رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء لـ"الدستور": القمة الروسية- الإفريقية استهدفت إنهاء القطبية العالمية

القمة الروسية الافريقية
القمة الروسية الافريقية

أكد سياسيون وخبراء أن القمة الروسية الإفريقية الثانية في مدينة سانت بطرسبرج، جاءت في توقيت بالغ الأهمية خاصة أنها لم تعقد منذ عام 2019، فيما يعكس حجم المشاركة الواسعة لقادة الدول أهميتها البالغة فيما يتعلق بمستقبل القارة السمراء الفترة المقبلة.

المغربى: روسيا متقدمة بالعديد من النقاط على الولايات المتحدة وأوروبا

 قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي والدبلوماسي السابق بواشنطن مكي المغربي في تصريحات لـ"الدستور"، إن روسيا متقدمة بالعديد من النقاط على الولايات المتحدة وأوروبا، بدليل أن البريكس تتزايد كتلتها وعدد من الدول الإفريقية يريد الانضمام إليها، والبريكس هي روسيا والصين، والقمة الروسية الإفريقية، تتويج لانتصار الروس في السياسات الخارجية أي أن القمة هي انتصار سياسي دبلوماسي روسي.

وأضاف المغربي:  «عسكريا، روسيا موقفها تراجع قليلا في إفريقيا، لا سيما وهي تعول على مجموعة فاجنر العسكرية الخاضة التي خرجت من السيطرة الروسية الآن، ولكن قدرتها على الإضرار بروسيا قليلة، وإفريقيا تحتاج إلى روسيا أكثر من احتياجها لفاجنر، لا سيما أن فاجنر لا توفر سلاحا ولكن تكنولوجيا عسكرية ومستخدمين لها وهذا تستطيع روسيا أن توفره بكل سهولة».

وأكد المغربي أن القمة عملت على المزيد من إضعاف النفوذ الأمريكي والأوروبي في إفريقيا، ومزيد من التعزيز للتواجد الروسي، فالقمة بمثابة العمل على إنهاء القطبية العالمية والتوجه نحو مظام متعدد الأقطاب.

مكى المغربي

بوش: القمة الروسية الإفريقية مهمة جدًا لأن العالم يعانى من توترات كثيرة

فيما قال نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو الحكومية لـ"الدستور"، إن القمة الروسية الإفريقية مهمة جدا لأن العالم يعاني من توترات كثيرة ولا شك أن هناك أزمة اقتصادية عالمية، خاصة أن الحرب في أوكرانيا كان لها تأثير على الاقتصادات العالمية، وتعاني إفريقيا من ضعف في الإنتاج الزراعي وكانت روسيا تمول إفريقيا بكثير من المواد الزراعية والأسمدة، حيث  تعتبر روسيا جزءا من السلة الغذائية لإفريقيا.

وأضاف: "لا شك أن العلاقات الإفريقية الروسية كانت وطيدة سابقا، وروسيا ساعدت الدول الإفريقية في الحصول على الاستقلال واقتصاديا، أيضا أن العلاقات الروسية المصرية كانت مهمة وقوية جدا على مدار التاريخ، ولا زالت تتطور جدا جدا خاصة في المجالات العلمية والطاقة النووية والذرية مثل محطة الضبعة".

وأكد نزار أن روسيا ساعدت ودعمت مصر في بناء السد العالمي وكثير من المنشآت الصناعية وأيضا، العلاقات الروسية الجزائرية قوية حيث ساعدت موسكو الجزائر في الحصول على الاستقلال من فرنسا، والآن تتطور العلاقات الجزائرية الروسية في كثير من المجالات.

وشدد الأكاديمي الروسي على أن العلاقات بين موسكو والدول الإفريقية قائمة على أساس احترام السيادة وعدم التدخل في الشأن الداخلي، ولكن اقتصرت العلاقات على تقديم روسيا، المساعدات العسكرية والاقتصادية والسياسية للدول الإفريقية.

وقال نزار بوش إن القمة مهمة إذ ركزت على مناقشة الكثير من الأمور، الاقتصادية والسياسية، وكيف يمكن لإفريقيا أن تلعب دورا في إحلال السلام في أوكرانيا؟، والقمة خرجت بنتائج مهمة، منها تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا وإفريقيا وهو الأهم، لا سيما أن روسيا دولة غنية جدا بالموارد الباطنية والنفط والغاز، والقمح والأسمدة، وعلميا روسيا متطورة في كثير من العلوم الفضائية والمناخ، والذرة وبناء المحطات النووية.

وأكد أن روسيا لم تتخل عن الدول الإفريقية فيما يخص الغذاء وتقديم الحبوب الروسية إلى القارة، فقد خرجت القمة بنتائج حول  تصدير الحبوب الروسية والأسمدة والمنتجات الزراعية الروسية إلى الدول الإفريقية.