رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير الألمانى بمصر: عدم تمديد اتفاقية مبادرة نقل الحبوب يهدد الصادرات الغذائية

 السفير فرانك هارتمان
السفير فرانك هارتمان

قال السفير الألماني لدى مصر فرانك هارتمان، إن تهديد روسيا مجددًا بعدم تمديد اتفاقية "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب" يهدد الصادرات الغذائية لدول إفريقيا والدول الفقيرة.

واعتبر السفير الألماني في مقال تلقى "الدستور" نسخة منه، أن الهجمات الروسية لا تعيق زراعة وحصاد الحبوب الأوكرانية فحسب، بل إنها تمنع أيضًا التصدير وتدمر بنيته التحتية الحيوية، وهذا يحول بدوره دون وصول الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية ويؤدي إلى نقص الإمدادات وانفجار أسعار الحبوب عالميًا.

وأشار السفير الألماني لدى مصر إلى أن "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب" كانت بصيص أمل للبلدان التي تعاني أكثر من غيرها من هذه الأزمة، لأنها سمحت لأجزاء على الأقل من السلع الغذائية الأوكرانية بالوصول إلى الأسواق العالمية عبر موانئ البحر الأسود. 

كما أتاحت لصادرات الحبوب الروسية سبلًا للوصول إلى الأسواق العالمية. 

وأضاف فرانك هارتمان أن مصر استقبلت وحدها ٥٢ شحنة محملة على مراكب تحمل أكثر من ٤, ١ مليون طن من الحبوب والذرة وزيت عباد الشمس وفول الصويا الأوكرانية عبر ممر "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب" في الفترة من أغسطس ٢٠٢٢ وحتى يونيو ٢٠٢٣، مما يجعل من مصر أحد المستفيدين الرئيسيين من هذه المبادرة الحيوية، بالإضافة إلى أطنان من المنتجات الزراعية الأوكرانية التي وصلت إلى مصر عبر نظام النقل البري البديل "الممرات التضامنية للاتحاد الأوروبي" الذي أنشأته ألمانيا والدول الشريكة في الاتحاد الأوروبي لتخفيف الانفجار العالمي للأزمة.

وتابع: "الآن بدأ شعاع الأمل هذا يتلاشى حيث هددت روسيا مجددًا بعدم تمديد الاتفاقية بشأن "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب"، مشيرًا إلى أن الإغلاق المفاجئ لهذا الممر الاقتصادي الحيوي سيحول دون تصدير شطر كبير من الـ٥٠ مليون طن من الحبوب الأوكرانية المتوقع إنتاجها لعام ٢٠٢٤/٢٠٢٣، مما يتسبب مرة أخرى في نقص حاد في الإمدادات الغذائية في الأسواق العالمية.

ووفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة فإن ما يقرب من ٨٠% من السلع الزراعية المنقولة عبر ممر "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب" قد ذهبت حتى الآن إلى البلدان الأقل نموًا والبلدان النامية، وعليه فإن مقاطعة روسيا للاتفاقية سوف يترتب عليها أيضًا قطع لشريان حياة عالمي مع تداعيات مدمرة بالنسبة لمصر ودول أخرى بحسب السفير الألماني.

وقال فرانك هارتمان إن روسيا مستعدة لقبول أو حتى السير بهمة في الطريق نحو حدوث هذا "الضرر الجانبي" الهائل، مؤكدًا أنه لا يمكن قبول فرض روسيا بالقوة مصالحها الخاصة ليس على حساب الشعب الأوكراني والنظام العالمي القائم على القانون فحسب، بل وكذلك على حساب عدد لا يحصى من الضعفاء في جميع أنحاء العالم.

واختتم مقاله قائلًا: "نعمل بلا كلل داخل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للمساعدة في الوصول بالمفاوضات الروسية الأوكرانية بشأن "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب" إلى نتيجة إيجابية".