رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هكذا حلل "جى دى موباسان" الوضع الأخلاقى للمرأة فى روايته "سيرة حياة"

جي دي موباسان
جي دي موباسان

هكذا حلل "جي دي موباسان" الوضع الأخلاقي للمرأة في روايته "سيرة حياة". موباسان الروائي الفرنسي الأشهر، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1893.

 

يذهب الناقد "أندريه فرميجيه"، في تحليله لرواية "سيرة حياة"، لمواطنه الكاتب الفرنسي جي دي موباسان، إلى أنه: حينما أصدر موباسان رواية "سيرة حياة"، في العام 1883، كان قد صار كاتبًا معروفًا، وواحدًا في طليعة الكتاب المتحلقين حول زولا، والمركزين علي إنعاش الواقعية، كما حددها فلوبير، وكما قبلها الجمهور.

 

ولا جدال في أنه أعاد إلى فرنسا، التذوق الشديد للقصة والأقصوصة، كما قال هو بنفسه فيما بعد، وقال "خيال الحياة أوسع من خيال الأدباء".

 

ــ أحاديث العائلة رافد في حكايات دي موباسان

ويلفت "أندريه فرميجيه"، إلي أن جي دي موباسان: كان ينتظر ويختزن بسرعة القصص التي كانت تدور في أحاديث العائلات، في مكاتب الوزارات، وفي الفنادق حيث ينزل رجال التجارة وموظفو متاجر الآحاد في "أرجنتوي"، ومنذ عام 1874، كان جي دي موباسان قد كتب إلى أمه: "حاولي أن تجدي لي مواضيع تصلح للأقاصيص"، وكتب بعد ذلك بقليل: "يمكنني أن أضع كتابًا صغيرًا، مسليًا وواقعيًا، بانتقائي أفضل قصص أهل الزوارق الذين أعرف، مضيفا إليها، ومزخرفًا فيها". 

 

ولكن من هذه القائمة البسيطة من التقليد المتواتر ومن الحكايات الشعبية التي كانت للبرجوازية الصغيرة، عرف كيف يستفيد مما هو الأكثر دلالة بفضل هذا الذكاء الأدبي الطبيعي، إلى حد أننا مرات نشك في أن التدخل سري بين الواقعية والسرد، قالها "جان بولهان" بوضوح: لا أعرف كاتبًا آخر يستطيع كما جي دي موباسان أن يثبت الشعور في أن الأدب أمر سهل وتلقائي.

 

ــ هكذا حلل "جي دي موباسان" الوضع الأخلاقي للمرأة في روايته "سيرة حياة"

ويمضي الناقد الأدبي والمؤرخ الفرنسي "أندريه فرميجيه"، في حديثه عن رواية "سيرة حياة" للروائي جي دي موباسان، مشيرًا إلى: "الأمر مع الرواية يختلف، مع الرواية الأولى خاصة، ولا يكون تلقائيًا. وإذا سلمنا بأن فكرة الرواية التي تحدث عنها جي دي موباسان مع فلوبير نهاية عام 1877، هي نقطة الانطلاق الحقيقية لرواية "سيرة حياة"، يكون العمل قد ظل حوالي السنوات الست في الإعداد، مع أن موباسان لم يعمل فيه بتتابع، بل مرات أهمله لأنه كان مأخوذًا بمهمات أخري".

 

ويشدد فرميجيه على أن: فكرة رواية "سيرة حياة" قادت جي دي موباسان إلى محاذاة خطرة لحدود فلوبير، وتقريبًا إلي إعادة كتابة "مدام بوفاري" ولــ"جان" بطلة الرواية الساذجة، لأن القصد من الرواية إنما التحليل، بطريقة عامة ذات دلالة، للوضع الأخلاقي، والزوجي، وحتى الجنسي، للمرأة، في مجتمع لا تقدر أن تكون فيه إلا عبدة، وآلة مستسلمة وآنية للذة، ذات حضور تزييني زخرفي، مخلوق مسلوب مخدوع. 

 

"سيرة حياة"، هي قصة زوجين، بالأحرى قصة منازعتهما، طامحة لأن تكون أيضًا إثباتًا لفشل هذه المؤسسة الفاشلة بنظر جي دي موباسان، والذي يقول في هذا الصدد: الزواج يناقض الحب، الذي هو غير موجود أصلًا.