رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

94 عامًا من الكفاح والمغامرات والمناكفة.. محطات فى حياة محمد الفايد

محمد الفايد
محمد الفايد

يمكن تلخيص مسيرة رجل الأعمال المصري محمد الفايد الذي وافته المنية في بريطانيا أمس الجمع، في الانتقال من العمل كـ"حمال" على أرصفة ميناء الإسكندرية إلى أحد أكبر أغنياء العالم، لكنها ستكون قصة ناقصة التفاصيل.


في تقرير لها، وصفت هيئة الإذاعة البريطانية BBC محمد الفايد بأنه رجل ذو شخصية مركبة، هزت مكائده المؤسسة البريطانية بشدة. وأطاحت مزاعمه بعدم "النزاهة" بثلاثة من كبار السياسيين في حزب المحافظين البريطاني، فضلا عن اتهامه المؤسسة الحاكمة بقتل نجله دودي الفايد والأميرة ديانا.


بائع مشروبات غازية


كانت البداية في الإسكندرية، حين ولد محمد الفايد عام 1929، وبدأ حياته بائعا متجولا للمشروبات الغازية في ميناء الإسكندرية، لكن الحظ حالفه في منتصف خمسينيات القرن الماضي، حين التقى بالكاتبة السعودية سميرة خاشقجي، شقيقة الملياردير وتاجر السلاح المعروف عدنان خاشقجي، وتزوجها بعد ذلك.


وبعد زواجه بسميرة، منحه عدنان، عملا مكنه من دخول أكبر وأكثر الدوائر الاجتماعية نفوذا في لندن وفي دول الخليج. وفي ستينيات القرن الماضي، بات محمد الفايد يملك ثروة جمعها بنفسه بعد صفقات وتعاملات مع أثرياء حول العالم.
أسس الفايد شركة شحن خاصة في مصر، وأصبح المستشار المالي لسلطان بروناي، وانتقل للإقامة في بريطانيا عام 1974، وفي 1979، اشترى محمد وشقيقه علي فندق "ريتز" الفاخر في باريس، وبعدها بست سنوات تغلب محمد الفايد مجموعة "لونرو" الاقتصادية في معركة شراء متجر "هارودز" في قلب لندن.


إطاحة بالمحافظين


حين رفضت بريطانيا منحه الجنسية في التسعينات، صرح في الصحافة بأن وزيرين محافظين هما نيل هاملتون وتيم سميث، تلقيا مبالغ مالية منه لقاء طرحهما أسئلة تخدم مصالحه في مجلس العموم. ونتيجة لذلك، اضطر كلا الوزيرين إلى ترك الحكومة بسبب هذه الفضيحة.


كما استقال وزير الدولة حينها، جوناثان إيتكن، بعد كشف الفايد أنه أقام مجانا في فندق "ريتز" بباريس. وانتهى الأمر بالوزير "إيتكن" إلى السجن بسبب إدلائه بشهادة كاذبة في المحكمة.


اشترى نادي فولهام لكرة القدم عام 1997، كما كان يملك عقارا في اسكوتلندا مساحته 50 ألف فدان، حوله إلى أحد الوجهات السياحية في البلاد.


انقلبت حياة الفايد بعد موت الأميرة ديانا ونجله دودي في حادث سير مروع في باريس عندما ارتصمت السيارة كانت تقلهما بأحد الأعمدة خرسانية في أحد الأنفاق وكان السائق من موظفي محمد الفايد. ووضعت التقارير الجنائية، التي أكدت أن السائق كان مخمورا، محمد الفايد في موقف محرج.


وظل الفايد طوال السنوات التالية للحادث، يلقي باللائمة على المؤسسة الحاكمة البريطانية في مصرع ابنه دودي والأميرة ديانا. وفي 2008، قدم أدلة للتحقيق في مقتل ابنه وديانا، يتهم فيها الأمير فيليب، زوج ملكة بريطانيا، بأنه أعطى أوامر بقتلهما.
باع الفايد في مايو 2010 متجر هارودز الشهير وسط لندن، لشركة قطر القابضة مقابل 1.5 مليار جنيه استرليني.
 

مرارة فقدان دودي


وبعد مرور سنوات على مقتل نجله دودي، كان لايزال يشعر بالمرارة، فمول عام 2011 إنتاج فيلم وثائقي بعنوان "قتل غير مشروع" يستعيد فيه نظريته حول مقتل الأميرة ديانا وابنه.
وعلى الرغم من عرض الفيلم الوثائقي في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، إلا أن الإشكاليات القانونية حالت دون عرضه للعامة. بحسب BBC.