رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وداعًا أغسطس


غالبًا ما يكون أغسطس شهر العطلة والراحة والهروب إلى شواطئ البحار، إلا أن نهاية الشهر لهذا العام مفعمة بالأحداث على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.. قرارات هنا وهناك وأحداث جسام، جميعها لها تداعيات مهمة لا يمكن أن تمر مرور الكرام. 
1- من قتل قائد مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية، "يفجيني بريجوجين"؟.. سؤال لن تجد له إجابة سريعة مؤكدة وحاسمة لتغلق هذا الملف.. قضية كل الأطراف تستغلها لصالحها، فمتي عرف من قتل "بريجوجين" انتهت الاتهامات المتبادلة بين الروس من ناحية والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا من الجانب الآخر، لن تحسم قضية قائد مجموعة فاجنر بهذه السرعة والسهولة ولن تنتهي التحقيقات سريعًا، إنه ملف ساخن يخدم كل الأطراف، وإن كان "بريجوجين" هو من ساعد على قتله في النقطة التي انتهت إليه طموحاته.. إن جميع الأطراف لا تريد نهاية سريعة.. فالجانب الروسي يري أن هذه نهاية حتمية لمن يتجاوز الخطوط الحمراء، دون أن يعلنها صراحة.. أما الرئيس الأمريكي "جو بايدن"- برعونته- أعلنها صراحة في اتهام مباشر أن الروس هم من قتلوه، في الوقت الذي أعلن براءته "فولوديمير زيلينسكي" من دم ابن "فاجنر".. بينما الصحافة الأمريكية تري أن تأجيل الإجابة عن السؤال من القاتل؟ أمر في غاية الأهمية، فالإعلام الأمريكي ينظر إلى هذه القضية على أنها قصة ملهمة، ومادة ذات قماشة عريضة للاستهلاك الإعلامي. فوسائل الإعلام الأمريكية ضليعة في البحث والاستقصاء ولديها أقوال أخرى قد تقترب أو تبتعد من الإجابة عن السؤال من القاتل؟ ولكن عنصر التشويق والمفاجآت وطول أمد القصة الخبرية يروق كثيرًا الإعلام الغربي، ولاسيما الإعلام الأمريكي.. أن العظماء والمشاهير والمجرمين، دائمًا ما تطاردهم الشائعات في حياتهم وبعد رحيلهم.. ومن المفارقات العجيبة أن هذه الشائعات تكتب لهم البقاء والخلود.. وتظل مثارًا للجدل تتوارثه البشرية.
2- فرحة عارمة شملت جل المصريين بانضمام مصر لمجموعة "بريكس بلس" التي تضم 11 دولة وتمثل نسبة 46% من سكان العالم، الدول الإفريقية المنتمية لـ"بريكس بلس" هي  جنوب إفريقيا ومصر وإثيوبيا، بما يؤكد أننا نعيش في قارة واعدة تشارك في تغيير موازين القوة العالمية ولم تعد القارة المغلوبة على أمرها أو القارة المعزولة.. إنه عصر جديد للاقتصاد المصري يفتح آفاق التنمية، اذ تعد مصر بوابة إفريقيا لآسيا وأوروبا، علينا أن ننتظر الانتهاء من مشروع الطريق البري "القاهرة- كيب تاون" الذي بدأته مصر عام 2021، المشروع الذى يربط بين شمال القارة الإفريقية بجنوبها مرورًا بـ10 دول إفريقية، ومن المقرر أن يتم تنفيذه بنهاية عام 2024، إنه الطريق الذي ينهي عزلة القارة السمراء ويمكنك عبر هذا الطريق  البري أن تعبر رحلتك من الشمال إلى الجنوب بسيارتك في أسبوع، لقد بدات مصر رحلة الانطلاق إلى إفريقيا.
3- انقلابات وعدم استقرار حكم البلاد عانى منه بعض الدول الإفريقية، هكذا فعل الاحتلال الغربي بقاراتنا، وهكذا يرعي ويدعم الحركات الانقلابية بزعم حماية الدول واستقرارها، أن الاستعمار الغربي لدول إفريقيا يعمل دائمًا على هدم مؤسسات الدول، كما يسعى دائمًا إلى استبدال المؤسسات العسكرية بالميليشيات والمرتزقة لحماية الأنظمة الموالية له، وهكذا أصبحت ثروات إفريقيا مستباحة للغرب.. لم تكن هذه الانقلابات المتكررة في دول إفريقيا من البحر الأحمر شرقًا وصولًا للمحيط غربًا من قبيل الصدفة، إنه مخطط وضعت له استراتيجية غربية مدروسة بعناية، وهو ما يفسر الانقلابات الحادثة تباعًا بداية من عام 2021 شملت الدول التالية، تشاد، ومالي، وغينيا، والسودان، والنيجر، ومؤخرًا الجابون. 
4-  قبل أن ينتهي أغسطس بـ72 ساعة، صدر قرار من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة،  بالتحقيق مع وزيرة الخارجية الليبية "نجلاء المنقوش" ووقفها عن أداء عملها، وذلك على خلفية لقاء جمعها بنظيرها الإسرائيلي "إيلي كوهين" في روما، ما أثار احتجاجات واسعة في العاصمة طرابلس وبعض المدن الليبية.. الشارع الليبي يسأل هل ألتقت "المنقوش" بنظيرها الإسرائيلي دون علم رئيس وزرائها؟ أم أن "الدبيبة" دفع بها إلى هذا اللقاء للخلاص منها؟ أو أن هناك ثمة صفقة ما بين الحكومة الليبية والحكومة الإسرائيلية والمنسق العام لهذه الصفقة هي "المنقوش"؟ وما تفاصيل هذا اللقاء الذي أخفته أو حاولت الخارجية الليبية إخفاءه عن الرأي العام الليبي .. هذه الأسئلة ينتظر الشارع الليبي الإجابة عنها.