رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عُمرة البدل.. "الدستور" تسجّل في التطبيق وتخبركم بما خفي عنكم

عمرة
عمرة

"تخيل تعمل عمرة لأحبابك متوفي- مريض- عاجز بأقل من 4000 جنيه"، إعلان عن تطبيق قدمه شخص يدعى أمير منير، مقدما خدمة “العمرة بالإنابة”.

"الدستور" تتبعت قصة هذا التطبيق، للكشف عن حقيقة تلك العمرة، وعما إذا كانت واحدة من الطرق المستحدثة للنصب باسم الدين من عدمه.

وفي الفيديو الذي نشره على حسابه في فيسبوك، أعلن أمير منير عن تطبيق باسم "عمرة البدل"، يفدم خدمة أداء العمرة بالإنابة.

كود خصم 35% 

وقال إن من يدخل إلى التطبيق ويكتب حروف AM35، "وهي الحروف الأولى من اسمه" فإنه سيحصل على 35% خصم من قيمة المبلغ المطلوب للقيام بعمرة الإنابة.

عمرة مستعجلة بـ9500 جنيه

"الدستور" من جهتها قامت بتحميل تطبيق "عمرة البدل"، وذلك من خلال متجر "جوجل"، ثم إدخال رقم التليفون والاسم، وكلمة السر وذلك للوصول إلى حقيقة الأمر حول هذا التطبيق.

وتبيّن أثناء الدخول إلى تطبيق "العمرة بالبدل" تقسيم العمرة بين عمرة رمضان التي قدمت بسعر 950 ريالا سعوديا أي ما يعادل 7850 جنيها تقريبا، أما عمرة باقي الأيام فقد ظهرت بمبلغ 675 ريالا سعوديا وهو ما يعادل 5570 جنيها، بينما عرض التطبيق ما يعرف بالعمرة المستعجلة، والمقصود بها أداء العمرة بالإنابة  في اليوم ذاته، وهي التي تم تسعيرها بـ1150 ريالا سعوديا أي ما يعادل 9500 جنيه مصري.

وبمجرد الضغط على "تأكيد الطلب" تظهر شاشة تعرض بيانات ممن سيكلف لصالحه عمل العمرة ونوع العمرة المطلوبة له كما تم إدخالها، وكذا تحديد وسيلة دفع العميل للأموال اختياريًا بين عدد من بطاقات الدفع المختلفة أو بين إحدى شركات الاتصالات.

وقد أثارت قصة الشيخ الذي دعا إلى هذا التطبيق جدلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لتصبح في أوقات قليلة حديثًا يتداوله المصريون.

مٌتابعون: " طيب واللي يصلى ويصوم بدالنا ياخد كاااام؟ ياريت يبقى فيه تخفيضات"

وعلق أحد الأشخاص على الفيديو قائلًا: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، وتساءل “أنت بتتكلم جد؟”، بينما قال آخر: "دي تجارة دي ..صح؟".

كما علق آخر واصفًا ما جاء بفيديو شيخ عمرة البدل بقوله: “شوية تجار دين وللأسف ناس كتير ماشية وراهم”.

وقال متابع "الكلام ده لا يجوز ولا يصح بأى وجه من الوجوه ولا يجود دليل عليه ويفتح من المفاسد العظيمة على المسلمين".

 

 

 

مدير سياحة دينية: لم نسمع قط عن عمرة البدل بمقابل

من ناحيته قال مصطفى فرج مدير السياحة الدينية بإحدى شركات السياحة في حديثه لـ"الدستور" إنه طوال عمله بمجال السياحة الدينية الذي يمتد لأكثر من عشرين عامًا  لم يسمع قط عما يعرف بعمرة البدل، مشيرًا إلى أنه ما هو معروف هي تلك العمرة التي يتم أداؤها تطوعًا فقط من الأهل أو الأصدقاء بدلًا من المتوفي أو غير القادر وهي تختلف تمامًا عن عمرة البدل.

وأوضح أن ما دعا إليه هذا الشيخ مؤخرًا يعتبر نوعا من النصب الصريح باسم الدينـ مشيرًا إلى أنه سيحول العمرة من شريعة روحانية إلى وسيلة للربح والتجارة وأن الأشخاص الذين سيقومون بها بهذه الطريقة سيكون هدفهم هو ترديد اسم المعتمر سريعا لكي يقبضوا بعد ذلك الأموال، وبهذا ينتفي شرط وجود النية والمقصد الخالص لله في العمرة، وهي الأمر اللازم لصحتها.

كما أكد أن استخدام تطبيقات النصب تلك بشكل عام من شأنها الإضرار بالسياحة الدينية في مصر وبجميع العاملين بها، نتيجة انجراف البعض وراء ما يدعوه القائمون على هذه التطبيقات، خاصة مع تقديمهم بعض العروض الوهمية للحج والعمرة بأسعار مغرية مما يجعل المواطن المصري ينخدع فيها بسهولة.

