رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار الصداقة التاريخية.. كيف تعززت العلاقات المصرية اليونانية وازدهرت ثقافتهم؟

العلاقات المصرية
العلاقات المصرية اليونانية

أكدت صحيفة "جريك ريبورتر" اليونانية، أنه بالنسبة لغالبية التاريخ الفرعوني لمصر، لم يكن لليونان ومصر علاقة تذكر ببعضهما البعض، هناك أدلة محدودة على التجارة، وبالتأكيد ليس هناك الكثير من الأدلة على السفر المنتظم بين البلدين، ومع ذلك، في القرن السابع قبل الميلاد، تغير كل شيء، ففي ذلك الوقت، أصبح البلدان متشابكين بشدة، وبدأ اليونانيون بالاستقرار في مصر على نطاق واسع. 

أسرار العلاقات التاريخية بين مصر واليونان

وتابعت الصحيفة أن هناك بعض أساطير الإغريق الذين وصلوا إلى مصر حول عصر حرب طروادة، على سبيل المثال، هناك أسطورة عن مينيلوس ورجاله يزورون ذلك البلد ويبقون هناك لمدة ثماني سنوات في طريق عودتهم من طروادة، هناك أيضًا بعض الباحثين الذين يعتقدون أن شعوب البحر كانوا جزءًا من اليونان، ومع ذلك  فإن أقدم سرد تاريخي مؤكد عن وصول اليونانيين إلى مصر يأتي من هيرودوت.

كتب هيرودوت عن عهد بسماتيك الأول، حيث بدأ ملك مصر هذا حكمه في النصف الأول من القرن السابع قبل الميلاد، وحكم في فترة مضطربة من تاريخ مصر، وتم دفع سلالة الملوك الإثيوبيين في مصر إلى الجنوب من قبل الآشوريين، ثم نصب الآشوريون بسامتيك الأول ملكًا لهم على شمال البلاد.

وأشارت إلى أن بسماتيك الأول هو مؤسس الأسرة السادسة والعشرون في مصر، حيث كانت هذه آخر سلالة أصلية في مصر قبل أن يغزوها الفرس بالكامل عام 525 قبل الميلاد، وإذا كان التفاعل بين ملوك مصر والأمم الخارجية قد سار بشكل مختلف على مدى قرن ونصف بين بسماتيك الأول والعام 525 قبل الميلاد، فربما لم يكن الفرس قد انتهى بهم الأمر بالغزو.

وتابعت أن حقيقة أن بسماتيك الأول كان قادرًا على تأسيس سلالة حاكمة في المقام الأول هو أمر بالغ الأهمية لتاريخ مصر اللاحق. 

تكشف السجلات أنه نتيجة لمرتزقته اليونانيين والكاريان إلى حد كبير، تمكن بسمتيك من السيطرة على منطقة الدلتا بأكملها، ثم امتد حكمه جنوبا، حتى بعد عقد واحد فقط من الحكم، تولى السيطرة على كل مصر، ومنح المرتزقة اليونانيين موطنًا في مصر، استقر بعض هؤلاء اليونانيين في تحفنحيس، وهي مدينة قريبة من الحدود الشرقية لمصر، بينما استوطن آخرين في جنوب مصر، في مدينة إلفنتين، بالقرب من حدود مصر الجنوبية، وهكذا، يبدو أن المستوطنات اليونانية الأولى في مصر كانت في موقع استراتيجي لحماية حدود البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن أهم مستوطنة يونانية مبكرة في مصر كانت Naucratis، حيث تأسست هذه المدينة في شمال مصر على يد اليونانيين في القرن السابع قبل الميلاد، وكانت مدينة تجارية، ما سمح لليونانيين بالتجارة مع دول أخرى من دلتا مصر، وبسبب هذه المدينة بدأ اليونانيون التدفق إلى مصر.

وأوضحت أن من هذه الفترة بدأ تبادل الأفكار والمفاهيم الثقافية، وذهب التأثير في كلا الاتجاهين، ازدهرت الدولتان ثقافياً بسبب هذه المستعمرة اليونانية، وأصبح الأمر علامة فارقة في تاريخ مصر واليونان.