رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سائق توك توك بزفتى.. أعاد 37 ألف جنيه إلى صاحبها ورفض المقابل

سائق التوك توك يتوسط
سائق التوك توك يتوسط أصحاب النقود

حرص حلمي غانم، ابن قرية سنباط مركز زفتى، بمحافظة الغربية، أن يرد الأمانة إلى أهلها ويعيد مبلغا ماليا إلى صاحبه بعد أن عثر عليه داخل حقيبة بالتوك توك الذي يعمل عليه، وبذل جهدا كبيرا في الوصول لصاحبه رافضًا الحصول على أي مقابل نظير إعادة المبلغ لصاحبه.

وبدأت قصة حلمي غانم، صاحب الـ46 عامًا، من أبناء قرية سنباط التابعة لمركز زفتى، بمحافظة الغربية، والذي كان يمتلك مطعمًا للمأكولات بالقرية، واضطر لغلقه لظروف مالية وانتهت محاولاته في البحث عن فرصة عمل بالعمل على توك توك، يواصل عمله عليه يومًا بعد يوم، من أجل الحصول على رزقه الحلال.

وبدأت القصة عندما خرج صاحب الـ46 عامًا، كعادته ليعمل على التوك توك، واستوقفه أحد الركاب من أمام مكتب بريد مدينة زفتى الرئيسي، وطلب منه أن يوصله إلى منزله وكان في يديه كيس أسود وبعد أن وصل الرجل إلى بيته ودفع له مقابل التوصيلة غادر السائق المكان، وبعد مسافة اكتشف حلمي، أن الرجل نسى كيسه في التوك توك فاضطر لفتحه لمعرفة هويته، وهنا وجد فيها مبلغا ماليا كبيرا يقدر بـ37 ألف جنيه.

وبعد أن اكتشف "حلمي" المبلغ المالي داخل الحقيبة قرر أن يقطع وساوس الشيطان ولا يلتفت إلى أهواء النفس، وأن يسعى لإعادة المبلغ إلى صاحبه، وهو ما بادر إليه بالفعل وتوصل لصاحب الحقيبة والذي أكد له أن هذا المبلغ خاص بالعمل وهو مؤتمن عليه، ووجه له الشكر على أمانته وسط سعادة وفرحة الجميع من الحاضرين موقف هذا الشاب الشهم.

يقول حلمي: "بعدما فتحت الكيس الأسود، وعرفت ما بداخله عدت على الفور إلى مكان الركوب وكذلك مكان النزول لصاحب الكيس الذي تذكرت شكله جيدًا وتركت كل أنواع العمل وبدأت في متابعة الناس في الشوارع والسؤال عن الرجل بالشكل، فكنت لا أعرف أي شيء عنه، وهنا قررت مع أسرتي النشر على قطاع واسع على جميع مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي وأرفقت رقمي مع كل المنشورات".

وأضاف: "بالفعل تلقيت مكالمة من الحاج إبراهيم صاحب المبلغ المفقود وحضر إلي منزلي هنا في قرية سنباط بصحبة ابنه، وعرض عليّ وعلي أسرتي مكافأة، ولكني رفضت تمامًا فمكافأتي من الله ونحن تربينا على عدم قبول الحرام والاكتفاء والرضا بالرزق الحلال".

من جهته قال الحاج إبراهيم، صاحب المبلغ المفقود، بعد أن وجه الشكر لحلمي غانم، حلمي أعاد المبلغ المالي لي دون الحصول على أي مقابل، يمثل قدوة حسنة للشباب والمجتمع بأسره، ويؤكد على أهمية الأمانة والشرف في حياة الإنسان، ويجب على المجتمع بأسره أن يحتذي بمثل هذه الشخصيات، وأن نعمل جميعًا على نشر ثقافة الأمانة والشرف والقيم الحميدة في حياتنا اليومية، وذلك من خلال التربية الصحيحة للأجيال القادمة والتثقيف بأهمية الأمانة في حياة الإنسان.