رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطة استعادة الريادة.. السكك الحديدية فى "ثوب جديد" لخدمة المواطنين

السكك الحديدية
السكك الحديدية

ثاني أقدم خطوط السكك الحديدية في العالم، والأولى إفريقيًا وشرق أوسطيًا، تعيد نفسها حاليًا إلى عصر الريادة بالاعتماد على الطاقة النظيفة المستدامة وتقدم خدماتها وفق أعلى معايير الجودة والأمان لتغطية مختلف أنحاء الجمهورية، بخدمات قطارات متنوعة تناسب مختلف الفئات، وتحرص على ملاءمة خدماتها لذوي الهمم، بما يستهدف تقديم الخدمة يوميًا إلى 1.5 مليون راكب خلال العام المقبل.

وامتدادًا للريادة شهد العام الجاري، إعلان كامل الوزير، وزير النقل، عن خطة الوزارة لتوطين صناعات النقل ومنها السككي بالتعاون مع القطاع الخاص وعدم الاستيراد من الخارج، وتمتد خطة الوزارة لتطوير عناصر منظومة السكك الحديدية على 5 محاور تشمل تطوير الوحدات المتحركة والبنية الأساسية ونظم الإشارات والورش الإنتاجية وتنمية العنصر البشري، وذلك بهدف رفع طاقة النقل وتعظيم نقل الركاب والبضائع على خطوط الشبكة ورفع معدلات الأمن والسلامة وتقليل معدل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن النقل بالشاحنات.

وتطوير المحطات يعد أحد أهم المحاور التي أولتها وزارة النقل أهمية خاصة في الاستعانة بأفضل التكنولوجيات والاستفادة من تركيب البوابات الإلكترونية والحجز والدفع الإلكتروني، وهو ما تم تحقيقه بالفعل في محطات القاهرة، والجيزة، وسيدي جابر، ومصر بالإسكندرية، ودمنهور؛ لتنظيم وإحكام السيطرة على الأرصفة والقطارات ومنع التكدس على الأرصفة والتهرب من دفع التذاكر.

وانتهت الوزارة من تطوير 364 محطة، وتطوير 57 محطة وجار تطوير 60 محطة مدرجة بالمرحلة الأولى من مبادرة "حياة كريمة" لخدمة المراكز والقرى.

وتلبي محطات القطارات، في ثوبها الجديد، احتياجات مختلف الفئات من كبار السن وذوي الهمم من خلال مراعاة الأطر الهندسية للحركة والوصول إلى الخدمات، وتوفير الكراسي للانتظار والكراسي المتحركة والعربات الكهربائية لنقل الركاب ذوي الاحتياجات إلى الأرصفة.

وكان لزامًا على وزارة النقل، تطوير أسطولها من عربات وجرارات السكك الحديدية، وفي صفقة هى الأضخم في تاريخ السكك الحديدية بالتعاقد على توريد 1350 عربة سكة حديد جديدة للركاب من شركة "جانز مافاج" المجرية، وتم توريد منها 800 عربة حتى الآن تشمل 499 عربة تهوية ديناميكية و301 عربة درجة ثالثة مكيفة.

وتشمل الصفقة، 850 عربة مكيفة (500 درجة ثالثة مكيفة يتم تقديمها للركاب لأول مرة في تاريخ الهيئة و50 عربة بوفيه ثالثة مكيفة و180 عربة مكيفة درجة ثانية فاخرة و90 عربة مكيفة درجة أولى فاخرة و30 عربة بوفيه مكيفة فاخرة)، بالإضافة إلى 500 عربة درجة ثالثة تهوية ديناميكية.

وتخضع العربات التي ترد تباعًا ووفق الخطة الزمنية للتوريد، لعملية الفحص الفني وتدخل تباعًا إلى جدول التشغيل اليومي بالسكك الحديدية للمحافظة على استمرارية تقديم خدمات متميزة لجمهور الركاب.

وتتسع أهمية التعاقد مع الشركة المجرية، خلال ما أجراه كامل الوزير، وزير النقل، من مباحثات بشأن التصنيع المشترك بين شركة "جانز مافاج" المجرية والشركة الوطنية لصناعة السكك الحديدية (نيرك)، والتي تستهدف توطين صناعة عربات السكك الحديدية بنسبة توطين تتجاوز 90% وعلى أن يتم السداد بالجنيه المصري بما يمهد الطريق لتحويل مصر إلى مركز لصناعة عربات السكك الحديدية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

وتحرص الوزارة في هذا الصدد على إنشاء مصانع الوحدات المتحركة بجميع أنواعها بما يتوافق مع المعايير العالمية، وذلك من خلال التعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة.

