رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد كروم: خيرت الشاطر دفع 15 مليون دولار لـ«الظواهرى» لإنشاء «الجيش المصرى الحر»

محمد كروم مع الدكتور
محمد كروم مع الدكتور محمد الباز

واصل محمد كروم، المنشق عن «الجماعة الإسلامية»، فتح خزانة أسراره عن فترتين من أصعب الفترات التى عاشتها مصر طوال تاريخها، الأولى فترة انتشار الجماعات الإرهابية فى التسعينيات، والثانية حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وما شهدته من مساوئ لا يزال الوطن يدفع ثمنها حتى هذه اللحظة.

وكشف «كروم»، خلال لقائه فى برنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الدكتور محمد الباز على قناة «إكسترا نيوز»، عن أن خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة «الإخوان» الإرهابية، دفع ١٥ مليون دولار إلى الإرهابى محمد الظواهرى، من أجل إنشاء ما يسمى بـ«الجيش المصرى الحر»، بهدف «توحيد الإرهابيين تحت راية الظواهرى».

ووصف القيادى المنشق عن «الجماعة الإسلامية» عاصم عبدالماجد بـ«النصاب»، مشيرًا إلى أنه حصل على ملايين الجنيهات من جماعة «الإخوان»، بداعى تطوير الجناح العسكرى للجماعة، الذى «يستطيع مقاومة الجيش والشرطة فى حال خروجهما على محمد مرسى»، فابتلعت الجماعة الطعم ودفعت له هذه الأموال. كما كشف عن تواصل الرئيس المعزول محمد مرسى مع الجهاديين، خلال زيارة رسمية له إلى ألمانيا، فرصد الألمانيون هذا الاتصال، وطردوه من بلادهم، مشيرًا إلى أن هذا تصرف ينم عن غباء «مرسى».

■ حينما وقع حادث الأقصر.. كيف رأيت مقدماته؟

- الغريب فى حادث الأقصر أنه أتى بعد مبادرة وقف العنف فى يوليو ١٩٩٧، وبدأ الأمر بخلاف بين قيادات الجماعة الإسلامية فى الداخل «مجلس شورى الجماعة الإسلامية بليمان طرة»، وبين قيادات الجماعة الإسلامية فى الخارج؛ نتيجة خلافات بشأن بيان مبادرة وقف العنف من قيادات الجماعة بالخارج، لأن هذا البيان نتيجة تعرض القيادات بالسجن لضغوط أمنية.

أما عن منفذى الحادث، فهم مجموعة تنتمى للجماعة الإسلامية، أغلبهم طلاب فى كليتى الطب والصيدلة، تتراوح أعمارهم بين ١٩ و٢٣ عامًا، وكان لهم قائد مكلف بضرب «أوبرا عايدة» فى الأقصر، لكن الأمر كان مستحيلًا بسبب التأمين الأمنى العالى لأوبرا عايدة.

وعندما قُتل قائد المجموعة بعد أن اكتشف الأمن أمرهم، أرادت هذه المجموعة أن تنتقم لقائدها، وتهدى للجماعة الإسلامية عملية تكون فى ضخامة «أوبرا عايدة»، لتلفت أنظار العالم كله.

الفكرة لم تكن تكليفًا مباشرًا من القيادات للجماعة الإسلامية، بل إهداء من المجموعة فى الأقصر للجماعة، وانتقامًا لمقتل أمير المجموعة على يد الأمن.

وكان هناك اختلاف فى الآراء حول هذا الحادث، فهناك من رآه مناورة من الجماعة بعد بيان وقف العنف دون قيد أو شرط.

■ ماذا كان أثر الحادث على الجماعة الإسلامية؟

- الجماعة الإسلامية خارج مصر تبنت الحادث وأصدر قائدها رفاعى طه بيانًا وأعلن مسئوليته عن الحادث، قائلًا بالنص: «هذا الحادث بداية، وإذا لم تفرج الحكومة عن المعتقلين سأنزل إلى القاهرة بنفسى وأحولها لبركة من الدماء».

وكان رد الأجهزة الأمنية التعجب من إصدار بيان بوقف العنف وبعدها تنفيذ حادث إرهابى، وبالتالى فشلت المبادرة، وحاصرت الأجهزة الأمنية الجماعة الإسلامية حصارًا شديدًا ما بين معتقل وقتيل، وجرى تقديمهم لمحاكمة عسكرية، وتصفية قيادات الجماعة خارج مصر، وطال مكوثهم فى السجون، وشاهدوا كل أوجه التعذيب.

