الناقد مدحت صفوت: كتابات سيد الوكيل تتحول إلى ممارسات يمررها فى الواقع

تحدث الناقد الشاب مدحت صفوت، عن الاستراتيجية التي تتبدى في قصص الكاتب سيد الوكيل، وأبرزها  الشبحية والأحلام، وذلك خلال الأمسية التي عقدت في بيت السناري الأثري لمناقشة المجموعة القصصية "مثل واحد آخر"، للكاتب سيد الوكيل.

وأوضح "صفوت": شخصية سيد الوكيل محيرة فهو يرسم الطريق للآخرين والداعم لهم بينما هو زاهد، هكذا رأيته منذ سنوات وكيف يلعب دورا في الوقع في دعم المواهب وليس مثقفا عاديا يقف في برجه العاجي. 

سيد الوكيل يكتب نصوصه القصصية وكتاباته النقدية وليس منعزلا عن الواقع، بل هو بالفعل دور يمرر في الواقع، فكتابات سيد الوكيل تتحول إلى ممارسات يمررها في الواقع، ولا يمكن أن يكتب بغير أن يحول هذه الكتابة إلى إجراء، سواء في كتابة نقدية أو نشاط ثقافي في مؤتمرات الثقافة الجماهيرية، وفي صدى ذاكرة القصة المصرية هناك دور يلعب في الواقع يسمى سيد الوكيل وإجراءات سيد الوكيل، وهو ما يسمى في علم النفس الجزء الداعم.

وتابع "صفوت": من هذا المدخل، ندخل إلى مجموعة سيد الوكيل مثل واحد آخر، والتي تبدأ من إهداء المجموعة نفسه "إلى الصبي الذي قرأ الشوارع والوجوه سيد الوكيل"، أستطيع أن أقرأ أن ذلك الصبي هو سيد الوكيل الذي قرأ الشوارع والوجوه، ومن ثم فهذا مدخلي لقراءة المجموعة، وهو فكرة حضور سيد الوكيل، حضورا وغيابا، حقيقة وشبحا. 

وأردف "صفوت": أعتقد أن الأجزاء الأربعة في المجموعة تلعب هذه اللعبة. فالشغل الشاغل لذلك الصبي الشبح أن يقرأ الشوارع والوجوه، والتي بدورها هي أشباح أخري. من ثم يقف خلال سعيه وراء هذه الفكرة أطروحتان كبيرتان ألا وهما ماهية الحياة وماهية الموت.           

وبدوره تحدث الشاعر عمر شهريار عن جيل الثمانينيات الأدبي، وكيف أنه ظلم وهمش، رغم ما أفرزه من مواهب أدبية كبيرة مثل سيد الوكيل ومجدي الجابري، وكانوا يحملون هما مركزيا في فكرة تحديث الخطاب النقدي والخطاب الإبداعي، وأظن أن هذه الهواجس مازالت مسيطرة على وعي سيد الوكيل الإبداعي والنقدي طوال الوقت. ولا أبالغ إذ ما قلت إنني لم أر كتابا نقديا يوازي كتاب "عملية تذويب العالم" لـ سيد الوكيل، وهو كتاب في منتهي الأهمية، فمن يريد أن يتعرف على أفكار ما بعد الحداثة، سواء مترجمة أو مؤلفة باللغة العربية، وهو أمر مهم جدا قدمه الوكيل في عملية تذويب العالم.