رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات الأسطورة منسى.. يوميات من سيرة "بطل البرث"

أحمد منسي
أحمد منسي

قد يموت البعض، لكنهم يظلون في قلوب الناس أحياء، وقليلًا ما تعيش وأنت مدرك تمامًا أن حياتك ونشأتك ودراستك ومعاملاتك كلها مجرد إعداد للموت، هكذا كان الشهيد العقيد أحمد منسي، مقاتل شهيد يمشي على قدمين، واليوم هو يوم مجده وارتقائه للسماء، الذي عاش من أجله، وما أجمل من أن يعيش المرء فدائيًا لبلده ضد جماعات إرهابية تهدد أمان الوطن وأمنه.

البطولة على الأرض والجزاء في الجنة

كان بطلا صنديدًا قويًا لا يهاب الموت، يمشي معه ويجاوره في كل مكان ألفه، حتى في الهجوم على كمين البرث بشمال سيناء، لم يتزحزح منسي ولم يخط مرة واحدة للخلف وكل خطواته كانت للأمام.

شهيد يمشي على قدمين

ولد منسي في الشرقية، التحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة "92" حربية، وخدم في الوحدة "999" قتال، وحدة العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة، والتحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستشكافية عام 2001، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006.

حصل الشهيد منسي على ماجستير العلوم العسكرية "دورة أركان حرب" من كلية القادة والأركان عام 2013، وتم اختياره للعمل كملحق إداري بالملحقية العسكرية بدولة باكستان، ثم تولى قيادة الكتيبة "103" صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامي حسنين، الذي استشهد في شهر أكتوبر عام 2016.

استطاع "منسي" إحباط 125 عملية ارهابية في سيناء، وحافظ على حياة أكثر من 600 جندي خلال 4 أشهر فقط، وكان قائدًا للمجموعه التي اقتحمت جبل الحلال قبل تطهيره بـ14 يوما، وقام برصد جميع تحركات واتصالات الجماعات المسلحة.

من رافقوه

ومن خلال أحاديث من رافقوه، تعرف أن منسي كان زاهدا في الدنيا، مدركًا بإيعاز داخلي أنه شهيد، يأكل ويشرب ويصلي وينام، لكنه في الحقيقة تم اختياره ليروي تراب بلده الغالي بدمه، وليكون صمام أمام لإخوته ضد سيطرة الإرهابيين، وليشكل بجسده متراسًا منيعًا ضد عبورهم وانتشارهم وقوة تمركزهم، هو رجل يمكنه الدخول إلى عمق ومرمى النيران ببسالة جنودنا في حرب أكتوبر ضد بني صهيون، رجل صدق الله في عهده معه.

شباب مصر

ولم يكن منسي وحيدًا، فالكثيرون من خيرة شباب مصر دفعوا أرواحهم عن طيب خاطر، في سبيل ألا يموت فرع وتستمر الشجرة نضرة بدم الأبناء وأجسادهم.

وصايا الشهداء

معرفته بقرب أجله جعلته يكلم زوجته ويذكر لها وصيته، وتقول إنه أوصى بألا يُغسّل أو يكفّن، وأن يدفن بملابسه العسكرية، وقالت إنه تمنى "الشهادة" بعد وفاة المجندين في هجوم رفح الأول.