والحقيقة أنه لو كانت لدى الجماعة الإسلامية القدرة على مواصلة القتال مع الدولة ما توقفت عنه، وما أعلنت عن مبادرة لوقف العنف.

وكانت هناك شخصيات أمنية مميزة وفريدة فى التعامل مع الجماعات التكفيرية، مثل اللواء أحمد رأفت، ومجموعة من الضباط الذين يتصرفون بإنسانية، وكانوا يرون أن هناك عددًا كبيرًا من الشباب مجرد ضحايا تعرضوا لغسل الأدمغة واقتنعوا بوَهم. 

■ ماذا عن المراجعات الفكرية؟

- المراجعات الفكرية لم تتم عن قناعة، لأنها كانت فى البداية مبادرة لوقف العنف والتقاط الأنفاس، لأن الجماعة الإسلامية لم تكن تتحمل أكثر من ذلك، وكانت الجماعة الإسلامية قد خططت ٨ محاولات لاغتيال حسنى مبارك وفشلت، وتم تنفيذ حكم الإعدام فى أشخاص كُثر، منها عملية سيدى برانى.

■ ماذا تعرف عن حادث تنظيم ١٩؟

- هو تنظيم بقيادة محمد حمودة، مدرس من شبرا، تم القبض عليه، وكتب توبة فى مباحث أمن الدولة، وتم الإفراج عنه، وفى هذه الأثناء استطاع أن يضم عددًا من الضباط لتنظيم الجماعة الإسلامية، وسافر بعد ذلك لأفغانستان، وجرى تدريبه على أعلى مستوى، وتكليفه بعملية لاغتيال حسنى مبارك، وعاد لمصر بأوراق مزورة، وبدأ فى تشكيل التنظيم، وكان قد أعد رسمًا «كروكى» لقصر الاتحادية الرئاسى، به شرح مفصل لطريق غرفة نوم وحمام حسنى مبارك، وكانت الخطة أن يضعوا الألغام فى مجارى القصر، وكانت عملية استشهادية، لأنهم كانوا يعلمون باستحالة خروجهم من القصر أحياء.

وبدأ الإرهابيون فى تنفيذ بروفات للعملية الاستشهادية، المنقسمة لعدة مراحل، ولكن تم اكتشاف الأمر بالصدفة البحتة، من خلال تاجر سلاح فى منطقة بولاق أبوالعلا، إذ رصدت مباحث أمن الدولة التاجر على أساس المعلومة أنه يتعامل مع إرهابيين، وكانت الصدمة بظهور اسم محمد حمودة، المعروف أنه خارج مصر. وتم كشف المخطط بأكمله من خلال رصده ومراقبته ومتابعة تليفونه الأرضى.

وجرى القبض على كل المجموعة المحيطة به، وتم إعدام عدد منهم و«ربنا كان بينجى حسنى مبارك بصدف وأسباب إلهية».

■ كيف كان رد فعل أعضاء الجماعة الإسلامية على بيان وقف العنف؟

- حدثت بلبلة فى السجون بين أعضاء الجماعة الإسلامية، لأن الجميع كان يريد أن يفهم ماذا حدث، وماذا سيكون مصير التضحيات التى قدموها من أجل الجماعة الإسلامية، وعندما وصل البيان للسجن فى الواحات، كانوا يصورون هذا الأمر كصلح الحديبية، من استخدام القرآن والسيرة كنوع من التدليس لإسقاطه على الواقع زورًا وبهتانًا.

وظهرت عدة كتب خطيرة، منها «القول القاطع فى من امتنع عن تحقيق الشرائع»، من تأليف عصام دربالة وعاصم عبدالماجد، وكتاب «حكم قتال الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام»، من تأليف مجلس شورى الجماعة بأكمله. وإجمالًا مبادرة وقف العنف أحدثت انشقاقًا بين أفراد الجماعة الإسلامية داخل وخارج السجن.

■ من بين القضايا المحيرة داخل الجماعة اعتبار من قُتلوا منهم ومن الشرطة «شهداء».. ما تحليلك للأمر؟

- الجماعة تقول إنها «جماعة إسلامية ودينية»، وأسسها المهندس والطبيب والتاجر والحرفى، وهم ليسوا رجال دين، وعندما تحدثوا فى الدين أفسدوه، وكنت أرى أن الحل هو تفكيك الجماعة الإسلامية، وهناك من اقترح أن تكون الجماعة تحت إشراف الأزهر.