واعتبر وزير النقل هذا التوقيع خطوة هامة في تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتوطين الصناعات الثقيلة في مصر ومنها صناعة الوحدات المتحركة وفق أحدث الأساليب وبما يتوافق مع المعايير العالمية من خلال التعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة، وكذلك في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتعظيم مشاركة القطاع الخاص في كافة المشروعات ومنها مشروعات النقل، حيث يجسد هذا التوقيع التعاون بين الدولة، ممثلة في هيئة السكك الحديدية والقطاع الخاص الدولي، ممثلا في شركة "تالجو" العالمية.

وفي السياق ذاته، أبرمت وزارة النقل اتفاقية لإنشاء مصنع بمنطقة كوم أبوراضي في محافظة بني سويف، بالقرب من ورش تابعة للسكك الحديدية، تأسيسًا للمنطقة مجمع لتصنيع وصيانة الوحدات المتحركة ومكوناتها من عربات "تالجو" الإسبانية ذات التكنولوجيا الحديثة المتطورة.

وسيتولى هذا المصنع، إنتاج 50 قطارا بتكنولوجيا "تالجو" العالية كمرحلة أولى و50 قطار تالجو كمرحلة ثانية على أن تتم مراحل التصنيع بأيدي المهندسين والفنيين المصريين وإشراف الخبراء الأسبان، فضلًا عن أعمال التصنيع المتبعة ابتداء من القطار الأول بنسبه 97% من أعمال التصنيع المتبعة بمصنع شركة "تالجو" بإسبانيا.

ويستهدف المصنع الاعتماد على موردين محليين بنسبة تصل لـ 45% للمكونات المحلية على أن يتم العمل على زيادة هذه النسبة تدريجيًا من خلال شركات مصرية. 

يأتي ذلك ضمن خطة تطوير 33 من ورش السكك الحديدية الرئيسية والفرعية لزيادة الإنتاجية بها ورفع مستويات الجودة عبر التعاون مع الشركات العالمية المتخصصة مثل شركة "جنرال إليكتريك" في ورش التبين ومهمشة وشركة "تالجو" في ورش الفرز وإنشاء ورشة بأبي زعبل بالتعاون مع "ترانسماش هولدنج". 

ويعد هذا الاتفاق امتدادا لعقد توريد 7 قطارات "تالجو" الإسبانية بتكلفة 157 مليون يورو، دخل 6 منها الخدمة، ولاقى ثناءً من جمهور الركاب لما تقدمه هذه النوعية من القطارات من خدمات متطورة.

وسبق لوزارة النقل، التعاون مع شركة "روتيم" الكورية الجنوبية وشركة "أليستوم" الفرنسية، لإنتاج الوحدات المتحركة في مصر؛ لتصبح أولى الدول المصنعة للوحدات المتحركة في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وشملت التوريدات التي تستهدفها وحققتها وزارة النقل في مجال السكك الحديدية، توريد وإعادة تأهيل 260 جرار GE، وردت منها ما يناهز 130 جرار جديد، وإعادة تأهيل 172 جرارا آخر، وكذلك إعادة تأهيل مستهدفة لـ1385 عربة أوشكت على الانتهاء.

وفي سبيل تأهيل وصيانة البنية التحتية لخطوط السكك الحديدية، انتهجت وزارة النقل خطة تأمين مسير القطارات وزيادة معدلات السلامة والأمان على خطوط الشبكة للحد من الحوادث وتحسين مستوى الخدمة، وكذلك تطوير المزلقانات، والتي تستهدف 1120 مزلقان تم الانتهاء من ما يزيد عن 55% منها، فضلًا عن تجديدات وصيانة السكة، وتطوير نظم الإشارات.

وفي مجال نقل البضائع عبر خطوط السكك الحديدية تستهدف الوزارة الوصول إلى نقل 13 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030 بما يعد نحو ثلاثة أضعاف ما كان يتم تداوله سنويًا في عام 2014، وفي سبيل ذلك نجحت الوزارة في الحصول على 133 عربة بضائع سطح للحاويات من إجمالي عدد 140 عربة مستهدفة، و25 عربة غلال من مصنع "سيماف" من إجمالي 75 عربة جاري تصنيعها.