رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاته.. كل ما تريد معرفته عن الكاتب الألماني برتولد بريخت

برتولد بريخت
برتولد بريخت

برتولد بريخت الشاعر والكاتب المسرحي الألماني، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1956، واحد من أهم كتاب المسرح في القرن العشرين.

ولد بريخت في مدينة أوجسبورج في وسط ألمانيا عام 1898، وكان والده نتقل إلي هذه المدينة في سنة 1892 ليعمل موظفا في مصنع الورق، وكان هذا الأب كاثوليكيا، بينما كانت أمه مسيحية إنجيلية.

التحق برتولد بريخت بالمدرسة الابتدائية في أوجسبورج في سنة 1904، ومنها انتقل إلى المدرسة الثانوية ومنها حصل على شهادة البكالوريا سنة 1917، والتحق بجامعة “منشن” في ميونيخ لدراسة الأدب والطب، وكان والده يريد له دراسة الهندسة مثل شقيقه. ولكن النوازع الأدبية كانت مبكرة الظهور لدى برتولد بريخت، وجذبته الحياة البوهيمية الحرة التي يحياها الأدباء والفنانون. وبدأت تظهر هذه البوادر الأدبية والفنية منذ نعومة أظفاره، فقد كان مولعا في صباه بمسرح العرائس، وكان يكتب في مجلة المدرسة خلال دراسته الثانوية،

بدأ برتولد بريخت الكتابة في الصحافة عام 1914 في جريدة “آخر أخبار أوجسبورج”، وكانت كتاباته في ذلك الوقت وطنية بالغة الحماسة تمجد الجيش الألماني وتحثه على الانتصار لتكوين مجد ألمانيا، وهكذا كان برتولد بريخت وطنيا غيورا وداعيا إلى المجد الألماني. وفي سنة 1919 نشر أول مجموعة شعرية له. وفي نهاية عام 1925 بدأ في نشر مقالات نقدية عن وضع المسرح والدراما آنذاك. كذلك اتصل بـ “إرفن بسكاتور” ومسرحه السياسي الذي كان بسكاتور مديره .

تناول برتولد بريخت موضوع “جيش الخلاص” في مسرحية من مسرحياته الشهيرة وهي “القديسة جام في المذابح”. وتناول موضوع تضحيات الفرد في سبيل مصلحة الجماعة في مسرحيتين هما، “من يقول نعم”، و"الإجراء".

ــ هكذا طاردت المكارثية شاعر المسرح الألماني برتولد بريخت

في تقديمه للترجمة العربية التي أنجزها من الألمانية مباشرة، لمسرحية “طبول في الليل”، يذكر المفكر المصري الدكتور عبد الرحمن بدوي، أن إنتاج برتولد بريخت الأدبي في سنتي 1938 و1939 كان غزيرا وممتازا، فلقد بدأ يضع التحرير الأول لمسرحية “حياة جاليليو”. وفي سنة 1939 بدأ كتابة مسرحيتي “الأم شجاعة وأولادها” و"محاكمة لوكلوس"، وأتمهما في العام نفسه.

كما بدأ في العام 1938 مسرحية “الإنسان الطيب في ستسوان” وأتمها في فنلندا عام 1941، بالإضافة إلي مسرحية “السيد بنتلا وخادمه ماتي”. وفي 13 يونيو عام 1914 سافر علي متن سفينة شحن سويدية إلي أمريكا، فلجأ إلي ضاحية من ضواحي لوس أنجلوس، وهي ضاحية “سانت مونيكا”، وأقام فيها مع أسرته لأكثر من 6 سنوات.

وفي كاليفورنيا قابل برتولد بريخت، صديقه القديم ليون فويشتفنجر، وفي خلال هذه السنوات الست اشتغل بريخت في كتابة مخططات أفلام من أجل السينما في هوليوود، لكنه لم ينفذ إلى مخطط فيلم واحد وهو “حتي جلادو المشانق يموتون”. 

وفي تلك الأثناء عرض مسرح زيورخ لأول مرة مسرحيتين لـ برتولد بريخت ففي 4 فبراير عام 1943، عرضت مسرحيته “الإنسان الطيب”، وفي 9 سبتمبر من نفس العام عرضت مسرحيته “حياة جاليليو”.

ويلفت “بدوي” إلى أن برتولد بريخت غادر الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1947، واختلف الرأي في أسباب تركه لتلك البلاد. والرأي الشائع هو أن الذي دفعه إلى ذلك استدعاؤه أمام "لجنة النشاطات المضادة لأمريكا"، والتي عرفت بـ“المكارثية”، ومقرها في واشنطن، وكان من بين أعضاءها الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، وذلك للتحقيق معه في صحة ما ينسب إليه من ميول شيوعية، وتبرأ من الانتساب إلي الماركسية. ولهذا برأته اللجنة من تهمة الشيوعية ولكنه في اليوم التالي ركب الطائرة إلى أوروبا.