رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللاتينية في عيد المجدلية: انضمت إلى تلاميذ المسيح وكانت أول مَن بَشَر بقيامته

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بعيد القدّيسة مريم المجدليّة، التي انضمت إلى تلاميذ المسيح، وحضرت موته. واستحقت أن تكون أول مَن رأى الفادي حياً وأول مَن بَشَر بقيامته. انتشر إكرامها في الغرب في القرن الثاني عشر.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الّذي يحب حقًّا ليس له تقريبًا أي لذّة إلّا في الشيء الّذي يحبّه. هكذا فإنّ " كُلَّ شَيءٍ نُفايَة" ووحلٌ بالنّسبة للقدّيس العظيم بولس، مقارنة مع مخلّصه . والعروس في نشيد الأناشيد ليست سوى لحبيبها: "حَبيبي لي وأَنا لَه... أَرأيتم مَن تُحِبُّه نَفْسي؟" 

التقت القدّيسة مريم المجدليّة الملائكة عند القبر، الّذين كلّموها بلا شكّ بطريقة ملائكيّة، مما يعني بعذوبة، وأرادوا أن يسكّنوا العذاب الّذي كانت فيه. ولكن على العكس، إذ كانت حزينةً، لم تجد تعزيةً في كلماتهم العذبة ولا في بريق ثيابهم، ولا في النعمة السماويّة الّتي كانوا يحملونها، ولا في جمال وجوههم العذب. لكنها قالت وهي تذرف الدموع: " خَذوا رَبِّي، ولا أَدْري أَينَ وَضعوه". والتفتت إلى الوراء، فرأت مخلّصها الوديع، "فظَنَّت أَنَّه البُستانيّ" ولم يكتفِ به قلبها. ولكونها كانت غارقة في موت معلّمها، ولا تريد زهورًا أبدًا، وبالتالي لم تكن تريد بستانيًّا. لديها في قلبها الصليب، المسامير، الأشواك؛ كانت تبحث عن مصلوبها. كأنّها تقول: "يا سيّدي البستانيّ العزيز، إذا كنت أنت قد زرعت محبوبي الربّ المائة، كزنبق منقبض وذابل، بين أزهارك، فقل لي بسرعة، وأنا آخذه".

ولكن ما إن ناداها باسمها، حتّى هتفت بكلّ فرح: "إلهي، يا معلّمي!"... لكي تعظّم هذا المحبوب السامي، تذهب الروح "ملتمسة وَجهَه كُلَّ حين"، ممّا يعني، بانتباهٍ دائمًا أفضل وأشدّ، تريد أن تلاحظ كلّ تفاصيل الجمال والكمال الّتي فيه، بتقدّم دائم في هذا البحث العذب عن الأسباب الّتي تستطيع أن تدفعها باستمرار للإعجاب أكثر فأكثر في الجمال المحبوب الّذي لا يُسبَر.