رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السويد تسمح بحرق التوراة غدًا.. هكذا تتعامل إسرائيل

مظاهرات سابقة في
مظاهرات سابقة في ستوكهولم ضد إسرائيل

وافقت الشرطة السويدية على طلب أحد النشطاء بحرق نسخة من التوراة «الكتاب المقدس في الديانة اليهودية»، غدًا السبت، أمام السفارة الإسرائيلية في «ستوكهولم».

وتسببت موافقة الشرطة السويدية على تظاهرة حرق نسخة من التوراة أمام السفارة الإسرائيلية ردود فعل واسعة وغضب في تل أبيب، حيث علق على الأمر عدة جهات إسرائيلية منها وزارة الخارجية، والرئيس يتسحاق هيرتسوج، وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء.

لماذا توافق السويد على حرق التوراة.. تقديرات إسرائيلية

تقول التقديرات في إسرائيل إن الناشط الذي ينظم حرق التوراة غدًا، من الواضح أنه مهتم بأن يفعل ذلك كتحدي لالتزام السويد بمبدأ «حرية التعبير»، وأن الأمر ذاته هو الذي دفع الشرطة السويدية للموافقة على تنظيم تلك المظاهرة.

وأوضحت أن هناك محاولات لمنع هذه التظاهرة، ليست من المنظمات أو الشخصيات اليهودية فقط، لكن تلك المحاولات لم تنجح حتى الآن. 

نسخة من التوراة 

ولم تكشف الشرطة في السويد عن هوية النشاط الذي تقدم بالطلب وتمت الموافقة عليه - حتى الآن، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

وكذلك، فإن الموافقة على حرق التوراة يأتي بعد أكثر من أسبوعين على حادث آخر لحرق القرآن الكريم أمام إحدى المساجد المركزية في البلاد، وهو ما أثار غضب واسع في العالم الإسلامي.

ردود الفعل في إسرائيل على حرق التوراة

في ذلك السياق، أدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية بشدة موافقة الحكومة السويدية على تنظيم تظاهرة لحرق التوراة، واصفة الأمر بأنه «جريمة كراهية واستفزاز وإيذاء جسيم للشعب اليهودي».

ووجه إيلي كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي، زيف نيبو كولمان سفير إسرائيل لدى السويد، بالعمل على منع تظاهرة حرق التوراة، كما استدعت السفير السويدي لدى تل أبيب، إلى محادثة للتعبير له عن الجدية التي تتعامل بها إسرائيل تجاه موافقة الشرطة في ستوكهولم، كما دعا كوهين السلطات السويدية لمنع هذا الحدث.

من جانبه، كتب الرئيس الإسرائيلي عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»،: "أدين بشدة سماح السويد بحرق الكتب المقدسة.. كرئيس لإسرائيل أدين حرق المصحف الشريف للمسلمين في جميع أنحاء العالم، والذي حدث في السويد، ويصاب قلبي الآن بالرعب من نية حرق التوراة هناك، الكتاب المقدس للشعب اليهودي".

وتابع، بـ 3 لغات، العبرية والعربية والإنجليزية، : "تدنيس الأديان والمعتقدات ليس دليلا على حرية التعبير وهو تحريض صارخ وعمل كراهية يضر بمشاعر ومعتقدات البشر في جميع أنحاء العالم.. على كل الأمم أن تدين بشدة وتحارب مثل هذه الأعمال المهينة".

وبعدها بوقت قصير، أدان نتنياهو الأمر أيضًا،: "أدين بشدة قرار السلطات السويدية بالسماح بحرق الكتاب المقدس أمام السفارة الإسرائيلية لديهم.. تأخذ إسرائيل الأمر على محمل الجد، هذا القرار المخزي الذي يضر بأقدس شيئ لدى الشعب اليهودي، ويجب احترام الكتب المقدسة لجميع الأديان".

رد السويد على إسرائيل: حق دستوري في حرية التعبير

وكذلك، بعث عميشاي شكلي وزير شؤون المغتربين ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلي، رسالة إلى ألواف كريسترسون رئيس الوزراء السويدي، طالبه فيها بمنع حرق التوراة.

وجاء الرد السويدي من توبياس بيلستروم وزير الخارجية، قائلا: "أولًا، اسمحوا لي أن أؤكد رفض الحكومة السويدية الشديد لكافة الأعمال المعادية للسامية، وأنها ملتزمة بمكافحتها، وهو ما ظهر مؤخرًا خلال رئاستنا التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وطوال كل هذه الجهود عملنا على تعاون وثيق مع إسرائيل".

وأضاف: "يوجد في السويد حق دستوري في حرية التعبير وحرية التجمع وحرية التظاهر، وتتخذ السلطات المختصة قرارات السماح بالتظاهر بشكل مستقل، وتأسف الحكومة السويدية بشدة عندما يحاول المتطرفون والمحرضون زرع الانقسام في مجتمعنا، حتى عندما ينخرطون في أعمال محمية بموجب الدستور، والحكومة تدرك جيدًا أن الناس من مختلف الأديان يتعرضون للإهانة الشديدة من حرق الكتب المقدسة.. إنني أتطلع لتعميق حوارنا مع إسرائيل، بما في ذلك بشأن مكافحة معاداة السامية وجميع أشكال التعصب الأخرى".