رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالأدلة.. تاريخ العلاقة المريبة بين المخابرات البريطانية والجماعة الإرهابية

 تاريخ العلاقة المريبة بين
 تاريخ العلاقة المريبة بين المخابرات البريطانية والإخوان

◄المخابرات البريطانية دعمت ومولت الإخوان الإرهابية عام 1942 حينما كان النظام الملكى مواليا لبريطانيا تعزيزا لمصالحها

◄تواطؤ المخابرات البريطانية مع الإخوان الإرهابية لإسقاط الزعيم جمال عبدالناصر وانتصر عليهما 

◄الكشف في 1956عن شبكة تجسس بريطانية في مصر واعتقال أربعة منهم وطردت اثنين من الدبلوماسيين المشاركين

◄المخابرات البريطانية توظف الإخوان ضد مصر والمصالح العربية لدول الخليج لابتزاز نفطها 

 

كشف المستشار محمد عبدالوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، في دراسة له بعنوان "الفيلم الوثائقى مذبحة رابعة خيال مزور للحقائق وسطو على ثورة شعب ودور المخابرات البريطانية في الإساءة لتاريخ الشعوب وقادتها فى ضوء التجارب الدولية".

وعُرض الفيلم بأحد المراكز الثقافية بالعاصمة البريطانية لندن، عن قيام جماعة الشر مع قرب الذكرى العاشرة لفض اعتصام رابعة المسلح في 14 أغسطس 2013، ببث الأكاذيب عن فض ما كان وكرا مسلحا ومعسكرا لإعداد وتأهيل كوادر إرهابية، وعبثا يحاول الفيلم تزويرالواقع والحقائق، التي عاشها المجتمع المصري وكان شاهدا عليها.

ويعرض “خفاجي” لأول مرة دور المخابرات البريطانية فى الإساءة لتاريخ الشعوب وقادتها فى ضوء التجارب الدولية، وهو الموضوع الذى لم يتناوله الإعلام المصرى بالتفنيد والتأصيل لقضية الدولة المصرية .

وعرض في هذا الجزء من الدراسة عن تاريخ العلاقة المريبة بين المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان الإرهابية منذ العصر الملكي، حينما كانت مصر موالية لبريطانيا ثم محاولتها تجهيز الجماعة لتكون بديلا لنظام جمال عبد الناصر .

أولاً: المخابرات البريطانية قامت بتدعيم وتمويل الإخوان الإرهابية عام 1942 حينما كان النظام الملكى موالياً لبريطانيا تعزيزاً لمصالحها

يقول الدكتور محمد خفاجي إنه في ظل النظام الملكي المصري الموالي لبريطانيا اَنذاك دعمت المخابرات البريطانية جماعة الإخوان الإرهابية تحديدا عام 1940 تعزيزا لمصالح بريطانيا، وأقنعت المخابرات البريطانية الملك فاروق بأن جماعة الإخوان تعتبر مقابلا مفيدا لسلطة الحزب السياسي الرئيسي في البلاد العلماني والقومي (حزب الوفد والشيوعيين)، وانتهى تقرير المخابرات البريطانية عام 1942 إلى أن القصر الملكى بدأ في إيجاد مكانة مفيدة لجماعة الإخوان فى ذلك الوقت بناء على رغبة بريطانيا.

ويضيف: وصل الحد ببريطانيا أنها قامت بتمويل جماعة الإخوان الإرهابية من خلال اجتماع عقده مسئولو السفارة البريطانية في 18 مايو 1942 مع رئيس الوزراء المصري أمين عثمان باشا، تم خلاله الاتفاق على أن السفارة البريطانية ستقدم المساعدة المالية لهم، بالإضافة إلى الإعانات التي يقدمها حزب الوفد لجماعة الإخوان المسلمين ستدفعها الحكومة بتكتم وسرية تامة.

ثانياً: تواطؤ المخابرات البريطانية مع الإخوان الإرهابية لإسقاط الزعيم جمال عبدالناصر وانتصر عليهما (شهادة مارك كيرتس)

يقول "خفاجى" إن التاريخ السرى يثبت تواطؤ المخابرات البريطانية مع الإخوان الإرهابية لإسقاط الزعيم جمال عبدالناصر، يعضده الكاتب الصحفى البريطانى "مارك كيرتس"أورد فى كتاب له بعنوان "الشئون السرية- تواطؤ بريطانيا مع الإسلام الراديكالي" حكاية ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب" في الغرب، التي يقول عنها كورتيس إنها نتاج للسياسات الخارجية للقوى الغربية المهيمنة، ويشرح كورتيس التاريخ الطويل لتعاون بريطانيا مع الإخوان والجماعات الإسلامية وتورطها في أفغانستان وباكستان وكوسوفو ومصر.

ويؤكد الكاتب البريطانى تواطؤ بريطانيا مع الإخوان المسلمين في مصر، وهو إجراء تم اتخاذه في محاولة لوقف ثورة 23 يوليو 1952 وإسقاط نظام جمال عبدالناصر بعد فترة الرئيس محمد نجيب القصيرة.

