روسيا.

وأضاف أن الحرب لها تأثيراتها وموجاتها على روسيا وأوكرانيا وعلى عدد من الدول المجاورة، وصولا إلى بولندا ورومانيا.  

وتابع: "الأزمة الروسية الأوكرانية مؤثرة بشكل سلبي على حصول كثيرين على التعليم الأساسي، بالإضافة إلى زيادة الفجوة الرقمية التي تتسبب في عدم التمكن من استخدام التكنولوجيا وتوظيفها ومعرفة استخدام الذكاء الاصطناعي أو التقني في ممارسة كثير من الأعمال والأنشطة الذهنية والمهنية، وهذا يؤثر بالسلب، لافتًا إلى أن ذلك الأمر حدث في الأزمة الروسية الأوكرانية على نحو كبير، وبخاصة، منطقة شرق أوكرانيا بالكامل.

وأوضح الكاتب الصحفي ياسر ثابت، أن مناطق مختلفة من روسيا تأثرت بالحرب، وبالتالي فإن كل هذه الحركة من النزوح واللجوء كان لها تأثيرها السلبي، مؤكدًا أن قارة إفريقيا تأثرت بشدة من الحروب والقتال والأمراض التي تتسبب في مشكلات صحية كبيرة، علاوة على الفقر والتسرب من التعليم.

 

مواجهة الأمية التكنولوجية قبل الأبجدية عبث 

فيما تحدث الدكتور حسين محادين أستاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة، عن كيفية مواجهة الأمية التكنولوجية، مؤكدا أن هناك تقدماً في الحديث عن الفجوة الرقمية في مجتمعات تعاني من أساسيات الحياة ومشكلات على مستوى أساسيات الحياة المرتبطة بالأبجدية وضعف إتقانها وضعف حالات التحسين من المنظومة التنموية في الدول النامية التي لم تنجح خطط التنمية فيها.

وأضاف أنّ هذه الإخفاقات أدت إلى فشل عمليات التنمية المرتبطة بالتعليم تحديدا، وهو ما يثير مشكلة وفجوة رقمية، قائلًا: "الفجوة الرقمية تمثل ذروة العولمة بأدواتها التكنولوجيا وعدم توفر الحد الأدنى لأسباب العيش والحق الطبيعي للإنسان بأن يكون متعلمًا أو غير أمي"

وبشأن ما يتعلق بالتفرقة بين التعليم والإدراك والثقافة والوعي، أوضح: "هل هذا الوعي يتأتى على أرضية خصبة والاستفادة منه؟ ما دامت هذه الأرضية هشة في الدول النامية من خلال أبرز معلم من معالم الحياة وهو التعليم، فلا أعتقد أن هناك فرصاً قوية للمنافسة أو الحديث على نحو متكافئ أو أكاديمي صارم".

وواصل الدكتور حسين محادين أستاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة: "الدول المتقدمة من شأنها الانشغال عن دعم المجتمعات والدول النامية، وبالتالي، فإن هناك مسافة يصعب جسرها بين دول متقدمة جدًا في التكنولوجيا والمعارف والتفاعل اللحظي، وقطب آخر لم يحقق الحد الأدنى من العيش الكريم".