رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستقبل الهيدروجين الأخضر فى مصر يبدو مشرقًا

تعيش البشرية حاليًا في عصر يتطلع فيه العالم بشغف نحو مستقبل أكثر استدامة ونظافة من حيث مصادر الطاقة، يأتي الهيدروجين الأخضر كخيار استراتيجي واعد يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذه الأهداف المهمة.

وتأتي مصر، بأرضها الخصبة وثقافتها التكنولوجية، كواحدة من الدول التي تضع خطوات ثابتة نحو تحقيق هذا التحول من خلال تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر.

يستند هذا النوع من الهيدروجين إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مما يجعله حلًا فعّالًا وصديقًا للبيئة في مسار النمو الاقتصادي.

الهيدروجين الأخضر يمثل إشارة قوية نحو مستقبل مستدام للقطاع الطاقي في مصر، فالموقع الجغرافي المميز لمصر، واستفادتها من أشعة الشمس الوفيرة ورياح البحر الهائجة، يجعلها مكانًا مثاليًا لإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر، عبر استثمارها في تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر، تتجه مصر نحو تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة تدعم التنمية المستدامة.

تحقيق أهداف الاستدامة يتطلب تخطي العقبات وتجاوز التحديات، تتضمن هذه التحديات توفير التمويل الكافي لتطوير بنية التحتية وتكنولوجيا الإنتاج، وضمان كفاءة إنتاج الهيدروجين الأخضر بأسعار مناسبة لتحقيق جدوى اقتصادية.
من جهة أخرى، يتطلب توزيع ونقل الهيدروجين الأخضر مناخًا تنظيميًا وتشريعيًا ملائمًا، مع وضع استراتيجيات لتسهيل اندماجه في أنظمة الطاقة الحالية.

في ظل هذه السياقات، شكلت قمة المناخ COP27 التي استضافتها مصر في نوفمبر من العام الماضي نقطة تحول حاسمة، حيث شهدت القمة إطلاق مبادرات جديدة وإعلانات طموحة تدعم تطوير واستخدام الهيدروجين الأخضر، تلك المبادرات تعزز دور مصر كقائد عالمي في مجال الطاقة المستدامة، وتؤكد التزامها بتحقيق أهداف اتفاقية باريس لمكافحة التغير المناخي.

لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، يلزم تكاتف الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، يجب على مصر الاستمرار في توجيه الاستثمارات والبحث والتطوير نحو تقنيات إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر، مع التركيز على بناء قدرات محلية قوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا الحيوية.

مستقبل الهيدروجين الأخضر في مصر يمثل رحلة استدامة نحو منظومة طاقية أكثر نظافة واقتصادًا قويًا. إنها ليست مجرد رؤية بل هي تحويل عميق في الطريقة التي ننتج ونستهلك فيها الطاقة، بالاستفادة من مواردها الطبيعية والتكنولوجية، ستكون مصر على قمة الابتكار والقيادة في مجال الهيدروجين الأخضر، محققة بذلك مستقبلًا مشرقًا ومستدامًا للأجيال القادمة.