رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الفرستق".. قلعة صناعة الخزف والفخار في مصر تطلب دعم الدولة

قرية الفرستق
قرية الفرستق

تعد قرية الفرستق، التابعة لمركز بسيون، بمحافظة الغربية، من القرى الرائدة في صناعة الفخار البلدي والخزف والصناعات اليديوية، حيث يوجد بها أكثر من 300 مصنع، وتتميز الأواني المصنوعة من الفخار البلدي من إنتاج هذه القرية الرائدة بصحتها ومناسبتها للاستخدام في الطهي، في حين أن الأواني المصنوعة من الخزف تستخدم بشكل أكبر كتحف أو لأغراض ديكورية، ويتم توزيع منتجات الفخار والخزف المصنوعة في القرية على المحافظات الوجه البحري والقبلي في مصر، وهناك عدة مصانع يتم تصدير منتجاتها خارج البلاد.

ويقول أحمد الجمل، 53 عاما، أحد أهالي القرية من العاملين في الفخار: «يعود تاريخ صناعة الفخار والخزف في قرية الفرستق، إلى سنوات بعيدة حيث كان الأهالي يعملون في هذه الصناعة منذ قديم الأزل، وتعد هذه الصناعة من مصادر الدخل الرئيسية لأهالي القرية، حيث يعمل العديد من الشباب والنساء في مصانع الفخار والخزف، وجميع ملاك المصانع والعمال والصناع من أهالي القرية وقليل من القري العزب المجاورة، ونشتهر جميعًا بمهاراتنا وسرغتنا الفائقة في تنفيذ الأعمال اليدوية، وأصبحنا أشهر البلاد في الفخار اليدوي والخزف».

وأكد أن القرية لا تعرف البطالة، وجميع أبناء القرية يعملون إما فى صناعة الفخار أو الدهانات، وهناك شباب حاصلين على مؤهلات عليا يعملون فى صناعة الفخار والدهانات وصناعة الطوب والانترلوك، وتضم القرية يد عامله على أعلى مستوى من الحرفية، مشيرا إلى أن القرية تعمل فى مجال صناعة الفخر منذ عشرات السنين، وأصبحت المهنة الأساسية للقرية.

محمد عزب، صاحب الـ 72 عاما، تاجر من أهالي القرية، يقول: «كنت أجمع البضائع وأخرج بها من الفجر بعربة (كاروه)، قاصدًا بلاد المسلمين يمين وشمال الدلتا ولا أعود إلا بعد ان أُنهي ما عليها من بضائع، فالإسكندرية مثلًا كان الإقبال الأكثر علي الزير، وفي طنطا وزفتي القلل والبلالاليص، والطواجن والأواني في جميع الأنحاء خاصة ما يستخدم في داخل الأفران وأجيانًا كنا نتفق علي إنشاء أفران بالكامل داخل المنازل الفلاحي وأعلي الأسطح، وكنا نخرج كمجموعة عمل لإنشاء الأفران في شتي بقاع مصر، وكل الناس تعرف القرية جيدًا أننا أفضل فخار في مصر».

وقال زرق حجازي، أحد أصحاب المصانع الصغيرة، وتعتبر صناعة الخزف إلي جانب الفخار، أيضًا من الصناعات الهامة في القرية، حيث يتم تصنيع العديد من القطع الفنية والديكورية والأواني المنزلية والهدايا من الخزف، وتتميز القطع المصنوعة من الخزف بأنها أكثر رقة ونعومة من الفخار البلدي، وتستخدم بشكل أكبر كتحف وزخارف.

وأكمل وتعد قرية الفرستق وجهة سياحية مهمة للسياح الذين يرغبون في مشاهدة الصناعات اليدوية التقليدية في مصر، حيث يمكن للسياح زيارة مصانع الفخار والخزف ومشاهدة عملية التصنيع وشراء بعض القطع التذكارية المصنوعة في القرية، وتمنى حجازي أن تمتد يد التطوير لكافة مصانع القرية بإشراف الدولة ودعمها خاصة ان الصناعة في تراجع بسبب غلاء الأسعار وتراجع الشراء، ما يجعل المصانع مُهددة بخطر الإغلاق.

فيما قالت الدكتورة نشوي الليثي، أستاذ الصناعات اليدوية بكلية الفنون الجميلة: «تشتهر قرية الفرستق، بصناعة الفخار البلدي والخزف، ويعتمد صنع الفخار البلدي على الطين الأسود المتوفر في الأراضي المطلة على النيل، حيث يتم تحريك الطين وتنقيته من الشوائب وتركه حتى يتشرب الماء، ثم يتم تشكيله بواسطة "الدولاب"، وتتبعه عملية التجفيف والحرق، وهو عبارة عن عجلة يدوية تدور بالقدم، أو بالمواتير الكهربائية، وبعدها يتم تثبيت كمية الطين عليها وتبدأ بالدوران ويتحكم فيها الفني البارع ببراعة ومرونة، لننتج أشكالا متنوعة ومن ثم تأتي مرحلة التجفيف وتليها عملية الحرق،  أما صناعة الخزف فتعتمد على بودرة حمراء تأتي من أسوان، ويتم تشكيلها وتنقيتها وتجفيفها وحرقها بنفس الطريقة المتبعة في صناعة الفخار البلدي، وعمال الفرستق هم الأمهر علي الإطلاق في هذه المهنة».

وأضافت ويتميز الفخار البلدي المصنوع في القرية بجودته العالية ومتانته، كما أنه صحي ومناسب للاستخدام في الطهي، ويستخدم في صنع العديد من الأواني المنزلية مثل الأواني الزجاجية والأواني الطينية والشوايات والصواني والأواني الزراعية.

من جهته أكد الدكتور مهندس أحمد عطا، نائب محافظ الغربية، أنه جار العمل على النهوض بالقرى ذات السمة الإنتاجية بالمحافظة، لتحويلها إلى قرى نموذجية منتجة من خلال تطوير البنية التحتية بها من (مياه شرب - صرف صحى - كهرباء - غاز - رصف)، وتوفير بيئة مناسبة للإنتاج.


مشيدًا بمستوى المنتجات والتي تتميز بالحرفية العالية، مؤكدًا أن المحافظ وجه رئيس مدينة بسيون، بسرعة إنهاء إجراءات التصالح الخاصة بأصحاب المصانع وعمل تقرير مفصل عن كافة احتياجات القرية، لرفع اي معاناة عن أصحاب المصانع.

 

موضحًا أن وزيرة الهجرة السابقة السفيرة نبيلة مكرم، زارت قرية الفرستق، في وقت سابق، وتفقدت عدد من المصانع، مشيدة بالجهود المبذولة، وأعربت عن سعادتها، وأكدت خلال الزيارة أن الدولة تعمل على إعطاء اهتمامًا كبيرًا بهذه الحرفة و القرى المنتجة، والعمل على تذليل العقبات لها.

قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
قرية الفرستق
11359194616704111700558777qw as (6)
11359194616704111700558777qw as (6)
11359194616704111700558777qw as (7)
11359194616704111700558777qw as (7)
11359194616704111700558777qw as (1)
11359194616704111700558777qw as (1)
11359194616704111700558777qw as (2)
11359194616704111700558777qw as (2)