رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى مواجهة التحريض.. «الخارجية» ردًا على «فورين بوليسى»: النظام المصرى منتخب ديمقراطيًا وأعاد الأمور إلى نصابها بعد سنوات من الاضطرابات

السفير أحمد أبو زيد
السفير أحمد أبو زيد

- النظام وضع خطة شاملة لإعادة هيكلة الاقتصاد 

- «30 يونيو» لحظة تاريخية برهنت على إرادة الشعب العظيم

- العقد الذى أعقب الثورة كان شاهدًا على إنجازات «جمهوريتنا الجديدة»

- البعض استغل الأزمات العالمية الحالية للتشكيك فى الإرادة الشعبية للمصريين والحُكم الذى اختاروه

نشرت مدونة وزارة الخارجية مقالًا باللغة الإنجليزية، بقلم السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم الوزارة، تحت عنوان: «فى الذكرى العاشرة لقيامها: فك شفرة رواية مثيرة للجدل حول ثورة الـ٣٠ من يونيو فى مصر.

وأوضحت «الخارجية» أن المقال يأتى ردًا على مقال تحريضى ضد مصر، نُشر فى النسخة الإلكترونية لمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، بتاريخ ٢ يوليو الجارى، بعد أن رفضت المجلة نشر الرد المصرى رغم محاولات عديدة، بدعاوى وحجج واهية.

ونشرت الوزارة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أهم عناصر الرد المصرى على المقال التحريضى للمجلة الأمريكية، التى تضمنت الآتى:

بينما نحتفل، نحن المصريين، هذا العام بالذكرى العاشرة لثورة الـ٣٠ من يونيو، فإننا نشيد بلحظة تاريخية فى تاريخنا الحديث.. كانت لحظة ملحمية، برهنت على إرادة شعبية هائلة.

العقد الذى أعقب الثورة كان شاهدًا على العديد من إنجازات «جمهوريتنا الجديدة»، وفى هذا العهد، تم وضع خطة شاملة لإعادة هيكلة الاقتصاد المصرى، وتنفيذ برامج اجتماعية غير مسبوقة للوفاء بالوعد بحياة أفضل وكريمة لجميع المصريين.

لقد أثبتت الأحداث التى تلت ثورة ٣٠ يونيو حقيقة جميع الأسباب الكامنة التى شكلت دوافعها.. وعلى الرغم من وقوع مصر ضحية آفة الإرهاب الذى تسبب فيه الإخوان، والأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن الوباء، والحرب الروسية/ الأوكرانية التى أعقبت ذلك، فقد استمرت مصر فى المضى قدمًا بخطى حثيثة على مسار التغيير والتنمية.

وفى الوقت الذى كان العالم فيه يشيد بأداء الدولة المصرية فى كل المناحى قبل أشهر قليلة ماضية، إلا أنه عندما اندلعت الأزمة الاقتصادية العالمية انتهزت بعض الأقلام تلك الأزمة لمهاجمة الدولة المصرية، للتشكيك فى مسار الدولة، وتجربتها الرائدة فى التحولين الاقتصادى والاجتماعى خلال السنوات الماضية. 

وبالتوازى مع هذه التحديات، وبينما نحتفل بالذكرى العاشرة لإنجازاتنا، نلاحظ بأسف شديد بعض الأصوات التى استغلت الأزمات العالمية الحالية- التى ليست مصر بمنأى عنها- للتشكيك فى الإرادة الشعبية للمصريين وولائهم للنظام الذى اختاروه بإرادتهم.

والمثال على هذه الانتقادات المتزايدة، مقال «فورين بوليسى»، المنشور بتاريخ ٢ يوليو، والمعنون بـ«دروس مستفادة للربيع العربى القادم»، الذى يقدم قراءة مشوهة للأحداث التاريخية، التى شكلت مستقبل البلاد، مدعيًا أن «الرئيس الأمريكى أوباما أعطى الجيش المصرى الضوء الأخضر للإطاحة بـأول رئيس منتخب ديمقراطيًا فى البلاد»، ومطالبًا الإدارة الأمريكية بـ«عدم تكرار هذا الخطأ إذا تكررت أحداث الربيع العربى مرة أخرى».

من وجهة نظرنا، نعتقد أن الولايات المتحدة اتخذت القرار الصحيح بالاعتراف بأحداث ٣٠ يونيو على أنها انتفاضة شعبية، فقبل اندلاع ثورة ٣٠ يونيو، توصل المصريون إلى استنتاج مفاده أن نظام الإخوان قد فشل فى الوفاء بوعده. وأن تلك الحكومة أساءت استخدام السلطة التى خولها لها الشعب المصرى لتكون طرفًا فى انتهاكات دستورية جسيمة حولت مصر إلى مجتمع مستقطب ومنقسم.

ومن جانبنا، نعتقد أنه من خلال دعم إرادة الشعب المصرى، فإن الولايات المتحدة قد وقفت على الجانب الصحيح من كتابة التاريخ، أولًا وقبل كل شىء، لأنه التاريخ الذى كتبه المصريون أنفسهم لاستعادة ديمقراطيتهم، وهو مبدأ مكرس فى الدستور الأمريكى، والشراكة بين مصر والولايات المتحدة هى شراكة طويلة الأمد، ونحن نعتبر الولايات المتحدة شريكًا رئيسيًا وحليفًا موثوقًا به.

النظام السياسى الذى يتم انتقاده، هو نظام منتخب ديمقراطيًا تم اختياره بإرادة الشعب المصرى، وأعاد الأمور إلى نصابها بعد عدة سنوات من الاضطرابات السياسية والصعوبات الاقتصادية وعدم اليقين، وشرع فى إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة النطاق وقدم الحماية الاجتماعية لملايين المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر.

«الدرس المستفاد» هو أن اللحظات التاريخية الرئيسية تتطلب قرارات حكيمة.. وبالعودة إلى الوراء، يمكننا القول إن قرار الولايات المتحدة بدعم ثورة ٣٠ يونيو لم يرجع فقط إلى الطبيعة الاستراتيجية للتعاون الثنائى بين مصر والولايات المتحدة، ولكنها دعمت أيضًا إرادة الشعب المصرى والمسار الديمقراطى والتنموى الواعد الذى شرعنا فى تنفيذه منذ ذلك الحين.