رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسسها الفيلسوف ديمتريوس.. محطات في تاريخ مكتبة الإسكندرية

مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية قديمًا

لا يمكنك زيارة عروس البحر الأبيض المتوسط، دون التجول بأروقة مكتبة الإسكندرية، تلك المؤسسة العريقة التي تكشف لك العديد من المعالم الحضارية والتراثية على مر العصور، لتصبح أحد أهم معالم المحافظة بل ومنطقة الشرق الأوسط كلها.

“الدستور” يستعرض في السطور التالية تاريخ مكتبة الإسكندرية منذ تأسيسها وحتى الآن..

حولت مكتبة الإسكندرية، المدينة، مع بداية العصر الهللينستي، إلى عاصمة العلم والمعرفة، حيث كانت المكتبة جزءًا من مؤسسة بحثية أكبر تسمى "الموسيون Mouseion" في الحي الملكي "البروخيون Bruchion " بمدينة الإسكندرية.

وتعود فكرة تأسيس مكتبة الإسكندرية إلى الفيلسوف والسياسي الأثيني "ديمتريوس الفاليرى Demetrius of Phalerum"  الذي جاء إلى مصر في عام 297ق.م، وهو أول من إقترح على الملك "بطليموس الأول – سوتر" إنشاء مكتبة عالمية، وربما كان مسئولاً إلى حد ما عن تأسيسها على الطراز والروح الرواقية والتي كانت سمة مميزة للحياة الفكرية بالإسكندرية. 

ووفقًا لقطاع المتاحف التابع لوزارة السياحة والآثار، أنه إذا كان الملك "بطلميوس الأول" قد وضع نواة المكتبة الكبرى، فإن الملك "بطلميوس الثانى - فيلادلفوس" (283-246 ق.م.) هو الذي نظمها وأعطاها صورتها الحقيقية واستكمل بنائها.

بطلميوس الأول ومكتبة الإسكندرية

واشتهر الملك بطلميوس الأول، بشغفه وحبه بالتعلم وجمع الكتب من كل أنحاء العالم، حيث يذكر التاريخ أنه أرسل خطابات إلى كل الملوك والحكام في العالم كى يرسلوا إليه الكتب الموجودة في ممالكهم والتي تشتمل على أعمال الشعراء، الخطباء، الفلاسفة، وكذلك فى مجالات الطب والفيزياء والتاريخ وغيرها من الأعمال، لذلك فقد اكتسبت المكتبة بسرعة العديد من مخطوطات البردي لتصل عدد هذه اللفائف من 40.000 إلى 400.000 لفافة في أوج ازدهار المكتبة.

وكان لمكتبة الإسكندرية، مكانة تاريخية كبيرة بين الفلاسفة والعلماء، حيث وصفتها بعض المصادر القديمة بأنها "مكان شفاء الروح" وقد كان تخطيطها يشتمل على مجموعة من لفائف البردي المعروفة باسم بيبليوثيكاي، ومجموعة من الأعمدة اليونانية وممشى بيريباتوس وغرفة لتناول الطعام المشترك وقاعة للقراءة وغرف اجتماعات وحدائق وقاعات محاضرات، ونموذج للحرم الجامعي الحديث. 

 وقد عمل بمكتبة الإسكندرية خلال القرنين الثالث والثاني ق.م. العديد من العلماء المهمين والمؤثرين من بينهم "كاليماخوس Callimachus" الذي كتب أول فهرس مكتبة في العالم.