"مكتباتهم".. "هاو كينج" يتنبأ بزوال الكتاب الورقى

هل الكتاب الورقي إلى زوال، كيف تنبأ الكتاب إلى هذا؟ يعد أحد أبرز الأسئلة الصعبة التي نسوقها طوال الوقت، حول مستقبل الكتاب الورقي، وكيف سيكون وضعة في ظل التطور الرقمي الهائل الذي نعيشه، عن  هذه الأسئلة الصعبة نحاول الإجابة عنها في التقرير التالي:

في كتاب "مكتباتهم"، للباحث والناقد المغربي محمد آيت حنّا، استعرض واحدًا وثلاثين مكتبة للمثقفين الفاعلين في مجالات الفلسفة والآداب والعلوم الإنسانية، مثل:هاوكينج، بنيامين، كورتثار، ابن سينا، أمبيرتو إيكو، ترانسترومر، باموك، شوبنهاور، ستاندال، بنعبد العالي، دريدا، جاليفر، التوحيدي، بورخيس، وغيرهم 

الكتاب  الورقي إلى زوال 

 وتحت عنوان في مكتبة هاوكينج،  جاءت كلمة الكاتب هاو كينج والتي قال فيها: "المؤكد أن الكتاب كما تعارفنا عليه ورقًا هو إلى زوال في ذاك الزمن الذي نفترضه هنا، حتى أن جوارح أحفادنا ستكون قد تكيفت على قراءة الأحرف في حوامل أخرى غير الورق، حتى غدت معها حروف حاملنا الآني صعبة الإدراك، تمامًا مثلما غدت رسوم أسلافنا مستعصية على جوارحنا.. سيبقي التطور البيولوجي والتقني بحل مؤقت لزحمة الكتب، حيث إن قرصًا مدمجًا واحدًا، دون شطط في التخيل، يستطيع حمل مكتبة بأكملها، هكذا يتجول كل شخص حاملًا مكتبته دون أن يشدّد الخناق على فضائنا المشترك". 

وتابع هاكينج: "بيد أن طبيعة الغراب عند أحفادنا ستمنعهم من إتلاف الكتب الورقية جميعها، وإن كانوا قد حسموا في قرار عدم طبع المزيد من الكتب.. لكن تحت وطأة تضاؤل اليابسة سيتقرر الاحتفاظ بنسخة واحدة جيدة الطبع من كل كتاب، وإعدام ما تبقى من النسخ.. وتمامًا كما هو الأمر في فيلم إكلبريوم، الذي سيكون قد تحول آنذاك إلى أحد كلاسيكيات من السينما، ستنتظم دوريات وظيفتها التنقيب عن محبتي الكتب وإعدام ما بحوزتهم، وستنشأ بالضرورة فئة من مقتني الكتب والتحف الفريدة، وتنشط سوق سرية لهذا الغرض.

بيد أن المكتبة والمتحف لن تسلم في زمن متقدّم من نظرة اشتهاء المتعطشون إلى مساحات تعمير فارغة، وينتهي الأمر بانتصار غريزة الحياة على غريزة الفنّ".

ولفت إلى أن "لحظتها سنهتدي إلى عادة أدبية ظلّ تاريخها يَنُوس بين تحبيب، ألا وهي عادة الانتخاب، هكذا سيوكل إلى متخصصين في اختيار قائمة بأهم الكتب وأخطرها وأحقها بالخلود"..