رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاح حليمة يكشف أسباب الانقلاب في الجابون

السفير صلاح حليمة
السفير صلاح حليمة

أعلنت مجموعة من ضباط الجيش في الجابون، اليوم الأربعاء، الانقلاب على سلطات البلاد عقب الإعلان عن فوز الرئيس علي بونغو بفترة ثالثة في الانتخابات الرئاسية.

ووثقت وسائل إعلام دولية، خروج حشود جماهيرية كبيرة، إلى الشوارع في الجابون، معلنين تأييدهم لتولي الجيش السلطة.

وفي هذا السياق، قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، الانقلاب جاء من خلال مجموعة من الضباط يقدر عددهم بـ 12 ضابطًا، موضحين أن من بين الأسباب التي دفعتهم لذلك أن الانتخابات التي جرت منذ أيام تفتقر إلى المصداقية وهذا يؤثر على اللحمة الشعبية ويؤدي إلى حالة من الفوضى ولذلك قاموا بهذا الانقلاب من أجل تحقيق السلام.

وأوضح حليمة لـ"الدستور"، أن الانقلاب جاء في إطار المنطقة ذات النفوذ الفرنسي، لافتًا إلى أن منطقة الساحل الإفريقي شهدت سلسلة من الانقلابات بلغت 7 انقلابات خلال عامين فقط، فيما يبدو أنها ظاهرة تنتشر في المنطقة ذات النفوذ الفرنسي في ظل نظم ديمقراطية، متابعًا: "هذا يعني أن هذه الظاهرة ارتبطت بالنظم الديمقراطية ليست انقلابات عسكرية على أوضاع نظم غير دستورية هذا يعني أنه في ظل النظم الدستورية لم يتحقق التقدم والنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي على النحو المنشود".

أسباب الانقلاب في الجابون

وأشار حليمة إلي أن ما يحدث في الجابون مرتبط أيضا بالصراع علي الثروات التي تمتلكها الجابون ومن أهمها البترول والنفط وخاصة أن الجابون دولة منتجة للنفط وأحد أعضاء "منظمة أوبك"، وهى دولة عدد سكانها لا يقترب من 2 مليون نسمة وفي ظل هذه الثروات سواء من النفط أو المنجنير والأخشاب، التي تمتلكها لم يحدث تحسن جذري في مستوي المعيشة على الرغم من أن مستوى متوسط دخل الفرد الجابوني أربعة أضعاف الدول الأخرى، ولكن هذا يعني أنه ليس علي مستوى الثروات وقدرات وامكانيات الجابون .

ولفت حليمة إلى أن من بين أسباب الانقلاب أيضا الأسباب من الناحية السياسة التي تتعلق بنظام الحكم، لافتا إلي أن نظام الحكم في الجابون يكاد يكون نظام حكم عائلي، بداية من عمر بونجو وعلي بونجو الابن، الذي امتد لـ 64 عاما، بجانب عدم المصداقية في الانتخابات والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنفوذ الفرنسي في البلاد، هذا بجانب الصراع ما بين قوى كبرى مثل روسيا والصين متواجدين ولهم شراكات في الاقتصاد.

ما هو مصير رئيس الجابون؟

وحول مصير رئيس الجابون خلال الفترة المقبلة، قال حليمة لم يتم الحديث عنه ولكن ما حدث أنه تم الاستيلاء بالفعل علي السلطة، يعني أن ولاية الرئيس علي بونجو الثالثة التي كان من المقرر أن تبدأ خلال أسابيع للأسف انتهت، مشيرا إلى أن الانقلاب ليس له اى صدي لمقاومته او معارضته سواء على المستوى الاقليمي أو الدولي، حتى الآن لا يوجد رد فعل من قبل المجتمع الدولي أو من جانب الاتحاد الافريقي التي من المفترض انه في مثل هذه الظروف يصدر قرارا بتعليق العضوية وفرض عقوبات، ولكن هذا لم يحدث.

وحول بيان الاتحاد الأوروبي، أشار حليمة إلى أن البيان لم يعبر سوي عن القلق، فالبيان لم يطالب بعودة النظام او معارضة الانقلاب وهذا يعطي انطباع أن المبررات التي ساقها الانقلابيون ليست بالقدر الذى يدفع نحو معارضة الانقلاب بالدرجة المنشودة، وخاصة أن الانتخابات تفقد المصداقية فلم يكن هناك مراقبون دوليون، بجانب فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال عقب غلق الصناديق، والحديث عن وقوع تزوير في الانتخابات من قبل القوي المعارضة، مشيرا إلى أن هناك تريث من قبل القوى الإقليمية والدولية للتعرف علي حقيقة الوضع والأسباب ومنها التوريث في النظام القائم، وبجانب أن النظم الديمقراطية التي تسعى إليها الدول الغربية ويتطع اليها شعوب الدول الأفريقية لم تحرز تنمية اقتصادية أو معالجة الفقر ومعالجة الإرهاب في بعض الدول، ولم تحدث أي تطور إيجابي أو حتى ملموس في كل هذه القضايا.

أبرز الأسباب وراء تفشي ظاهرة الانقلابات في القارة السمراء

أوضح حليمة أن من أبرز الأسباب هو الصراع على السلطة، والهدف يكون الصراع علي السلطة أو "شهوة السلطة" وخاصة أن المبررات التي يكون كثيرا منها واقعي وهو أن النظم الديمقراطية لم تحقق الأهداف المنشودة من تسريع عملية التنمية وتحقيق الأمن الاجتماعى ومواجهة الإرهاب ومعالجة الفقر ورفع مستوى المعيشة النظم الديمقراطية في حد ذاتها لم تحقق ما تصبو إليه الشعوب من النواحي الاقتصادية والسياسية.

وأشار حليمة إلى أن من بين الأسباب أيضا هو الصراع علي الثروة من قبل قوى اقليمية ودولية، فهناك علاقات غير متوازنة بين دول الاستعمار القديم الدولة التي كان مستعمرة والدولة المستعمرة فيما يتعلق بالاستفادة من ثروات هذه الدول كل هذه الاسباب تؤدى إلى ظاهرة الانقلابات، لافتا إلى أن الانقلابات لا تؤدى في النهاية إلى تغيير الأوضاع إلى الأفضل كما هو منشود في الدول الديمقراطية.