رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المقرئ طه حسين.. جوّد القرآن وأحيا ليالى رمضان

طه حسين
طه حسين

كشف الكاتب واللواء حمدي البطران، في كتابه "طه حسين.. أيام ما بعد الأيام"، عن كواليس التحاق أديب الأدب العربي طه حسين بالأزهر الشريف، وقال «كان من المفترض أن يسافر الشيخ الصغير إلى القاهرة للدراسة في الأزهر الشريف مع شقيقه الأكبر».

شروط التحاق طه حسين بالأزهر

واستكمل: لكن يبدو أن شقيقه ضاق منه فطلب من والده تأجيل سفره حتى يستعدَّ للدراسة بالأزهر بحفظ كتابين: هما الأول: كتاب ألفية بن مالك، والثاني كتاب مجموع المتون، ما اضطره إلى البقاء في القرية، كان هذا العام عامًا حاسمًا، لأسباب منها ما أوردناه هنا، ومنها أيضًا أن في هذا العام حدث أن زار مدينتهم مفتشًا للطريق الزراعي، وأقام في المدينة التي يعيش فيها طه حسين. 
مواصفات مفتش الري
وتابع: «يشاء القدر أن يكون لهذا المفتش تأثيرٌ كبير في ثقافة طه حسين الأزهرية والضرورية لدخول الأزهر، وكان هذا المفتش في متوسط العمر، خفيف الظل يرتدي طربوشا، ويتكلم الفرنسية. وقال إنه خريج مدرسة الفنون والصنائع».

راتب الشيخ الذي علم طه حسين القرآن

ونوه البطران إلى أنه نظرًا لخفة ظلّه، فقد أحبّه الناس وأدخلوه بيوتهم، وتعرّف عليه والد طه حسين، وكان والد طه حسين قد رتّب بالاتفاق مع شيخ الكتاب أن يقوم بتلاوة القرآن يوميًّا في بيت والد طه حسين، وهو ما يعرف براتب الخميس، نظير عشرة قروش يدفعها والد طه حسين كل شهر. 

كواليس إحياء ليالي رمضان لطه حسين
واستكمل: «كما كان شيخ الكتاب أو سيدنا يقوم بتلاوة القرآن في شهر رمضان كل ليلة في بيت واحدٍ من أغنياء المدينة، وكان يصاحبه الصبي طه حسين، ويتبادل القراءة مع الشيخ، وحدث أن كان ذات ليلة يقرأ بدلًا من الشيخ، في وجود هذا المفتش، ووالد طه حسين».

وأوضح أنه أُعجب المفتش بقراءة طه حسين للقرآن، وقال لوالده: «ابنك يحتاج لتجويد القرآن، وأنا أستطيع أن أعلّمه التجويد على قراءة حفص، فإذا ذهب إلى الأزهر يكون قد ألمَّ بأصول التجويد وسهلٌ عليه أن يُلمَّ بباقي القراءات، وأخبرهم المفتش أنه من حَفظة القرآن ومن المجوّدين».

مفتش الري يعلم طه حسين التجويد
وقال البطران: "طلب المفتش من والد طه حسين أن يعلم ابنَه التجويد في خلال ساعة كلَّ يوم، ووافق والده، وبدأ طه حسين يتردد على بيت المفتش، شرح له المفتش كتاب تحفة الأطفال، وبدأ يعلّمه أصول التجويد، وكان الصبي معجبًا بالعلم، وبدأ يقرأ على المفتش القرآن من أوله، والمفتش يعلمه أماكن الوقف".