رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لقرار البابا إلغاء توكيلات وتفويضات الأنبا بيسنتى

البابا والانبا بيسنتي
البابا والانبا بيسنتي

تشهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في إيبارشية حلوان والمعصرة، حالة من التغيرات الإدارية بسبب حالة المرض التي يمر بها نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتي، والذي كان سكرتيرًا للبابا الراحل شنودة الثالث، ورُسم أسقفًا على الإيبارشية عام 1987، وتم تجليسه عليها في العام التالي 1988.

ماذا حدث؟

 أصدر البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عدة قرارات تتعلق بالإيبارشية، حيث قال البابا في بيانه: «بصفتي بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ورئيس المجلس الملي العام وهيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس، والممثل القانوني لبطريركية الأقباط الأرثوذكس، تقرر الآتي: إلغاء جميع التوكيلات بكافة أنواعها والتفويضات الصادرة من نيافة الأنبا بيسنتي، أسقف حلوان والمعصرة، وبالميلاد فؤاد عوض عربان عوض، رقم قومي ٢٤١٠٦٠٨٢١٠٠٣٩٧ في جميع الإجراءات الناقلة للملكية كالتنازل.

وإلغاء كافة التوكيلات والتفويضات البنكية الصادرة من الأنبا بيسنتي، أسقف حلوان والمعصرة، الخاصة بحسابات الإيبارشية حلوان- مايو المعصرة- وتوابعها، وكذلك الحسابات الخاصة بالأنبا بيسنتي في كافة البنوك المصرية والبيع والهبة وكل التصرفات».

زيادات مالية

تصدر ذلك البيان المشهد، بينما صرح مصدر كنسي مطلع لـ"الدستور" بأن البابا أصدر قرارًا آخر بالزيادات المالية لكهنة الإيبارشية، بمعدل 1000 جنيه مصري، و500 للفئات الأخرى العاملة بالكنيسة مثل المرتلين وخابزي القرابين وخدام الكنائس المسئولين عن الترتيب والنظام والنظافة وما شابه، ليُعمل بذلك القرار بدءًا من مطلع سبتمبر المقبل.

هل يُطبق القرار على الجميع؟

قال المصدر إن قرار الزيادات سيطبق فقط على الـ16 كنيسة التي التزمت ببعض الأمور والأوضاع المالية والإدارية التي كانت قد تمت الإشارة إليها مؤخرًا، وبخصوص هذه الكنائس الـ16 فقد عقد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء يوم 31 يوليو اجتماعًا في المقر البابوي بالقاهرة، مع ممثلي كهنة ومجالس كنائس ١٦ كنيسة من كنائس إيبارشية حلوان، وذلك في إطار متابعة قداسته المستمرة لكافة الأمور الرعوية في الإيبارشية في ظل الوضع الصحي الحالي لأسقفها نيافة الأنبا بيسنتي.

بدأ اللقاء بصلاة افتتاحية ثم رحب قداسة البابا بالحضور، واطمأن منهم على صحة نيافة الأنبا بيسنتي، وألقى عليهم كلمة بعنوان "أمانة الوزنات" وذلك من خلال الآية "نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ" (مت ٢٥: ٢١) والآية "كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" (رؤ ٢: ١٠) مؤكدًا خلال كلمته أن العمل الكنسي يتم من خلال ثلاثة محاور، هي: المحور الرعوي، المحور الإداري، المحور المالي.

واستمع قداسته إلى بعض المقترحات، وأجاب عن استفسارات الكهنة وأعضاء المجالس حول الوضع الحالي والمستقبلي للخدمة في الإيبارشية، وفي ختام اللقاء أعرب المجتمعون عن شكرهم وتقديرهم لقداسة البابا على متابعته للعمل الرعوي في الإيبارشية واهتمامه الأبوي بكافة أمورها.