الشيخ أحمد الترك: تحول الدين إلى بيزنس

وصف الشيخ أحمد الترك أحد علماء الأزهر الشريف في حديثه لـ"الدستور" أن المجموعات  التي تدعي العمرة والحج بالإنابة بأنها تعمل على تحويل الدين إلى تجارة "بيزنس"، موضحًا أن هذا يعد إثمًا عظيمًا، وأردف واصفًا من يقوم بذلك بأنه أشبه ببني إسرائيل الذين وصفهم القرآن بأنهم "يشترون بآيات الله ثمن قليلًا".

وتابع أن الأصل في العبادات هو القيام بها، وليس الإنابة فيها، وذلك إلا في بعض حالات الضرورة القصوى، مثل العجز والمرض.

وأشار إلى أنها فيها تتم يجب أن تتم الإنابة تطوعًا دون مقابل، وليس بمقابل مثلما تعرض تلك المجموعات، وهو ما يوضح أن ما هي إلا مجرد جماعات للنصب والاحتيال على المواطنين.

وأوصى عالم الأزهر بضرورة ألا يستجيب المسلمون لما يقولونه ما يسمون أنفسهم "دعاة" والذين يظهرون على "السوشيال ميديا" بفتاوى وأقاويل لا تعبر إلا عن النصب والاستغلال المادي والفكري، مشيرًا إلى أن أغلب هؤلاء الذين يتظاهرون بأنهم دعاه إسلاميون هم في حقيقة الأمر يتبعون بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة، والتي تهدف إلى نشر اتجاهات معينة، وفي نفس الوقت فهي إلى جانب ذلك تحقق الأرباح من خلال النصب على المواطنين.

مجمع البحوث: "يجوز أن يوكل إنسان غيره لآداء الحج والعمرة بشروط"

يُذكر أن مجمع البحوث الإسلامية كان قد أوضحجواز أن يوكل الإنسان غيره لأداء الحج أو العمرة إذا كان مريضًا لا يستطيع أن يحج أو يعتمر بنفسه.

وأضاف المجمع- في إجابته من قبل عن سؤال "هل يجوز أن ينوب إنسان عن آخر على قيد الحياة لأداء العمرة؟"- أنه ثبتعن ابن عباس أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - إن أبي أدركه الحج وهو شيخ كبير لا يثبت على راحلته فإن شددته خشيت أن يموت أفأحج عنه؟ قال - صلى الله عليه وسلم - " أرأيت لو كان عليه دين فقضيته أكان مجزيء" قال نعم "قال حج عن أبيك".

وأفاد المجمع كذلك بأنه من الجائز أن ينوب أحد عن الشخص في أداءالعمرة إذا كان مريضا مرضا لا يرجي برؤه أما إذا كان صحيحا أو مريضًا مرضًا يرجي شفاؤه فلا يجوز له أن ينيب عنه.

رئيس لجنة الفتوى الأسبق: تجوز ولكن لا يجب أن تتحول تجارة

بينما قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، في تصريحات خاصة ل "الدستور"  أن العمرة بالإنابة  مقابل المال جائزة وقد يلجأ لها الكثيرون العاجزون عن القيام بأداء  مناسك العمرة بأراضي مكة المكرمة،  منوهًا إلى أن القبول وعدمه بيدي الله وحده والعمرة سنة وفقاً لرأي بعض الفقهاء والبعض الآخر يري أنها فريضة وفقا لقول الله عز وجل "وأتمو الحج والعمرة لله" .

ويتابع الأطرش حديثه، أنه قد تجوز الإنابة فى أداء مناسك العمرة أو الحج فى حالة كون المنوب عنه ميتًا أو مريضًا أو عاجزًا عن القيام بأداء تلك المناسك بشكل كلي، مضيفًا إنه لا يجوز الحج أو العمرة عمن لا يستطيع  إذا كان عذره مؤقتًا ويرجى زواله، ويفضل أن يقوم بأداء تلك المناسك بنفسه.

كما أشار إلى أن  من يريد تأدية العمرة عن غيره يشتـرط أن يكون قام بأدائها من قبل لنفسه، حتى يمكن أن  تتحقق الإنابة عن غيره بتلك المناسك، وأوضح أنه يستوجب اختيار القائم بالإنابة بالعمارة أو الحج من يُظن به الخير والصلاح ومعرفة الأحكام الخاصة بأدائها حتى تتم على أكمل وجه.

وأكد الأطرش على أنه لا يجوز لمن يحج عن غيره أن يكون قصده المال فقط، فليست العبادة عرضة للتجارة، ولا من مجالات الربح المادي، لكنها يجب أن تتمثل في تقديم المساعدة للعاجزين عن القيام بأداء تلك المناسك، وأضاف أنه ينبغي على المنيب يقوم بتوثيق كافة خطوات العمرة أو الحج المنيب عنه بالتصوير.