رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اكتشاف "توتسيتس".. قصة جديدة فى تاريخ الحضارة المصرية

توتسيتس
توتسيتس

اكتشف فريق علمي مصري بجامعة المنصورة، نوعًا جديدًا من الحيتان عاش قبل 41 مليون سنة في منطقة منخفض الفيوم.

ونُشر هذا الاكتشاف العلمي في دورية "كوميونيكيشن بيولوجي" التابعة لمؤسسة "نيتشر" العالمية، وأطلق الفريق البحثي على الحوت الأثري اسم "توتسيتس" تيمنًا بالملك المصري "توت عنخ آمون".

وجرى اكتشاف الحفرية في عام 2012 بواسطة العالم المصري الدكتور محمد سامح خبير يونسكو للتراث الطبيعي، وسلمها لـ«سلام لاب» في مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة برئاسة الدكتور هشام سلام عام 2017.

باحث في المعهد القومي لعلوم البحار: تدل على قدم التاريخ المصري برًا وبحرًا

وتعليقًا على أهمية هذا الاكتشاف المصري العالمي، قال الدكتور أشرف صديق محمد، الدكتور الباحث في المعهد القومي لعلوم البحار والمصائد بالغردقة في حواره لـ"الدستور" إن الكرة الأرضية كانت منذ ملايين السنين مغطاة بكميات كبيرة من المياه، قبل وجود الحياة البشرية عليها، وكان يعيش في تلك المياه العديد من أنواع الكائنات الحية.

وتابع أن مصر من أقدم الدول في العالم التي كانت تغطيها كميات كبيرة من المياه، ولكنها تحولت إلى صحارى بفعل العديد من التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن تلك التغيرات المناخية لم تكن بالأمر الجديد على العالم كما يظن البعض حاليًا، بل كانت قديمة وأكثر حدة من الوقت الحالي.

وضرب "صديق" المثل على ذلك بمنطقة وادي الحيتان في محافظة الفيوم بمصر، وكانت عبارة عن وادٍ في السابق، بينما تحولت إلى صحراء بفعل تغيرات المناخ، وعوامل التعرية.

وفسّر أشرف أسباب تحول حوت "توتسيتس" إلى الشكل الحجري بدل تحلله إلى عظام، مرجعًا ذلك إلى أنه في بعض المناطق تظهر زلازل وحمم بركانية هائلة والتي تنبعث منها درجات حرارة مرتفعة ومعادن تعمل على تحويل الكائن الحي إلى كتلة حجرية، وليس عظامًا كما هو معروف.

وأكد أن مثل هذه الاكتشافات المصرية لها العديد من الفوائد في مجال البحث العلمي، إذ يمكن الاستفادة منها في معرفة دورة حياة مثل هذه الكائنات واكتشاف أنسابها، وكذا معرفة العديد عن سلوكها وتطوره أيضًا مع تغير المناخ، وهو الأمر الذي نحتاج معرفته حاليًا بشدة في ظل ما يراه البعض من تغيرات داخل البيئة البحرية. 

وأردف أن مثل هذه الاكتشافات كذلك تظهر مدى حضارة مصر وتاريخها القديم، فهي التي تملك آثارًا على الأرض وأسفل الأرض، وداخل البحار من ملايين السنوات، مشيرًا إلى أن العلماء يمكنهم تحديد العمر الحقيقي لتلك الكائنات البحرية من خلال إجراء العديد من الأشعة على جسم الحفرية.

الصحافة العالمية تحتفي

 يُذكر أن الصحافة العالمية قد احتفت بالاكتشاف المصري، إذ قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن علماء الحفريات فى مصر اكتشفوا حوتًا عاش قبل حوالى 41 مليون عام، وقالوا إنه ربما عاش حياة قصيرة وسريعة.

ونقلت الجارديان عن البروفيسور هشام سلام، مؤسس مركز علم الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة أن الفريق عثر فى البداية على سن مكشوفة فى كتلة من الحجر الجيرى يعود تاريخه إلى العصر الأيوسينى، وهى الفترة التى استمرت من 55.8 مليون إلى 33.9 مليون سنة مضت.

وفي تقرير تليفزيوني أعلن عن أن "توتسيتس" يعد الجد الأكبر للحيتان والدلافين التي تعيش اليوم، وأحد أقدم حفريات الحيتان مائية في إفريقيا، ويبلغ طوله نحو 2.5 متر ووزنه حوالي 187 كجم.