رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيل "زعيم الأمة".. كيف انحاز طه حسين لحكومة يكن ورفض تمثيل سعد زغلول للمصريين؟

سعد زغلول
سعد زغلول

في ذكرى رحيل المناضل والزعيم الثوري سعد زغلول، والذي رحل في الـ23 من أغسطس، نكشف عن العلاقة التي ربطت  عميد الأدب العربي وزعيم الأمة “طه حسين وسعد زغلول”، في التقرير التالي:

 في العدد 55 من مجلة الحياة الثقافية  1990 كتب الكاتب رشيد القرقوري تحت عنوان "مابين طه حسين وسعد زغلول"، ذهب فيه إلى " سعد زغلول طبع الحياة السياسية المصرية في العشرينيات بطابعه الخاص وأثر فيها تأثيرا جعله محل تقدير جل المصريين على اختلاف مشاربهم السياسية.

طه حسين يرفض تقديس المصريين لسعد زغلول 

وتابع القرقوري: "قد بلغ إعجابهم به في بعض الأحيان إلى درجة مزعجة من التقديس جعلت طه حسين يقف ضده ويخاصمه أشد الخصومة وأعنفها، رغم أنه كان 1924 رئيسا للوزراء المصرية باغلبية  برلمانية ساحقة وزعيما للثورة المصرية الفتية وهي زعامة "أصبحت في وقت من أوقات أسطورة من الأساطير الي ترددها الجماهير حتى لقد ظهر بين طوائف الفرق الصوفية طريقة سمت نفسها باسم الطريقة السعدية الزغلولية".

 يعترف طه حسين في كتاب الأيام بأن صلته "بسعد" كانت يسيرة كل اليسر في ظاهرها، عسيرة أشد العسر في حقائقها ودخائلها.

بدأت الصلة المباشرة بين صاحب الأيام و"سعد زغلول " في باريس 1919 في باريس، وقد جاءها يرجو المشاركة في مؤتمر الصلح ، إلا أن الأبواب أغلقت من دونه، وقطعت عليه إليه الطريق إلى المؤتمر، ويصور طه حسين هذا اللقاء الأول مع سعد زغلول  في كتاب "الأيام" ويذكر الحوار الذي دار بينهما حول علم التاريخ ومدى صدقه، وحول علاقة مصر بأوروبا، ويستنتج منه يأس "سعد" مما جعله يسأله: "كيف نيأس وقد أيقظتم الشعب فاستيقظ و دعوته فاستجاب؟".

وتتجلى أبرز الخلافات بين صاحب الأيام وسعد زغلول  في انحياز الأول لحكومة عدلي يكن في استحقاقها التفاوض باسم الشعب المصري مع الإنجليز، وانطلق يهاجم الوفديين وزعيمهم، وسخرا من السعديين.

 فقد كان يرى طه حسين في شخصية سعد "يمتاز بالتناقض العنيف الصريح فيما يقول وفيما يعمل وأقواله متناقضة يهدم بعضها بعضا" وهو كذلك خطيب جرىء مسرف في الجرأة يبلغ بها التهور في أكثر الأحايين أي ان يقول ما لايفعل " وهو عند طه حسين "نكبة على أمته، وقد يكون "سعد" مصدر شقاء ومحن لبلده" وقد يكون مفسدا على هذه الأمة جهودها وآمالها "وتصل الجرأة بطه حسين إلى  حد وصف سعد اللعب بأمته" فالزعيم يلعب بآرائه وعقائده، يلعب بأنصاره وسامعيه".

إلا أن كل هذا كان قد تغير بعد انضمام  طه حسين إلى حزب الوفد فقد كتب أكثر من مقال يقر فيه بخصال وصفات سعد، وقد كتب مقال تحت عنوان “عظيم نشر في كوكب الشرق تحدث فيه نضال سعد، وعن موقعه الطبقي ودوره في الحركة الوطنية”.