رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طرح رواية "ما تبقى من الحنين" للكاتبة فريدة إبراهيم

غلاف الرواية
غلاف الرواية

تطرح دار الثقافة الجديدة رواية "ما تبقي من الحنين" للكاتبة فريدة إبراهيم، وغلاف الرواية من تصميم الفنان التشكيلي مصطفى سليم. 

وتدور أحداث الرواية، والصادرة حديثًا عن دار الثقافة الجديدة للنشر، للكاتبة فريدة إبراهيم، في أجواء رومانسية اجتماعية.

ومن الرواية نقرأ: يقول برجسون، إن الزمن النفسي هو الذي يطول، أو يقصر، فيما بعد، حاول "كريم" معرفة كم دام الزمن الذي عايشه، وهو في الخط المستقيم السائر صوب الموت، وكم دامت تلك المعركة؛ خمس دقائق، عشر دقائق، لكنه لم يتمكن من تحديد ذاك الزمن، فاعتقد أن أسوأ زمن هو الذي لا يمكن تحديده؛ إنه زمن الرعب الذي استوطن النفس فجأة، زمن الموت الذي لاعبه من كل الجهات.

كيف للإنسان أن يعيش تلك الدقائق الخمس، أو العشر.. ربما أكثر بكثير؟ تساءل، وكيف له أن يقيسها؟ وبأي مقياس، هل بمقياس برجسون أم بمقياس ساعة "بيج بن"؟ وأفكاره تراها تفارقـه في تلك اللحظات ثم تعود إليه، أم أن الفكر يتعطل عن العمل نهائيًا؟ وهو، هل يتراجع أم يمر؟ ينبطح أم ينتصب؟ أي السبيلين يؤدي إلى النجاة؟.

لا أحد يمكنه أن يجزم بشيء حين يكون في مواجهة مع الموت، ردد "كريم" في داخله، وقد تأكد الآن من أن الموت في ذلك اليوم، كان يدور حوله كالنحلة، ولم يلسعه، أما ما تلا ذلك فكان كله مجرد تفاصيل.

بعد أن نأيا عن مكان الخطر، وصارا في مأمن، أوقف "كريم" سيارته مثل العديد ممن استطاعوا الرجوع بطريقة ما هربًا من المذبحة، ضم "س" إلى صدره محاولًا تهدئتها، وتهدئة نفسه أيضًا، جاءه الأهالي الذين كانوا على جانبي الطريق لمساعدة الناجين بزجاجات الماء، وتقديم المساعدة اللازمة.

كانت "س" منهارة، تبكي وقد ابتلعت لسانها، وسكن الارتعاش أطرافها، كانت ترتعش دون توقف، أما هو فكان يفكر، ماذا لو أمسكوا بهما؟ خمن بأن مصيره ربما سيكون رصاصة تنهي حياته، أو يذبح مثل شاة العيد، لكن مصير "س" سيكون معتمًا، وبعد ساعات من المذبحة، سيكون الضحايا أرقامًا مجهولة تلوكها الألسن في المطاعم، والمقاهي، والبيوت المغلقة، وخبرًا مستهلكًا على صفحات الجرائد الرديئة.