رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تؤثر أساليب الناتو بشرق آسيا على التقارب الروسي الصيني عسكريا؟

الصين وروسيا
الصين وروسيا

ذكرت صحيفة آسيا تايمز، إنه من غير المستغرب أن يؤدي تجاوز الناتو إلى شرق آسيا إلى إثارة غضب الصين ويخاطر بدفع بكين وموسكو إلى التقارب عسكريًا.

وأضافت الصحيفة أن مشاركة حلف شمال الأطلسي في شرق آسيا لمواجهة نفوذ الصين تشكل استراتيجية مضللة وربما خطيرة بالنسبة لأعضاء الحلف الأوروبيين، ومن المحتم أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوترات بين الصين وحلف شمال الأطلسي ويخاطر بربط الصين وروسيا معًا بشكل أوثق.

وتابعت أن استراتيجية احتواء الصين ليس لها أي فوائد ملموسة للأمن الأوروبي، وهي تخدم في الغالب مصالح الولايات المتحدة، التي تحاول يائسة الحفاظ على هيمنتها العالمية.

ورغم أن حلف شمال الأطلسي لا يسعى حالياً إلى تجنيد أعضاء جدد في شرق آسيا، فإنه يعمل على صياغة شراكات استراتيجية مع الدول "ذات التفكير المماثل" في المنطقة، مشيرة إلى أن دولاً مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا تمر جميعها بعملية التحول من كونها "شركاء عالميين" لحلف شمال الأطلسي إلى أن تصبح أعضاء في ترتيب ملموس أكثر والذي أطلق عليه حلف شمال الأطلسي "برامج الشراكة المصممة بشكل فردي".

وقد زاد التعاون الاستراتيجي بين حلف شمال الأطلسي واليابان في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي قمة قادة الناتو التي انعقدت في ليتوانيا في يوليو 2023، استقبل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، وأخبره أنه "لا يوجد شريك أقرب من اليابان".

وكخطوة نحو علاقات أمنية أكثر جوهرية، كان حلف شمال الأطلسي يخطط لفتح مكتب اتصال في طوكيو - وهو الأول من نوعه في آسيا، ولكن هذه الخطط تم تأجيلها بسبب المخاوف من أنها قد تؤدي إلى تأجيج التوترات بين الناتو والصين، وقد وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن مثل هذه الخطوة ستكون “خطأ كبيرا”.

ومن الناحية الرسمية، يهدف تواصل حلف شمال الأطلسي إلى شرق آسيا إلى تعزيز التعاون بشأن قضايا مثل "الأمن البحري، والتكنولوجيات الجديدة، والإنترنت، وتغير المناخ، والقدرة على الصمود. 

محاولة لمواجهة الصين 

 ولكن من الناحية العملية، تعد هذه الخطوة بلا شك محاولة لمواجهة الصين، التي يعتبرها الناتو الآن علناً "تحدياً لمصالحنا وأمننا وقيمنا".

وفي لقائه مع كيشيدا، أعرب ستولتنبرج عن قلقه بشأن "الحشد العسكري المكثف للصين" و"تحديث وتوسيع قواتها النووية". ولابد أن هذا كان بمثابة موسيقى لآذان كيشيدا، لأنه كان يسعى جاهداً إلى تطوير علاقات أوثق مع حلف شمال الأطلسي لهذا السبب على وجه التحديد.

ولكن من الصعب أن نرى كيف سيستفيد الأمن الأوروبي من الدور العسكري الموسع لحلف شمال الأطلسي في شرق آسيا، وهو ما من شأنه أن يثير استعداء بكين بكل تأكيد. ومن غير المستغرب أن تستجيب الصين بصوت عال لأقوال وأفعال حلف شمال الأطلسي.

وتخشى الصين أن تكتسب تحالفات الولايات المتحدة المنفصلة إلى حد كبير في المنطقة طابعاً أكثر تكاملاً ومعاداة للصين تحت مظلة حلف شمال الأطلسي. ورد الناتو بأن وجوده العسكري حميد ودفاعي بطبيعته.