رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة في الشأن الإفريقي لـ"الدستور": الجابون "ورقة جديدة" سقطت من فرنسا

الباحثة رحمة حسن
الباحثة رحمة حسن

أفادت فضائية "سكاي نيوز، قبل قليل، بخروج تظاهرات شعبية في الجابون تأييدًا لإلغاء كبار ضباط الجيش الانتخابات وحل المؤسسات بعد ما أعلن مركز الانتخابات الحكومي فوز الرئيس علي بونجو بولاية ثالثة.

وأعلن مجموعة من ضباط الجيش في وقت سابق من اليوم، الانقلاب علي سلطات البلاد عقب الاعلان عن فوز بونجو لولاية ثالثة.

في هذا السياق، قالت رحمة حسن الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إنه مع استمرار سياسات فرض الواقع الانقلابي في منطقة الساحل الأفريقي وغرب ووسط افريقيا لتتزايد عدوى الانقلابات والتي بدأت منذ عام ٢٠٢٠ في مالي وبوركينا فاسو وغينيا واخيراً النيجر، لتأتي الجابون أخيرًا في رفض داخلي لما يمكن عملية التوريث للرئيس المنتخب حديثاً على بونجو، رئيس البلاد منذ عام ٢٠٠٩ خلفاً لوالده، وفوزه بولاية ثالثة بنسبة تصويت ٦٤.٢٧% لتمنحه فترة حكم ٧ سنوات جديدة عقب تعديلات دستورية رفضها الشارع الجابوني، والمعارضة التي قادها اوندو واعتبرتها تهيلاً لعملية التصويت، بعد إنهاء التعديل الدستوري العمل بجولتي التصويت.   

وأضافت حسن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الانقلاب الحالي يأتي ليمثل ورقة سقوط جديدة للوجود الفرنسي الذي لم يستطع أن يغير استراتيجيته الأفريقية والتى أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الجابون كأول رحلة افريقية له العام الحالي في مارس ٢٠٢٣، فيما جاءت برسالة عكسية دعمت فكرة وجود ماكرون لدعم بونجو في الانتخابات التى تم عقدها في اغسطس الحالي، وسط اتهامات بتزوير نتائج الانتخابات، وهو ما دفع المجلس العسكري، والذي أسمى نفسه لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات.

هل تشهد القارة السمراء انقلابات جديدة خلال الفترة المقبلة؟

وأوضحت حسن أنه بإعلان المجلس الوطني، الذي يضم قادة قوات الدفاع والجيش والأمن، بغلق الحدود الرسمية للدولة وإعادة تشكيل المؤسسات، في خطوة يحاول أن يصف فيها نفسه بأنه لا يطمح في سلطة ويلبي رغبات الشعب في ظل حالة الطوارئ التي فرضها بونجو إبان الفترة الانتخابية وقطع الإنترنت. 

وحول احتمالية ظهور عدوى جديدة للانقلاب في دول الساحل الإفريقي خلال الفترة المقبلة، قالت حسن إنه مع استمرار نجاح الانقلابات المتتالية في المنطقة الأكثر هشاشة إفريقيا، ومع عدم احتواء الجيل الأفريقي المناهض للوجود الفرنسي والذي يصفها بدعم الديكتاتورية من أجل الموارد كاليورانيوم والطاقة الغنية به الجابون، فإنه من المتوقع أن تستمر عدوى الانقلابات وخاصة السنغال في غرب إفريقيا في ظل الاضطرابات بسبب انتخابات ٢٠٢٤، أو زيمبابوي التى تشهد رفض من المعارضة لقرارات الانتخابات الحالية، حتى مع انتقادات بعض القوى الحاكمة للإعلام الفرنسي والتدخلات في العمليات الديمقراطية فإن نقد بونجو لتصريحات رئيس الوزراء الفرنسي في انتخابات ٢٠١٦، وغلق قنوات الإعلام الفرنسي في الانتخابات الحالية التى وصفها بونجو بأنه يحرض الشعب على مزيد من الاضطرابات، ما هي إلا مجرد مناوشات، في ظل تعميق العلاقات للأوروبية الإفريقية والتى سيؤثر الإنقلاب على اهميتها، وتهدد أوروبا وفقا لتصريحات جوزيب بوريل مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وهو ما يمهد لنا سيناريو المرحلة الانتقالية، وفرض عقوبات لن تمنع نجاح الانقلابات في ظل تراجع دور المنظمات الإفريقية.