رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطران طنطا يطلق نشرة تعريفية عن الكهنوت في "الروم الارثوذكس"

 نيقولا انطونيو
نيقولا انطونيو

اطلق الأنبا نيقولا انطونيو مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس نشرة تعريفية عن “الكهنوت في كنيسة الروم الارثوذكس” قال خلالها إن من النزعات الأولى التي يجب أن يحاربها الكاهن منذ بدء رسالته هي "روح التسلط على الآخرين" و"الغيرة الحسودة الذميمة". 

أضاف أن روح الغيرة طبيعي في الإنسان. فالكاهن الصالح يغار مضَاعفاً على رعيته لكيما يربح النفوس لله. ولكن إن لم يتوفر فيه ذلك التفاني الصامت قد يحول تلك الغيرة لمصلحته هو دون أن يعي الأمر في البداية. إذ يبدأ فيحس برضا على ذاته بتأثير كلام الناس الذين يحيطون به ويمدحونه بطرق شتى فيأتي شيئاً فشيئاً إلى ادعاء السيطرة والتسلط التام على الرعية فيحمله هذا على الغيرة من نجاح الكهنة الآخرين مثلاً، أو على التراجع عن الخدمة الغيورة في حالات الفشل، أو على القيام ضد الرعية أحياناً. 

وهذا خطر حقيقي يفسد حياة كهنة كثيرين ويسممها مانعاً صفاء حكمهم في أمور الرعاية والرسالة. فيؤول الأمر بهم في خدمتهم من قضية مقدسة إلى تقليص معنى الكنيسة والنعمة والمجانية الإلهيّة، وإلى حصرها في مجرد مُصَلَّى وهم لا يدركون. فتقوم عبادة شخصهم الصغير مقام عبادة الرب عندهم. وليس هذا بخطر وهمي نظري بل هو وارد كل يوم.

كما أن هناك إطار آخر للتفاني هو الوضع العكسي للوضع المنوه أعلاه، هو "قيام العقبات من قِبل الآخرين في وجه الخدمة". فالعقبات المتسببة من الآخرين هي كثيرة لا تعد وموجودة على الدوام، تتخذ إجمالاً شكل الرفض وعدم التجاوب مع الكاهن، أو شكل اللامبالاة والبرودة إزاء مبادرته مقرونة بالجهل الجسيم. وأحياناً كثيرة يصبح الكاهن موضوع كره وخصومة ووشايات وما شابه ذلك. 

مقابل هذه العقبات كلها ليس للكاهن إلا أن يتوغل ويتعمق في تفانيه، فينمو الرب بتواضعه فيه ومن خلاله.