رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهيئة العامة للكتاب تطرح "سحر الموروث السردى" للباحث المغربى مصطفى يَعْلَى

مصطفى يَعْلَى
مصطفى يَعْلَى

"سحر الموروث السردي.. افتتان واستلهام للعجيب"، عنوان أحدث إصدارات سلسلة الثقافة الشعبية، التي تصدها الهيئة المصرية العامة للكتاب، من تأليف الباحث الأكاديمي المغربي دكتور مصطفى يَعْلَى. 

مصطفى يَعْلَى، عضو اتحاد الكتاب المغربي، نال درجة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث بكلية الآداب بالرباط، صدرت له العديد من الدراسات والأبحاث في الدراسات الشعبية، نذكر من بينها: "امتداد الحكاية الشعبية"، "القصص الشعبي في المغرب"، "القصص الشعبي قضايا وإشكالات"، "ظاهرة المحلية في السرد المغربي"، وغيرها.

وفي الأدب، صدر للدكتور مصطفى يَعْلَى عدة مجموعات قصصية، منها: "رماد بطعم الحداد"، "شرخ كالعنكبوت"، "أنياب طويلة في وجه المدينة"، "دائرة الكسوف"، "لحظة الصفر" وغير ذلك.

وكشف مصطفى يَعْلَى، لـ"الدستور"، عن أن كتابه "سحر الموروث السردي.. افتتان واستلهام للعجيب"، يصب في محاولة تبيان بعض أنساق الغواية، التي مارستها السرود القديمة بسحرها وفتنتها، على المبدَعات السردية الحديثة والمعاصرة، وكذا في تحقيق رغبة الإثبات العملي النقدي لمعادلة استمرار الموروث السردي في التطور والعطاء، ولو بصورة مطعمة بسماد المعاصرة، في تواشج خلاق بين الشفاهية والكتابية، مكّن من نسج حبكات القصة القصيرة والرواية لدى عدد من الكتاب، في سياق استلهام الأخيرتين للكثير من فتنة بلاغة السرد الموروث رسميا وشعبيا.

وأضاف “يَعْلَى: "ولعل ما ساعد على تحقيق هذه الغاية الاستقصائية حافز الاستجابة لغواية اللجوء إلى المنهج المورفولوجي، الذي حدد فلاديمير بروب وحداته الوظيفية الإحدى والثلاثين، ومستويات وظائف شخوصه السبعة، انتهاء بالتشكلات البنيوية للمتون المدروسة. وكان واجبا علينا هنا قبل ذلك أن ننتهز الفرصة لتوضيح هنات التطبيق العربي الرائد، المتصف بالإجراء الميكانيكي لهذا المنهج، مما جعل البداية بموضوع (مورفولوجية القصص الشعبي: وجهة نظر في مقاربات عربية)، بمثابة المدخل المنطقي لمادة الكتاب".

وتابع "يَعْلَى": بعد ذلك، نقترب من مظهر من مظاهر تأثير ألف ليلة وليلة في (الديكاميرون) لبوكاشيو، من خلال المقارنة بين (حكاية المتلمس مع زوجته)، والحكاية التاسعة من الليلة العاشرة في مجموعة (الديكاميرون)، على سبيل النمذجة لتأثير ألف اليلة وليلة في الأدب الغربي. فسيتبين أن حكاية بوكاشيو قد نهضت على ذات المتواليات الثلاث، التي قامت عليها بنية حكاية ألف ليلة وليلة. لكن رغم ما حصل من تماثل بين الحكايتين، فإن حكاية بوكاشيو قد حملت بعض الاختلاف، الذي لا يمس البنية المركزية لـ(حكاية المتلمس مع زوجته).

إضافة إلى ذلك، فإننا حين ننتقل إلى معالجة موضوع ("الخيميائي" لباولو كويلهو: رحلة افتتان بالموروث الثقافي الشرقي)، نجد منسوب غواية الثقافة الشعبية العربية، من وجهة نظر كاتب غربي آخر، مرتفعا في عمق هذه الرواية، على ضفاف كل عوالمها الشرقية.

وقد اجتهدت هذه المعالجة في محاولة الكشف عن سر الرحلة المفعمة بالمدهش والخارق والغريب، من إسبانيا إلى مصر وبالعكس، فاتضح من خلال التشريح النقدي، أن الرحلة العجيبة الخطرة، التي غامر بها البطل الإسباني الغربي في فضاءات الشرق العربي الإسلامي وفيافيه المجهولة، على طول أقطار شمال إفريقيا، لم تكن سوى مكر سردي، يتغذى على كيمياء الموروث المدهش بفلسفته الصوفية وتنويعاته الفاتنة، وينبني على مدامكه ولبناته منذ الافتتاحية إلى الخاتمة، مرورا بتطور الحدث وتشعباته عبر محطات الرحلة المختلفة.

367697555_6885296284838044_5153648533594619346_n
367697555_6885296284838044_5153648533594619346_n