 

خلفيات للقاء والقرارات الأحدث

كان قداسة البابا قد أصدر في شهر ديسمبر من العام الماضي قرارًا بخصوص تدبير العمل الرعوي بإيبارشية حلوان والمعصرة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها نيافة الأنبا بيسنتي أسقف الإيبارشية، وجاء في نص القرار البابوي الذي يحمل رقم 2022/7، بخصوص إيبارشية حلوان والمعصرة، نظرًا للظروف الصحية التي يمر بها نيافة الأنبا بيسنتي أسقف ايبارشية حلوان والمعصرة وتوابعها، يوقف مع بداية السنة 2023 أي تعاملات مع نيافته إدارية أو مالية أو رعوية، وتقوم اللجنة المالية بالمشاركة مع الأب الوكيل بتصريف أمور الإيبارشية بالبنود التالية حتى إشعار آخر.

وجاء في بنود القرار البابوي تفعيل لائحة المجمع المقدس وبالأخص تعيين لجان الكنيسة على أن تتم الاستعانة من اللجان القديمة بتعيين استشاري للاستفادة من خبرتهم، وذلك طبقًا لتقرير اللجنة المالية إذا تراءت لها صفة الأمانة والاستخدام الصحيح لأموال الكنيسة.

كما أن جميع الإيرادات تصب داخل خزينة الكنيسة والصرف على  أنشطة وأخوة الرب من خلال كشوف معتمدة طبقًا لما اعددته اللجنة المالية للمطرانية من لائحة مالية وطرق الصرف والتوجيه المحاسبي، مع إعداد موقف مالي كل ثلاثة أشهر، على أن يراجع ويعتمد من اللجنة المالية للمطرانية، ويمنع منعًا باتًا على أي كنيسة أو مستشفى تابع للكنيسة طبع أي دفاتر تحصيل إيرادات إلا من خلال المطرانية وبمتابعة اللجنة المالية.

مع فتح حساب بنكي لكل كنيسة مع عدم الاحتفاظ بمبالغ كبيرة داخل خزينة الكنيسة إلا في حدود المصروفات الأسبوعية ويتم تحديد المبلغ بين لجنة الكنيسة والأب الكاهن المسئول تحت إشراف اللجنة المالية للمطرانية، على أن يتم تعيين أمناء الصناديق للكنائس من المحاسبين أو تعيين مساعد لهم من المحاسبين، وذلك لتوحيد الفكر والعمل المحاسبي للمطرانية وخاصة اللجنة المالية تعمل الآن على إنشاء برنامج محاسبي موحد ولا يستطيع العمل عليه إلا محاسب متخصص، وتعيين لجان خاصة بأخوة الرب تحت إشراف الأب الكاهن المسئول. 

البابا يوضح قراره

لم يكتفِ البابا بإصدار القرار، بل قام بتوضيح خلفياته في عظته الأسبوعية التي أعقبت ذلك القرار والتي جاءت بتاريخ 28 ديسمبر 2022، حيث قال البابا نصًا: "أحب أن أوضح أمرًا بخصوص الأنبا بيسنتى فى حلوان، الأنبا بيسنتى هو أسقف جليل، وله كل التقدير والاحترام، وظروفه الصحية التى تعرّض لها منذ عدة سنوات جعلته غير قادر على مباشرة ومتابعة الخدمة فى الإيبارشية، ومتابعة أحوالها وأحوال الآباء، وأيضًا المتابعة الرعوية والروحية في الإيبارشية".

وأضاف: "لهذا السبب أقمنا لجنة داخلية، لجنة من داخل الإيبارشية من الآباء والخدام، وأن يتعاونوا مع أبونا الوكيل هناك لإدارة الإيبارشية جيدًا، الإيبارشية بها ضعفات كثيرة وفي أماكن كثيرة، لذلك القرار الذي أصدرناه به تفاصيل كثيرة، هذه التفاصيل ملتزم بها كل كنيسة في إيبارشية حلوان، وملتزم بها كل خدمة في هذه الإيبارشية بكل تدقيق، واللجنة التى تم تشكيلها ستقدم تقريرًا شهريًّا عن الإيبارشية، وطبعًا نصلى أن ربنا يمد يده ويشفيه، ويعطى له القدرة على إدارة الإيبارشية، وعلى ترتيب الحياة فى إيبارشية كبيرة مثل إيبارشية حلوان والمعصرة وكل توابعها".