الجماعة ألفت كتابًا باسم «شبهات وردود»، ردت خلاله على كل شبهة كانت تقال عنها، وأصبح الكتاب مرجعًا.. أنت كطبيب قيمتك الطبية فوق رأسى، لكن ليست لك علاقة بالدين. 

■ رفض الإرهابيون بالخارج المبادرة والمراجعات.. ماذا كان موقف أيمن الظواهرى؟

- كل قيادات الجماعة بالخارج رفضوا مبادرة وقف العنف، فى بدايتها، وعمر عبدالرحمن كان مسجونًا فى أمريكا، كان من ضمن الناس الذين أنكروها فى البداية، وبعد وقت قصير قال إنه ترك الأمر للجماعة بالداخل لأنها أدرى بالظروف، وبعدها أيد المبادرة. 

وجرى التواصل مع قيادات الخارج لتوصيل الصورة الصحيحة عن المبادرة، وفى نهاية ١٩٩٩ اقتنعت قيادات الخارج بمبادرة وقف العنف، وجرى تسليم المتهمين الذين نفذوا عملية «أديس أبابا». 

■ بعد الثورة رأينا خروج قيادات بعد إجراء مراجعات وكانت مصائرهم مختلفة وحدثت ردة للبعض.. ما السبب؟

- الجماعة الإسلامية كلها خرجت من السجون قبل الثورة، إلا المحكوم عليهم بالإعدام، وكذلك عبود وطارق الزمر، فقد خرجا بعد الثورة.

وقدمت الجماعة «عبود» كمتحدث باسمها مع الدولة، لكن لم يحدث توافق بينه وبين الأجهزة وتم استبعاده، حيث كان يريد وقف العنف مقابل تحقيق مكاسب.

لفظت الجماعة «عبود» لأنه كان يعوق إخراج ٢٠ ألف معتقل من السجن فى حالة سيئة هم وأسرهم، وذهب لسجن أبوزعبل، وكتب وثيقة بديلة لوثيقة الجماعة الإسلامية والإخوان وهى «البديل».

الجماعة التزمت بكل ما تعهدت به مع الأمن، بعد خروجها من السجن، وبعد ٢٥ يناير انقلب جزء كبير منهم على فكرة المراجعات، وكان السبب فى ذلك عبود وطارق الزمر.

ذهبت لزيارة عبود الزمر يوم خروجه من السجن بمزرعة طرة، ودخلت زنزانته، وزاره عصام دربالة وصفوت عبدالغنى أيضًا، ودخلا معه الزنزانة وأغلقوها على أنفسهم، وبعدها دخلت وسائل الإعلام، وكان أول تصريح له: «لا بد من إعادة هيكلة الجماعة الإسلامية».

واتفق «الزمر» مع «عصام» و«صفوت» على أن يخطفوا الجماعة الإسلامية من كرم زهدى وناجح إبراهيم، وظهرت بشكلها القبيح الذى رأيناه على منصة رابعة.

 ■ ما رأيك فى عاصم عبدالماجد؟

- عاصم عبدالماجد، رغم بنيانه القوى وصوته الجهورى وأسلوبه العنيف، شخص عادى وسطحى جدًا، فهو ليس القائد والزعيم الذى تحدث بسببه الهزة الإعلامية، وكانت شهرته فى السجون أنه يكتب قصص الأطفال، وكان يدّعى أنه قتل مجموعة عساكر أسيوط، لكنه كان واحدًا من المجموعة فقط وأصيب فى قدمه فى هذه الحادثة.

وعصام دربالة كان يلقى قنبلة، ولكنه عندما وجد زملاءه برفقة الأمن جرى بالقنبلة حتى انفجرت وأصابت ذراعه، ومن قتل العساكر هو على الشريف من قيادات الجماعة، وعاصم كان يدعى بطولات زائفة بصفته أحد قيادات الجماعة.

عاصم نصاب، نصب على الجماعة ليأخذ منها أموالًا، وقال لهم إنه طور الجناح العسكرى للجماعة، وصدَّر للإخوان فكرة أن لديهم جناحًا عسكريًا يستطيع مقاومة الجيش والشرطة فى حال خروجهم على محمد مرسى، وأنه بمثابة قوة ردع، والإخوان ابتلعوا الطعم ودفعوا أموالًا كثيرة. 

