رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة لـ"الدستور": القمة الروسية- الإفريقية تعيد تشكيل نمط التحالفات الدولية

الدكتورة ايمان زهران
الدكتورة ايمان زهران

قالت الدكتورة إيمان زهران، أستاذ العلاقات الدولية، إن القمة الإفريقية-الروسية الثانية عقدت بناء على ما تم بقمة سوتشى– أكتوبر2019، لتحمل عدد من الدلالات النوعية حول معيار التوقيت فى ظل تنامى عدد من التحولات الجيوساسية ما بين روسيا والكتلة الغربية.

وأوضحت "زهران" أن القمة جاءت في توقيت دقيق يشهد اعتماد التنافس القائم على نظرية "الإزاحة للخارج - والمجال الحيوى"، بالنظر إلى انتقال أبعاد الحرب الروسية الأوكرانية إلى عدد من الاقاليم الفرعية بالنظام الدولي وفى مقدمته القارة الإفريقية وإقليم الشرق الأوسطـ نقطة أخرى تتعلق بدلالات التوقيت، والتي تأتى كمحاولة لموازنة الانسحاب الروسي من مبادرة البحر الأسود لتصدير الحبوب.  

 القمة الروسية – الإفريقية الحالية تؤسس لنظام دولي جديد

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القمة الروسية – الإفريقية الحالية تؤسس إلى ثلاث فرضيات رئيسية، حيث: بناء شراكات اقتصادية بديلة، تعزيز النفوذ الجيوسياسي الروسي بالقارة، ترسيخ فرضية التعددية القطبية فى ظل تكالب القوى الدولية على تعزيز أنماط الشراكة مع القارة الإفريقية. 

كما ستسهم القمة بحسب زهران فى إعادة تشكيل نمط التحالفات الحيوية لدول القارة الإفريقية، وذلك بالنظر إلى أبرز الموضوعات المطروحة للتداول، حيث بحث أطر الاقتصاد العالمي الجديد، مناقشة إشكالية الأمن المتكامل والتنمية السيادية، التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، التعاون فى المجال الإنساني والاجتماعي، بالإضافة إلى قضايا الأمن الدولي، واستقرار سوق الأسمدة، والأمن الغذائي، ومناقشة الجهود المشتركة لمكافحة الأوبئة وحالات الطوارئ في مجالات الطاقة، وكذلك التعاون في مجالات الطاقة المتكاملة، وإنشاء وتطوير طرق لوجستية جديدة.

وأضافت: "ستسهم القمة في نقلة عالمية جديدة وتعزيز التعاون الروسي الشامل والمتساوي مع الدول الإفريقية في جميع أبعاده، من خلال اعتماد خطة عمل مشتركة للفترة 2023-2026 لمجالات التعاون ذات الأولوية".

وحول احتمالية أن تساعد الدول الإفريقية روسيا على مجابهة العقوبات الغربية التي تتعرض لها، قالت: ليس بالشكل الكبير، لكن من الممكن أن تسهم بشكل كبير فى كسر العزلة الدولية المفروضة على روسيا فى أعقاب الانعكاسات الغربية على الحرب الروسية الأوكرانية القائمة. 

وتعليقًا على المبادرة الإفريقية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، استبعدت القبول الروسى الكامل للخطة الإفريقية لإنهاء الصراع القائم مع أوكرانيا ، خاصة أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد قام من قبل بتفنيد بنود "الخطة الإفريقية"، وأسباب ترجيحات صعوبة تقبلها وتنفيذها، لكنها بالمجمل خطوة نحو كسر جمود العملية التفاوضية وخلص مساحات أكثر مرونة للتفاوض السلمى حول إنهاء الصراع– جنبًا إلى جنب– مع الوساطة العربية وآخى الصينية وغيرها من وساطات دولية متباينة لتطويق الارتدادات المتباينة للصراع الروسي- الأوكراني. 

وتوقعت "زهران" أن تنجح القمة في تجديد عقد "بناء الثقة"، وذلك عبر اعتماد بيان شامل وخطة عمل مستقبلة حول أطر الشراكة الروسية الإفريقية خلال الفترة من 2023 – 2060، والتى تتوافق مع الاستراتيجية التنموية لأجندة الاتحاد الإفريقي 2063، وذلك بكل المجالات الأمنية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والإنسانية والتي بالفعل قيد التنفيذ.