رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب فى "عين الحلوة".. مسئول فلسطينى يروى لـ"الدستور" كواليس الأحداث

مخيم عين الحلوة
مخيم عين الحلوة

شهد مخيم عين الحلوة في لبنان خلال الفترة الماضية اشتباكات عنيفة وإطلاق نار أسفر عن وقوع قتلى ومصابين، بجانب إلحاق أضرار بالممتلكات.

ودخلت هدنة حيز التنفيذ داخل المخيم بإشراف وفد من هيئة العمل الفلسطيني المشترك بعد دخولها إلى المخيم، لكن سرعان ما فشلت الهدنة وعاد إطلاق النار مرة أخرى داخل المخيم.

وقال علي خليفة، مسئول إعلام حركة “فتح” لـ"الدستور": “بداية الأحداث كانت عندما اندلعت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة على إثر عملية الاغتيال الجبانة التي ارتكبتها مجموعات إرهابية متطرفة في المخيم بحق قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا الشهيد اللواء أبوأشرف العرموشي ومجموعة من رفاقه خلال أدائهم واجبهم الوطني في صون أمن وأمان الشعب الفلسطيني في مخيم عين الحلوة”.

وأشار خليفة إلى أن العرموشي كان متوجهًا لتطويق ذيول إشكال فردي كان قد حصل ليل السبت، واعتقال مفتعله، قبل أن تطاله أيادي الغدر والإرهاب لمنع تثبيت الأمن والاستقرار في المخيم.

وأضاف أن هذا الحادث أسفر عن ارتقاء العرموشي وأربعة من رفاقه، علاوة على سقوط العشرات من الجرحى في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني وتدمير المنازل والممتلكات.

وأكد خليفة أن حركة فتح وقوات الأمن الوطني الفلسطيني كانت دائمًا محط استهداف هذه الجماعات ذات الأجندات المشبوهة، التي تضع نصب عينيها تصفية وجود الفلسطينيين وضرب قضيتهم وهويتهم الوطنية، وإنه لمن البديهي أن تكون حركة فتح هى الهدف الأول لهذه الجهات المأجورة، لأنها هى التي كانت وما زالت تقف جدارًا صلبًا في وجه كل المشاريع والمخططات التآمرية على الشعب الفلسطيني وقضيته، ولما تشكله حركة" فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني من صمام أمان وضمانة لتثبيت أمن وأمان شعبنا واستقرار مخيماتنا، لذا فهذه الجهات تعتبر أنها بمحاولتها تصفية وإضعاف دور حركة "فتح" ستتمكن من تنفيذ مخططها دون رادع. 

مَن يقف وراء اشتباكات المخيم وإطلاق النار؟

وحول الجناة ومن يقف وراء تلك الأحداث، قال خليفة: "من يريد توتير الوضع في المخيم وجواره اللبناني بات معروفًا، فهى مجموعات إرهابية متطرفة خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني تحمل أجندة مشبوهة تهدف إلى الزج بمخيماتنا في أتون صراعات لا تعنينا بهدف توتير الأوضاع ونسف الاستقرار في مخيم عين الحلوة وتصفية وجودنا وقضيتنا ونزع الهوية الوطنية النضالية عن مخيمنا ورغم جميع المساعي التي بذلت لوقف إطلاق النار وفض الاشتباكات، لكن يبدو أن هذه الجهات مصممة على تنفيذ مسلسلها الدموي بحق مخيمنا، ولكننا في قيادة حركة "فتح" نؤكد أن أمن وأمان شعبنا واستقرار مخيماتنا خط أحمر لن نسمح بالمساس به، وسنكون، كما عهدنا شعبنا، بالمرصاد لكل هذه المشاريع التآمرية ولن نسمح بأن تمر هذه الجريمة النكراء دون محاسبة مرتكبيها، وسنواصل التنسيق والتعاون مع الإخوة في الأجهزة الأمنية  اللبنانية بهذا الصدد".

وأضاف خليفة أن هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان عقدت اجتماعًا طارئًا، بحضور السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور،  لمتابعة الأحداث الأمنية المؤسفة في مخيم عين الحلوة إثر عملية الاغتيال، وقد اتفق المجتمعون على إدانة ورفع الغطاء عن مرتكبي عملية الاغتيال.

وأشار خليفة إلى أن هيئة العمل تضع هذا الفعل الإجرامي في دائرة الأجندات التي تخدم الاحتلال الصهيوني المتربص بالشعب الفلسطيني وقضيته، وتعتبر هذا العمل المشبوه استهدافًا للكل الفلسطيني.

ودعت الهيئة إلى تثبيت وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع فورًا والعمل على توفير المناخ الآمن لعودة كل العائلات التي نزحت من المخيم، وبناء عليه شكلت هيئة العمل لجنة ميدانية لتنفيذ ذلك.

وأوضح خليفة أن الهيئة كلفت لجنة التحقيق المعينة والمشكلة من هيئة العمل الفلسطيني المشترك المباشرة الفورية بعملها للكشف عن المتورطين في ارتكاب الجريمة التي حصلت لتقديمهم للجهات القضائية والأمنية اللبنانية.

وحول تزامن الاشتباكات مع تحركات القيادة الفلسطينية مؤخرًا إلي مصر وتركيا واجتماع الفصائل الفلسطينية في العلمين، قال خليفة عند كل محطة مفصلية تمس قضيتنا وواقع ومستقبل شعبنا الفلسطيني نجد دائمًا جهات خارجة عن الصف الوطني الفلسطيني تحاول تقويض أي إنجاز وطني يمكن تحقيقه والتشويش على أي مساع إيجابية تصب في مصلحة شعبنا وقضيتنا.

وتابع خليفة "ومما لا شك فيه أن هذه الجهات الإرهابية المأجورة لم تكن في حاجة لتوقيت معين حتى ترتكب عملية الاغتيال في مخيم عين الحلوة، لأن أولويتها ضرب استقرار مخيماتنا وأمن وأمان شعبنا وجر مخيماتنا إلى أتون صراعات لا علاقة لنا به، ولكنها في الوقت نفسه ارتأت أن توجه ضربتها في هذا الوقت بالتحديد لتحقق أهدافها والتشويش على المفاعيل الإيجابية التي تتمخض عنها هذه اللقاءات باتجاه استعادة الوحدة الوطنية ووضع برنامج وطني للتصدي للتحديات التي تواجه شعبنا وأرضنا".