علوية جميل.. أبرز الممثلات اللائى قدمن دور المرأة المتسلطة بالسينما المصرية

علوية جميل، ذات الأصول اللبنانية اليهودية، والتي أعلنت إسلامها، وولدت بقرية طماي الزهايرة، ورحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1994، بعد رحلة طويلة من الفن والإبداع بدأتها من خلال مسرح رمسيس.

لقبت علوية جميل بلقب “المرأة الحديدة”، نظرا لطبيعة الأدوار التي قدمتها، والتي جسدت من خلالها المرأة المتسلطة، سواء كانت أما أو زوجة. بل وتعد علوية جميل من أبرز الممثلات اللائي قدمن دور المرأة المتسلطة بالسينما المصرية.

في عددها الـ 31 والمنشور بتاريخ 24 أكتوبر عام 1932، نشرت مجلة «الكواكب» الفنية تقريرا عن الفنانة علوية جميل، تحديدا عن منزلها، فماذا قال محرر الكواكب؟

يستهل محرر الكواكب بتقديم سيرة وتعريف بـ  علوية جميل مشيرا إلي: هي أحدث ممثلات رمسيس البارزات عهدا بالمسرح، وأوسعهن علما ومقدرة أدبية، فقد تلقت علومها في مدارس الراهبات ونالت قسطا وافرا من التعليم. 

وهي الوحيدة بين ممثلاتنا القديرات التي هوت المسرح وشغفت بالتمثيل يوم كانت زوجة ووالدة تقوم علي راحة زوجها وتسهر علي تربية أطفالها، حتي أثارتها عاصفة النقد والكتابة عن المسرح، فتتبعتها صامتة تقوأ كل ما يكتب عته وترقب الحوادث من بعيد خائفة أن تبوح برغبتها وتعطشها لاعتلاء خشبة المسرح فتثير حولها ضجة عنيفة واسعة.

فلما شجر الخلاف بينها وبين زوجها وانتهي الأمر بالطلاق، خلعت ثوب التردد وفي إقدام وجرأة جاءت تطرق باب رمسيس وتعرض برغبتها علي مدير الفرقة فرحب بها ومهد لها طريف العمل والنجاح، وكان أن أقبلت علي التمثيل بروح متوثبة ونفس طموحة حتي قطعت المراحل الطويلة في خطوات، واستطاعت في سنتها الأولي أن تقوم ببعض الأدوار فتحسن القيام بها، وهي اليوم كما يعرفها الجمهور في جملة ممثلات رمسيس البارزات وقد عهد إليها الأستاذ محمد كريم بدور في رواية "زينب" السينمائية فنجحت في إخراجه نجاحا يشهد لها بالمقدرة والإتقان.

ــ تجارب قاسية في حياة علوية جميل

ويمضي محرر الكواكب في حديثه عن الفنانة علوية جميل مضيفا: وكانت أول تجربة قاسية صادفت السيدة علوية جميل في حياتها العملية يوم اعتزمت الفرقة السفر إلي أمريكا، فقد وقفت علوية محطمة الأعصاب مترددة بين السفر في هذه الرحلة الطويلة وبين عاطفة الأمومة الحارة التي تطلب وجودها إلي جوار أولادها، وانتصر أخيرا الواجب علي عاطفتها فسافرت محزونة محطمة.

ويختتم محرر الكواكب مشددا علي: وتعيش علوية جميل عيشة منعزلة هادئة، تهب للمسرح كل حهدها وتفكيرها، وإن كانت ترعي أطفالها وتعني بشئونهم وتسهر علي تربيتهم، وقد حازت ابنتها الكبري الشهادة الابتدائية هذا العام.

تقيم مع والدتها وأولادها علي قيد خطوات من كوبري شبرا، في منزل متسع أنيق. تجتاز المدخل إلي الردهة المعدة للمائدة، وتحيط بها غرف البيت، في الواجهة غرفة نومها الخاصة، وقد عنيت بترتيبها وتأثيثها عناية فنية ظاهرة، وإلي اليمين غرف نوم أولادها وأمها، وإلي جوار المدخل غرفتان أحدهما للجلوس والأخري صالة الاستقبال الجميلة، وتحوي عدة قطع من أشغال يدها وتطريزها. ولو كانت قامة علوية جميل أطول مما هي عشرة سنتيمترات فقط، لكان لها اليوم في مسرحنا شأن آخر.