رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل نجحت الاجتماعات رفيعة المستوى الأخيرة في تهدئة التوترات بين بكين وواشنطن؟

الصين وامريكا
الصين وامريكا

على الرغم من سلسلة الاجتماعات رفيعة المستوى الاخيرة بين القوتين العظمتين، والتي تهدف الى مسار طبيعي للعلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، إلا أن التوترات المتصاعدة حول بحر الصين الجنوبي لاتزال تغلي، حيث يجدد حلفاء الولايات المتحدة الامريكية دعمهم لقرار التحكيم لعام 2016 ضد خط الصين ذي النقاط التسعة. 

وأفادت صحيفة آسيا تايمز الصينية، انه للمرة الثانية خلال شهر، التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بمنسق السياسة الخارجية الصيني وانج يي وسط سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى بين القوتين العظميين.

في وقت سابق من هذا الشهر، زارت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بكين، حيث التقت بكبار التكنوقراط الصينيين، كما انه من المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي السابق والمبعوث الحالي للمناخ جون كيري الصين هذا الأسبوع.

وقد عقد اجتماع بلينكن ووانج الأخير على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) فى جاكرتا باندونيسيا.

ووصف رئيس الدبلوماسية الأمريكية الاجتماع الثنائي بأنه "صريح وبناء"، حيث تناول الجانبان مجموعة من خطوط الصدع الجيوسياسي، وعلى الأخص في بحر الصين الجنوبي.

تم توقيت اجتماع بلينكن وانغ الأخير بحساسية، في الأسبوع الماضي، احتفلت الفلبين، جنبًا إلى جنب مع حلفائها الرئيسيين، بالذكرى السنوية السابعة لقرار هيئة التحكيم في لاهاي، الذي رفض الجزء الأكبر من مطالبات الصين التوسعية في المياه المجاورة باعتبارها غير متوافقة مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ( UNCLOS).

وأعلنت الصين، حرصًا منها على كسب الثقة بين جيرانها في جنوب شرق آسيا، عن الانتهاء من القراءة الثانية للنسخة النهائية من مدونة قواعد السلوك (COC) التي تهدف إلى إدارة الخلافات البحرية بشكل أكثر فعالية، لكن كلاً من الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين ما زالوا متشككين بشأن اتجاه المفاوضات التي كانت تتأخر منذ عقود حرفياً.

وقد هيمنت على آخر اجتماع رفيع المستوى بين القوتين العظميين تبادلات بشأن مجموعة من المظالم، بدءًا من تايوان، حيث تتهم الصين الولايات المتحدة بالتدخل غير المبرر في الشؤون الإقليمية، بينما تقاوم إدارة بايدن ترهيب الصين لشركائها الآسيويين.

وفي 13 يوليو، رصدت الطائرات المقاتلة الصينية عن كثب طائرة دورية تابعة للبحرية الأمريكية كانت تحلق عبر مضيق تايوان، بينما كان جيش التحرير الشعبي يجري مناورات ضخمة في مكان قريب.

ومن جانبها، جددت وزارة التجارة الصينية دعوتها للولايات المتحدة لرفع العقوبات "أحادية الجانب" ضد الشركات الصينية الكبرى بعد أيام فقط من زيارة يلين رفيعة المستوى، ويقال إن وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو تخطط للسفر إلى بكين لمعالجة العقوبات التقنية المتبادلة بين القوتين العظميين.

قراصنة صينيون 

تصاعدت التوترات بشكل خاص في أعقاب تقرير صدر مؤخرًا عن شركة مايكروسوفت، والذي أشار إلى تورط قراصنة صينيين مرتبطين بالدولة في الوصول سرًا إلى حسابات البريد الإلكتروني لمسؤولي الحكومة الأمريكية.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية ردًا على هجمات القرصنة الصينية الأخيرة على الإدارات الأمريكية الرئيسية، هذا مصدر قلق عميق لنا، وسنتخذ الإجراء المناسب لمحاسبة المسؤولين، وجاء اجتماع بلينكن وانج بعد وقت قصير من احتفال مانيلا بالذكرى السنوية لحكم اتفاقية قانون بحر الصين الجنوبي، وهي سابقة حظيت بتأييد دولي متجدد.