عندما ظهرت حركة «تمرد»، أطلق عاصم حركة «تجرد»، وأخذ من الشاطر ٢٠ مليون جنيه، وأحضر «تى شيرتات» باللون الأصفر، وكتب عليها «تجرد»، وأحضر شبابًا من أسيوط وركبوا موتوسيكلات وارتدوا التى شيرتات وعملوا مظاهرة، وكنت أعرف هؤلاء الشباب وكانوا لا يملكون شيئًا، وفجأة أصبحوا يملكون مصانع وسيارات فارهة.

■ خيرت الشاطر دفع ٢٠ مليون جنيه لحركة وهمية وللظواهرى.. ما تفاصيل القصة؟

- وجد الإخوان أن لديهم معضلة كبيرة وليست هينة وأن الأوضاع ستنفجر، وهى الجماعات التكفيرية والجهادية، لأنهم كانوا يعلمون أنهم يكفرونهم، وأن أيمن الظواهرى يكفرهم.

الجماعات كانت تعتبر أن محمد مرسى ليس رئيسًا شرعيًا ولن يطبق الشرعية، وحتى لو طبقها ستكون فاسدة، وبدأت تتسبب له بمشاكل وضغوط لإخراج جماعتها من السجون. 

عندما تم القبض على مَن فجروا طابا فى ٢٠٠٤ و٢٠٠٥، تحولوا إلى تكفيريين وانتحاريين بسبب عزلهم وسجنهم مع التكفيريين الذين ضربوا مأمور سجن طرة، وهؤلاء يكفرون كل الناس إلا من ينتمى إليهم وخرجوا بعد الثورة من السجون يحملون الفكر التفكيرى.

عدد الجماعات كان يتعدى ٨ جماعات، وخيرت الشاطر لجأ لحيلة توحيد هذه الجماعات تحت راية رجل واحد، وهو محمد الظواهرى، وكان فى السجن ومحكومًا عليه بالإعدام، وتم عمل خدعة خطف أتوبيس خبراء الأسمنت الصينيين، وكان مطلبهم الإفراج عن الظواهرى.

والتقى خيرت الشاطر وأقنعه بأنه سيطبق الشريعة، لأن المخاطر التى تحيط بالدولة الإسلامية كبيرة وعليها أن تواجه أعداءها من الجيش والشرطة والعلمانيين، وأنهم لا بد من أن يتكاتفوا. ومع الماديات لم يجد الظواهرى أمامه إلا الموافقة وحصل على ١٥ مليون دولار لتوحيد الجماعات تحت مسمى «الجيش المصرى الحر»، وحصل على ٢٥ ألف بدلة، كانت آتية من غزة، وتم ضبطها وغيَّر الجيش ملابسه.

وكانت الخطة أن يرتدوا زى الجيش وينزلوا الشوارع ويضربوا الناس، ويرتدى آخرون ملابس مدنية ويضربوا الناس.

■ ما تفاصيل طرد محمد مرسى من ألمانيا بعد رصد اتصاله بعدد من الجهاديين؟

- جماعة الإخوان كانت تريد أن تعيد ما فعله الجيش الحر فى سوريا، فقد دفع خيرت الشاطر ١٥ مليون دولار لـ«الظواهرى» لتأسيس «الجيش المصرى الحر».

تنظيم الجهاد كانت له معسكرات فى سيناء، ورفع الرايات السوداء هناك، وتم رصدها من عدة دول، كما أن المستشارة أنجيلا ميركل أبلغت محمد مرسى أثناء زيارته إلى ألمانيا، بوجود معسكرات للإرهابيين فى سيناء.

قيل إن محمد مرسى من غبائه لم ينتظر حتى يعود من ألمانيا، فأجرى اتصالات من ألمانيا ببعض قيادات تنظيم الجهاد، يحذرهم من الوضع ويخبرهم بأنهم مرصودون، فتم رصد المكالمة فى ألمانيا وتم طرد محمد مرسى.

■ ما شهادتك حول اعتصام رابعة الإرهابى؟ 

- كل أعضاء الجماعة الإسلامية الذين التحقوا بالإخوان فى اعتصام رابعة، لم يلتحقوا بهم بسبب الدين، لأن القيادات كانت تختلف عن الأفراد. 

القيادى يرى الأمور كما هى على أرض الواقع، وعندما يكون هناك تدخلات مخابراتية أو أجهزة أمنية، تكون القيادات على علم بها وموافقة عليها، لكن المخدوع بفكرة الدين هم الشباب الصغار، وكلما قل المستوى فى هذه الجماعات وصولًا للفرد العادى زاد العمى.. المبتدئ لا يعلم شيئًا عن حقيقة التنظيم الذى ينتمى إليه.

