رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ختام صوم العذراء.. الروم الأرثوذكس تطلق عظة مترجمة للقديس يوحنا كرونشتادت

السيدة العذراء
السيدة العذراء

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بالليلة الختامية لصوم السيدة العذراء مريم.

ونشر الأنبا نيقولا أنطونيو متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس عظة في رقاد العذراء  للقديس يوحنا كرونشتادت نقلتها إلى العربية أسرة التراث الأرثوذكسي، جاء بها إن اليوم الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة تمجّد احتفالياً رقاد والدة الإله أو انتقالها من الأرض إلى السماء. 

يا للانتقال الرائع: رقدت بسلام من دون مرض مستفحِل. رُفِعَت روحها بين يدي ابنها الإلهيتين وحُمِلَت إلى المسكن السماوي، مصحوبة بإنشاد الملائكة العذب. وبعد ذلك، نقل الرسل جسدها الفائق النقاوة إلى جثسيماني حيث دُفن بشرف، وفي اليوم الثالث أُقيم وأُصعِد إلى الملكوت. ترَون هذا في أيقونة رقاد والدة الإله، إذ يظهر جسد والدة الإله الحامل الحياة ممدداً على نعش، محاطاً بالرسل ورؤساء الكنيسة، وفي وسط الأيقونة يظهر الرب حاملاً بين يديه روح والدة الإله الفائقة النقاوة. إن انتقال والدة الإله هو نموذج لانتقال أرواح المسيحيين إلى العالم الآخر بشكل عام.

نحن نقول إن موتانا قد "رقدوا" أو "انتقلوا". ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنه لا يوجد موت بالنسبة للمسيحي الحقيقي. المسيح غلب الموت على الصليب. لكنْ هناك انتقال، أي إعادة ترتيب لوضع الإنسان، أي أن روحه في مكان آخر، في زمن آخر، في عالم آخر وراء القبر، أبديٍّ بلا نهاية، هذا هو المقصود بـ"الرقاد". 

لذا يجب أن نكون مستعدين لهذا الانتقال، ليوم القيامة العامة والدينونة، لهذا الحَدَث الكوني الفائق الوصفِ، والمدوَّن في الكتاب المقدس. هذا التحضير للقاء الملك السماوي أمام كرسي الدينونة المخيف، بعد الموت، هو في الأساس استعداد الشخص طوال حياته. هذا التحضير يعني التغيير في كل أفكاره، التغيير الأخلاقي لكل كيانه، بحيث يكون الإنسان كله نقياً وأبيض كالثلج، غاسلاً كل ما يفسد الجسد والروح، متزيّناً بكل فضيلة: التوبة والوداعة والتواضع واللطف والبساطة والعفة والرحمة والإمساك والتأمل الروحي والمحبة القوية لله والقريب. إن استعدادنا للقاء الملك السماوي، وميراث الحياة الأبدية في السماء، يجب أن يقوم على هذه الأمور.