رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يستقطب الخيال المُناخي أجيالًا جديدة من الكُتاب؟

أزمة المناخ والأدب
أزمة المناخ والأدب

لطالما تعامل الخيال العلمي مع أسوأ السيناريوهات عند تخيل مستقبلنا المحتمل، وغالبًا ما شكل المناخ خلفية الصراعات البشرية.

تناولت بعض أكبر الأسماء التي كتبت في هذا النوع أزمة المناخ وعواقبها المروعة أو الديستوبية مثل مارجريت أتوود في "كريك وأوريكس"، وكورماك مكارثي في "الطريق"، وبروس سترلينج في "الطقس القاسي". 

لكن جيلًا جديدًا من الكتاب يعتقد الآن أنه من المستحيل كتابة خيال علمي "في المستقبل القريب" دون وضع حالة الطوارئ المناخية في مقدمة خيالهم التأملي. بالنسبة للكثيرين، هذا لأنهم يعيشون في الأزمة ويمكنهم بسهولة تخيل ما قد يحدث إذا لم يتغير سلوك الحياة الواقعية.

حقائق تغير المناخ 

من الأعمال الحديثة، التي سلّطت صحيفة "الجارديان" الضوء عليها رواية "الحيوانات العطشى" للكاتبة المصرية الاسكتلندية راشيل عطا الله، والتي صدرت هذا العام. 

تقول راشيل عطا الله في حديثها مع الصحيفة: لطالما كنت مهتمة بالمياه، فكل أشكال الحياة تعتمد عليها، ومع ذلك نميل لاستغلالها كسلعة في المملكة المتحدة على وجه الخصوص، إذ نتصرف مع افتراض أنه سيكون هناك دائمًا وفرة في مياه الشرب.  

وتابعت: كانت الكتابة دائمًا مستمدة من مخاوفي، لذلك ربما كان من المحتم أن أختار الكتابة عن حالة الطوارئ المناخية.

تشير عطا الله إلى أن كتابة "الحيوانات العطشى" كانت فرصة لتقريب حقائق تغير المناخ، فقد أرادت استجواب السلوك البشري وإبراز سؤال: مع بدء تضاؤل ​​مواردنا الطبيعية، هل نتبع نهجًا مجتمعيًا سعياً وراء التغيير النشط؟ أم أننا نتجه نحو الداخل ونركز على رغبتنا الفردية في البقاء؟ 

حكايات تحذيرية عن التغير المناخي

صار تغير المناخ سائدًا في الكتابات الروائية لدرجة أنه كانت هناك محاولات لتسميته  بتصنيف النوع الفرعي الخاص به "الخيال المناخي"، ولكن كما قالت أتوود “إنه ليس تغير المناخ فقط، فكل شيء يتغير”، يشعر العديد من مؤلفي الخيال العلمي الحاليين أنه لا يمكنك الكتابة فعليًا عن المستقبل دون ذكر التهديد الذي يتعرض له الكوكب.

تقول جولي كريسب، الوكيل الأدبي المتخصصة في روايات الخيال العلمي، إنه مع العلم الحقيقي وحقائق تغير المناخ التي أصبحت أكثر حضورًا، فلا عجب أن يلجأ المزيد من كتاب الخيال العلمي لكتابة حكايات تحذيرية لمستقبل تضطر فيه البشرية إلى التكيف والتغيير من أجل البقاء. 

وتضيف أن الخيال العلمي لطالما أطلق تحذيرًا بشأن السلوك البشري وعواقبه المحتملة موضحة أنه يتعامل مع تخيل مستقبل قائم على المبادئ العلمية والأخلاقية والاجتماعية لـ "الآن"، فيأخذها المؤلف خطوة إلى الأمام، إلى المستقبل.