رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. ذكرى مار نهرا والقديسة المجدلية في كنيسة الموارنة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بذكرى مار نهرا الشهيد.

ولِهَذا القدّيس إكرام خاصّ في الشَرق ويُقال أنَّه الشهيد لوقيوس الذي أصلَه مِن مَدينَة مَنهور في بِلاد فارِس. طافَ مُبَشِرًّا بالانجيل حَتى بَلَغَ مَدينة البَترون في لبنان حَيثُ تَمَّت شَهادَتَه. امَّا إسمَه لوقيوس وفي السُريانية "نوهرا" فَيَعني النور، ولِذلك فَهو الشَفيع في وَجَع العُيون. 
وذلك بالاضافة الى ذكرى القدّيسة مريم المجدليّة الشهيدة و يُقال إنّها كانَت أخت مَرتا ولِعازَر الذي أقامَه الرَّب مِن بين الأموات، إنَّما هَذا غَير مُؤكَّد. هِي خاطِئَة تَبِعَت المَسيح بَعدَ أن تابَت. حَضَرَت دَفنَه، ثُمَّ جاءَت صَباح القَيامَة حامَلَة الحُنوط فَظَهَر لَها الرَّب وطَلََبَ إليها أن تُخبِر الرُّسُل. يُقال إنَّها ذَهَبَت تُبَشِّر بَعدَ العَنصَرة في مَرسيليا عَلى شواطئ فَرَنسا. إمتازَت بِتَوبَتها الصادِقَة وَكُفرِها بِذاتِها لِتَتبَع المَسيح بِلا تَردُّد ولا خَوف. 
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "عَلى كُلِّ إِنسانٍ أَن يَكونَ سَريعًا إِلى الاِستِماعِ بَطيئًا عَنِ الكَلام" نعم يا إخوتي، أنا أعلنها على الملأ... أنا الذي أخاطبكم باستمرار بناءً على طلبكم: لا يمكنني أن أصف الفرحة التي تنتابني عندما أكون في صفوف المستمعين، ففرحي لا يوصف عندما أستمع، لا عندما أتكلّم. فحينها أتذوّق الكلمة بكل ثقة وحينها لا يكون فرحي مهدّداً بالمجد الباطل. فعندما نكون جالسين على صخرة الحقيقة الصلبة، كيف يمكن لنا أن نخشى الوقوع في منحدر الكبرياء؟ ويُكمل صاحب المزامير: "تسمِعْني سُرورًا وفَرَحًا فتَبتَهِجَ العِظامُ الَّتي حَطَّمتَها." فكلّما استمعت كلّما ازداد فرحي بطريقة لا توصف، إذ ان دورنا كمستمعين هو الذي يحفظنا في حالة التواضع.
وبالعكس فإذا تكلّمت... أُصبح بحاجة الى ضوابط، وحتى لو لم أرضخ للفخر فإني أخاف من أن أفعل. ولكن إن استمعت في المقابل، فلا يمكن لأحد أن ينتزع فرحي مني لأن لا أحد يشهد عليه. أنا أتكلّم عن فرح صديق العريس الذي ذكره القديس يوحنا وهو "يقف ويسمَعُه" وهو يقف لأنه يستمع. حاله حال الرجل الأول الذي كان واقفًا لأنه يستمع الى الله ولكنه ما أن استمع الى الأفعى حتى سقط أرضًا. أما صديق العريس فـ "يفرح فرحًا بصوت العريس"، إذ ان سبب فرحه الحقيقي ليس صوته الخاص كمبشّر أو كنبي بل صوت العريس بحدّ ذاته.