كلما حدث ارتقاء اتضحت الأمور وتكشفت، لكن هذا الارتقاء لن يحدث إلا بامتلاك مقومات معينة، منها الولاء والسمع والطاعة والانقياد للقيادة المسئولة. 

الإخوان فى اعتصام رابعة كانوا مقتنعين بأنهم لن يتركوا الحكم، ويشعرون بأنهم يعيشون حلمًا وأن محمد مرسى سيعود مرة أخرى للحكم، وأنه سيتم تصحيح الأوضاع.

جماعة الإخوان كانت تستعين بالحليف الدولى، كما كانت تحاول أخذ وعود من عدة اتجاهات دولية لدعمها وإعادتها للحكم مرة أخرى. 

جماعة الإخوان كانت تعتمد على فكرة «الظواهرى» والجماعة الإسلامية وغيرهما ممن صوروا لهم أنهم يستطيعون الصمود فى وجه الأجهزة الأمنية، واعتمد الإخوان على الجماعة الإسلامية لمواجهة الدولة وقت عزل محمد مرسى، فى حين أن كل قيادات الجماعة الإسلامية هربت عندما تم اقتحام رابعة، لأن قيادات الجماعة الإسلامية لديها خبرة أمنية أكثر من جماعة الإخوان.

لا أحد يستطيع نسيان مشهد عاصم عبدالماجد وهو على منصة رابعة، يحرض الإرهابيين على الثبات، وقال إنه فى انتظار طلقة فى رأسه، كما أن علاء أبوالنصر، أحد قيادات الجماعة الإسلامية، وقف أيضًا على منصة رابعة وأحضر زوجته وأولاده وقال إنهم سيموتون على المنصة ولن يغادروا، وكان صفوت عبدالغنى عبارة عن «أراجوز» على منصة رابعة، وكان يستغل تاريخه فى لم الشباب حوله باعتباره بطلًا من أبطال الجماعة.

الإخوان الذين ظلوا فى رابعة تم الزج بهم فى السجون، فى حين أن قيادات الجماعة الإسلامية هربت للخارج، حيث إنها تعلم جيدًا بناءً على كل تجاربها أن الدولة لا تُهزم، وتدرك أن الدولة باقية والتنظيم زائل. 

هذه التنظيمات تعتبر أصحاب الأهداف المستحيلة، إذ يقولون إنهم سيقيمون الخلافة الإسلامية، كما أن المتغير الذى حدث فى السبعينيات جعل هذه الجماعات تتمسك بفكرة السلاح، فعندما حدثت الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩، رغم أن إيران شيعة والإمام الخمينى شيعى، سميت بالثورة الإسلامية، وبالتالى فإن نموذج الثورة فى إيران أوهم الجماعات فى مصر بأنها من الممكن أن تصل إلى الحكم، لكنهم لم يقرأوا أن هذه الثورة كان يتم الإعداد لها طوال عشرات السنين، كما أن الثورة الإيرانية كانت متوافقة مع رأى الشعب عامة. 

■ ما الخلاصة التى خرجت بها من تجربة الجماعة الإسلامية والإخوان؟

- يجب على الشاب الباحث عن دينه وعن الحقيقة أن يتعامل بحذر مع مواقع الإنترنت والشيوخ المجهولين. 

هناك ظلم فى العالم بكل تأكيد، لكن القضية الفلسطينية على سبيل المثال كانت رافدًا رئيسيًا فى فترة من الفترات لحشد الجماعات الإسلامية، كما أن ما حدث فى العراق والأوطان العربية، يتم استغلاله من قبل الجماعات فى تجنيد الشباب.

■ ما رسالتك للشباب حتى لا يقع فى «شباك الإرهابيين»؟

- على الشباب أن يتعلم الدين من مصادره الصحيحة، ولم أرَ أفضل من الأزهر الشريف كمصدر للدين، من يُرد أن يفهم الدين ويتعلمه فليذهب إلى علماء الأزهر الشريف لأنهم لن يضلوك ولن يخدعوك، إنما الآخرون سيخدعونك لخدمة أهدافهم، الشباب وقود بالنسبة لهم ينيرون بهم الطريق.

لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وكل ما فى وسع الإنسان هو أن يتعلم دينه بطريقة صحيحة ويربى أبناءه ويعلمهم، كُن على أخلاق، وأصلح فى المكان الذى تتواجد فيه، وأظهر أخلاق الإسلام فى هذا المكان.. أنت بذلك تكون قد أديت ما عليك.