رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

"الرجال الطوال".. قصة الكاتب الأمريكى فوكنر عن الحرية الشخصية

فوكنر
فوكنر

تعد قصة الرجال الطوال واحدة من القصص البديعة للكاتب الأمريكى الشهير وليم فوكنر الذى يعتبر من أهم أدباء القرن 19 لما تتميز به كتاباته من توغل فى النفس البشرية.

كما يتميز فوكنر بالغوص فى دواخل شخوصه وكأنهم من لحم ودم، ليس عنده شخص أبيض وآخر أسود فالإنسان عنده ملىء بالتعاريج الداخلية التى تجعله مجرما وبريئا ظالما ومظلوما، ويظهر هذا فى قصة الرجال الطوال الذين يحتفظون بوجهة نظر يدافعون عنها مما يعرضهم للمتاعب والمشكلات الكثيرة والكبيرة مع الحكومات الأمريكية المتعاقبة.

وعرض فوكنر قصته دون تحيز لأبطاله كما أنه لم يكن ضدهم وهذا يعنى أنه لم يتبن وجهة نظر محددة وهذا يخضع لنظرية موت المؤلف التى تعنى عدم وجوده.

تفاصيل القصة

تبدا قصة الرجال الطوال من المارشال الذى حضر إلى بيت ما كلوم وهو من أثرياء القرية، له ستة أشقاء يحملون نفس الجينات الوراثية داخليا وخارجيا من حيث الشكل. وكان بصحبة المارشال محقق من الحكومة الفيدرالية. 

دخل المارشال والمحقق بيت مالكوم فوجدوا أشقاءه الستة وأبنية والطبيب الذى يقف فوق رأس مالكوم المنشغل بشرب الوسكى أثناء الكشف عليه، قرر الطبيب بتر ساق مالكوم فلم يتردد مالكوم ربما لقوة شخصيته أو ربما بسبب الألم الذى أراد أن يتخلص منه.

لم يسأل مالكوم صديقه المارشال عن ضيفه لأن المارشال أخبره قبل قدومهما بقصة المحقق، طلب مالكوم من ابنيه أن يستقلا سيارتهما ويتوجها للتجنيد، فقال المحقق القانون يقول إنهما لم يسجلا اسميهما من قبل لذا عليهما أن يمضيا معى إلى المحاكمة، لكن مالكوم لم يعره اهتماما صرخ المحقق الذى شعر بالإهانه فقال له المارشال قديما زرع مالكوم وأشقاؤه القطن دون إذن الحكومة فلم تعطهم إذنا بالبيع وفى العام الثانى فعلوا نفس الأمر وكررت الحكومة رفضها. فقرروا ترك زراعة القطن واتجهوا لعلف المواشى حتى لا يخضعوا للجمعيات الزراعية أو قوانين الزراعة. إنهم يحبون أن يعيشوا كما يحلو لهم ما داموا لم يثيروا غضب أحد.

تلك هى وجهة النظر التى أراد فوكنر قولها من قصته الرجال الطوال، ربما يكون على خطأ أو يكون على صواب، لكنه يرى أن الإنسان خلق حرا وعلى الحكومات ألا تعطل حريته ما دامت لا تؤذى الآخرين.