رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير روسي لـ"الدستور": عودة موسكو لاتفاق الحبوب مستبعد.. واستخدام الروبل يدعم الدول الفقيرة

أليكسي إيفانوف
أليكسي إيفانوف

قال الخبير الروسي أليكسي إيفانوف، مدير المركز الدولي لقانون وسياسات المنافسة في بلدان بريكس، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحويل مدفوعات تصدير المنتجات الزراعية الروسية إلى الروبل بدلا من الدولار يدعم التجارة بالعملات الوطنية وهذا أمر طموح وإيجابي للغاية. 

وأضاف أليكسي إيفانوف الأستاذ المشارك في المدرسة العليا للاقتصاد بجامعة البحوث الوطنية الروسية: “كلما عملنا أكثر بالعملات الوطنية، كلما زاد احتمال استقرار تجارتنا، وأصبحنا أقل اعتمادا على أي عوامل خارجة عن إرادتنا، مثل العقوبات، والأنواع المختلفة من القيود المالية،  لذلك ينبغي النظر إلى الحركة في هذا الاتجاه بشكل إيجابي”.

وأوضح أليكسي إيفانوف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن التحويل إلى العملات الوطنية أو إلى سلة من العملات الوطنية أو بعض أشكال آليات الاقتراض أو إلى مختلف أدوات الدفع الوطنية أمر إيجابي حيث يدعم الميزانيات العمومية لهذه البلدان بالإضافة إلى ذلك، يعد استخدام العملات الأجنبية مثل الدولار مخاطر كبيرة على العملات الوطنية. 

وقال الخبير الروسي، إنه عندما يتم إجراء جميع عمليات التداول الخاصة بالدولة بعملات عالمية قابلة للتحويل بحرية، مثل الدولار أو اليورو، فإن هذا يعرضها بشكل كبير لمخاطر العملات، فلا تستطيع العديد من البلدان النامية الوصول إلى هذا النوع من الاحتياطي، ولا يمكنها أن توفر مبالغ كافية من العملة لدفع ثمن السلع بالعملات الأجنبية أي أنه يعقد مثل هذه التجارة لكن الانتقال إلى العملات الوطنية يفسح الطريق أمام بعض سلال العملات الأولية لدخول التجارة وخلق فرصا للتعاون المستدام.

وأوضح الخبير الروسي، أن موسكو لم تتغلب حتى الآن على العقوبات الغربية ولكن روسيا تغلبت عليها بالحد الأقصى، لأن العقوبات الغربية لها تأثير قوي وأثرت على اقتصاد البلاد، ومع هذا العقوبات الغربية لم تحقق هدفها الرئيسي ضد موسكو فقد كان الهدف الرئيسي هو تدمير الاقتصاد بالكامل، وتدمير البيئة الاجتماعية للدولة الروسية.

وكشف أليكسي إيفانوف، أن العقوبات الغربية لم تنجح في عزل روسيا اقتصاديا وكسرها لكنها تركت تأثيرات واضحة فقد انخفضت إيرادات النفط والغاز بشكل كبير، وانخفضت إمكانيات التعاون التكنولوجي  وما زال الاقتصاد الروسي يقاوم ولم ينهار حيث يتم الوفاء بالالتزامات الاجتماعية وضمان الأمن الغذائي.

واستبعد الخبير الروسي عودة روسيا لاتفاق الحبوب، فقد قال بوتين مرارا إن روسيا مستعدة للعودة إلى صفقة الحبوب إذا تم تلبية المطالب الأساسية لها وتشمل هذه الطلبات عودة اتصال البنوك الروسية وخاصة بنك Rosselkhozbank بنظام سويفت المالي الدولي “SWIFT” بحيث تتم التحويلات المالية بشكل طبيعي، كما طلبت روسيا تسهيل تصدير الأسمدة الروسية.

وأَضاف “إذا تم استيفاء هذه المتطلبات الأساسية للجانب الروسي، فليس لدي شك في أن روسيا ستعود إلى هذه الصفقة”، مشيرا إلى أن أي محاولة لتحقيق أي تنازلات في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، أو حتى اتفاقات مؤقتة تجعلنا أقرب إلى تسوية سلمية ودبلوماسية للنزاع لن يكون أمرا مقبولا.