رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلة أمريكية: إصلاح الفراعنة لأعمالهم يعكس مدى براعة الفنانين فى مصر القديمة

الرسومات الفرعونية
الرسومات الفرعونية

سلطت مجلة "ديسكفر" الأمريكية الضوء على دراسة حديثة كشفت عن مدى براعة المصريين في الفن، حيث أنتج الرسامون المصريون القدماء بعضًا من أشهر الفنون في العصور القديمة، ومع ذلك، حتى من حيث الدقة والأيقونات التي لا تُنسى، فقد قاموا في بعض الأحيان بخطوة خاطئة واضطروا إلى إعادة رسم لوحة فنية، وفقًا للدراسة الجديدة التي قامت بمسح اللوحات القديمة باستخدام التصوير بالأشعة السينية.

براعة كبرى لفناني الفراعنة

وتابعت المجلة أن الورقة البحثية التي أعدها باحثون من فرنسا وبلجيكا ومصر والولايات المتحدة استخدمت آلة تصوير فلورية بالأشعة السينية (XRF) على لوحتين لتحليل المراجعات التي أجريت عليها وماذا تعني، وبالنسبة للرسومات الحمراء، استخدم المصريون القدماء الهيماتيت، وهو مركب حديدي، جنبًا إلى جنب مع الريالغار، وهو معدن الزرنيخ، وبالنسبة للأزرق، استخدموا مركب الكالسيوم المعتمد كثيرًا عليه فيما بعد والذي تمت تسميته باللون الأزرق المصري، وللأبيض، تم رسمها بالجبس والكالسيت والأنهيدريت.

وأضافت أنه لا أحد يعرف بالضبط كيف أنتج المصريون لوحاتهم، لكن الباحثين يفترضون أنهم بدأوا برسم مبدئي على جدار أملس ومغطى بالجبس باللون الأحمر المغرة، بعد ذلك، قاموا برسم خلفيات بيضاء أو ملونة ومغطاة بألوان زاهية، وحددوا التفاصيل النهائية بالمغرة الحمراء ونظفوا أي طلاء قد انسكب على الخطوط.

وأشارت إلى أن الشيء الأكثر أهمية والذي كشف عن براعة الفراعنة أن هؤلاء الرسامين القدامى قاموا أيضًا بإجراء تصحيحات أكبر عند الضرورة، ففي اللوحة الأولى التي تم تحليلها للورقة البحثية، أعاد الفنان وضع ذراع منة بالكامل، المسئول في عهد الفرعون أمنحتب الثالث، لأسباب غير معروفة، واحتوت مقبرة منة، التي يعود تاريخها إلى حوالي 1350 قبل الميلاد، على لوحة لمنة مع زوجته بينما كانا يعبدان أوزوريس.

وأوضحت أنه في حين أن الخطوط العريضة لموضع الذراع الأولى مرئية للعين المجردة، استخدم الباحثون XRF لتحديد أن الذراع الثانية قد تم رسمها فوق الأولى (ما يجعلها أسرع عملية تمريرة ممكنة)، حيث يعمل XRF عن طريق تحليل الطبقات الكيميائية المختلفة على السطح، وبالتالي اكتشاف الألوان التي استخدمها المصريون القدماء.

وخلص الفريق أيضًا إلى أن الفنان أجرى التغيير بعد وقت قصير من الزخرفة الأولية للهيكل، استنادًا إلى أوجه التشابه بين التراكب الأبيض للتصحيح وتلك التي شوهدت في مكان آخر في القبر.

وجد الباحثون التغيير الثاني عن طريق الصدفة. كان في مقبرة أقل شهرة تابعة لنختامون، رئيس مذبح القبر الجنائزي للفرعون رمسيس الثاني، وكشفت XRF عن أنه في مرحلة ما، فإن الرسامين أعادوا تجهيز لوحة لرمسيس الثاني بتاج وصولجان وقلادة مختلفة.