ويشير إلى أن المخابرات البريطانية عام 1955 كانت تراقب بعناية أنشطة جماعة الإخوان الإرهابية المناهضة لنظام الزعيم جمال عبدالناصر، وأعطوا جرعة ثقة للجماعة الإرهابية بأنهم قادرون على تشكيل تحدٍ خطير ضد جمال عبدلناصر، وتشير بعض الدوائر السرية إلى أن هناك أدلة قاطعة على أن المخابرات البريطانية كانت لها اتصالات مع تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية تحديدا في أواخر عام 1955، عندما زار بعض الإخوان الملك فاروق حينما كان في المنفى في إيطاليا، لاستكشاف التعاون ضد عبدالناصر، وفى خلال تلك الفترة قامت بعض البلاد العربية التى كانت تكره جمال عبدالناصر بتقديم مساعدات لوجستية لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث منح نظام الملك الحسين في الأردن قادة الإخوان جوازات سفر دبلوماسية لتسهيل تحركاتهم للتنظيم ضد الزعيم عبدالناصر، بينما قدمت السعودية تمويلا ماليا ضخما للجماعة الإرهابية وكان كل ذلك بالتنسيق مع المخابرات البريطانية التى كانت تدعم جماعة الإخوان الإرهابية ضد عبدالناصر، وفقًا لشهادة روبرت باير، ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق. ورغم كل ذلك إلا أن عبدالناصر انتصر عليهم جميعا ولم يسقط لأنه كان يدافع عن مصر والأمة العربية. وانتصر الزعيم ناصر عليهما.. المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان الإرهابية.

ثالثاً: السلطات المصرية العظيمة كشفت عام 1956 عن شبكة تجسس بريطانية في البلاد واعتقلت أربعة منهم

يشير لواقعة خطيرة تؤكد تفوق السلطات المصرية، ففي أغسطس عام 1956 كشفت السلطات المصرية النقاب عن شبكة تجسس بريطانية في البلاد واعتقلت أربعة بريطانيين، على رأسهم جيمس سوينبيرن، مدير الأعمال في وكالة الأنباء العربية، الجهة MI6 ومقرها القاهرة. كما طردت السلطات المصرية اثنين من الدبلوماسيين البريطانيين المشاركين في جمع المعلومات الاستخبارية.

وذكر "ستيفن دوريل "أن المخابرات البريطانية حرضت عناصر طلابية إخوانية اتفقوا معهم على فكرة تشجيع أعمال الشغب والعنف للأصوليين التي يمكن أن توفر ذريعة للتدخل العسكري بحجة حماية حياة الأوروبيين .

رابعاً: فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 اتفقت المخابرات البريطانية مع الإخوان الإرهابية على أنهم النظام البديل الجديد لناصر

يكشف "خفاجى" عن حقائق تاريخية خطيرة ويقول فى العدوان الثلاثي 1956على مصر فى الحرب التى شنتها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل – وهى الحرب التى تعرف بحرب السويس عند الغرب والعملية قادش عند إسرائيل – قامت المخابرات البريطانية بتطوير الاتصالات مع جماعة الإخوان الإرهابية كجزء من خطط الإطاحة بالزعيم جمال عبدالناصر، واتفقت المخابرات البريطانية مع جماعة الإخوان الإرهابية على أنهم النظام البديل الجديد الذى سوف يحكم مصر.

وبدأت الغارات الجوية على القاهرة ومنطقة القناة والإسكندرية وتم العدوان على بورسعيد التي ضربت بالطائرات والقوات البحرية تمهيدا لعمليات الإنزال الجوي بالمظلات إلا أن المقاومة الشعبية ببورسعيد قاومت الاحتلال بكل شراسة ونضال دفاعا عن تراب الوطن ووجه الاتحاد السوفيتي إنذارا إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان.

كما استهجنت أمريكا العدوان على مصر مما أدى إلى وقف اطلاق النار، وتم إنزال العلم البريطاني من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، وانسحبت قوات العدوان واستردت مصر قناة السويس. وخرجت مصر منتصرة، وسحبت الحكومات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية قواتها في أواخر ذات عام 1956.

خامساً: المخابرات البريطانية توظف الإخوان ضد مصر والمصالح العربية لدول الخليج لابتزاز نفطها 

يذكر أن المخابرات البريطانية توظف الإخوان ضد مصر بحسبانها أكبر دولة فى المنطقة وقيادتهم لها تعنى تملك الأمة العربية، كما أن المخابرات البريطانية توظف الجماعة الإرهابية أيضا ضد المصالح العربية لدول الخليج، وهذا ما أعلنه البريطاني سيمون بيرس عام 2015 فى صحيفة الجارديان أن دول الخليج لجأت إلى فكرة الضغط على إنجلترا لإبعاد جماعة الإخوان الإرهابية عن دول الخليج في مقابل صفقات النفط والأسلحة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، والرأي عندى أن رغبة دول الخليج المشار إليها جعلت مصلحة المخابرات البريطانية توظيف جماعة الإخوان فى دول الخليج لابتزاز نفطها، فضلاً عن أن المخابرات البريطانية عمدت أيضا على اختراق إذاعة بي بي سي بعناصرمتعاطفة مع جماعة الإخوان الإرهابية.