رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المطربة اللبنانية هبة طوجى: أعشق مصر وجمهورها والغناء فى الأوبرا كان حلمًا

هبة طوجى
هبة طوجى

- الجمهور المصرى ذواق وشعرت بكل كلمة فى أغنية «سلم على مصر»

- أسامة الرحبانى تبنى موهبتى وعلمنى أن الفن بالكيف لا الكم

- اسم «بعد سنين» لألبومى له دلالات لأنه جاء بعد غيابى سنوات 

- لا أمانع فى التمثيل بشرط المضمون وأتمنى أن أكون امرأة يفخر بها أبناؤها

هبة طوجى، صوت خاص وطراز متفرد فى الغناء وأسلوب يذكر بطرق العظماء فى الفن والموسيقى، وهو ما يليق بابنة مدرسة الرحبانية، وتلميذة الموسيقار الكبير أسامة الرحبانى، الذى آمن بموهبتها وتبناها، ووصفها بأنها «موهبة لا تنضب وطاقة لا حدود لها»، وهو ما أثمر عن تعاون فنى متميز ومحطات ذهبية، وصلت بهذا الصوت إلى العالمية.

وعلى هامش إحياء أولى حفلاتها على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، يوم الجمعة الماضى، بمشاركة الموسيقار أسامة الرحبانى وقيادة المايسترو أحمد عويضة، والاحتفال بانطلاق أحدث ألبوماتها، الذى يحمل اسم «بعد سنين»، التقت «الدستور» المطربة اللبنانية هبة طوجى، للحديث عن مشوارها الفنى من البداية ووصولًا إلى حفلها الأخير وغنائها بمصر، بالإضافة إلى كواليس وتفاصيل تحضيرات ألبومها الأخير.

■ متى بدأت علاقتك بالفن وكيف؟

- عشقت الفن منذ كنت صغيرة، وتعلمت أصول الموسيقى فى مدرسة أثينا دى بيروت، ومن بعدها درست الغناء فى مدرسة دى أرت غسان، ثم التحقت بجامعة القديس يوسف ببيروت فى تخصص الصوتيات والسينما، وأخذت أيضًا دروسًا فى الغناء مع المدرب وديع أبى رعد، والأستاذ أسامة الرحبانى.

■ التعاون مع الموسيقار أسامة الرحبانى أثمر عن محطات ذهبية وصلت بكِ للعالمية.. فكيف كان ذلك؟

- قبل إنهاء دراستى وحصولى على البكالوريوس وقفت على المسرح لأول مرة، وكان عمرى ١٩ سنة، وذلك فى عام ٢٠٠٨، وقدمت وقتها مسرحية «عودة الفينيق»، وكانت من كتابة الأستاذ الكبير منصور الرحبانى، وإخراج مروان الرحبانى، ومن تأليف أسامة الرحبانى، الذى تبنى موهبتى، وتعاهدنا أن نقدم سويًا مشوارًا متفردًا، والحمد لله هذا ما حدث بالفعل، وكانت بالنسبة لى وقتها فرصة عظيمة ومحطة انطلاق قوية جدًا كللت مشوارى، ومن يومها تحملت مسئولية كبيرة.

وبعدها قدمت دور البطولة فى المسرحية الغنائية «دون كيشوت»، من إخراجه، وفى عام ٢٠١٥ شاركت فى برنامج المواهب «ذا فويس» النسخة الفرنسية، والحمد لله كان هناك جمهور كبير آمن بموهبتى، ودعمنى حتى انضممت إلى فريق «ميكا»، وبعدها بعام تقريبًا أديت أغنية البداية لمسلسل «إلينا من آفالور»، للمخرج أسامة الرحبانى، ثم قدمنا المشروع الكبير بالنسبة لى، وهو مسرحية «أحدب نوتردام»، المأخوذ عن الرواية الفرنسية الشهيرة.

ومنذ عام ٢٠١٦ أقدم خلال المسرحية دور البطولة الرئيسية، وتجولت معها فى جميع مسارح العالم. وقدمت معه العديد من الألبومات والأعمال الغنائية المنفردة وجميعها لاقت نجاحًا كبيرًا، والحمد لله هناك دائمًا توافق كبير بيننا فى الاختيارات والتواصل الفكرى والموسيقى.

■ «طاقة لا تنضب وموهبة لا حدود لها».. هكذا وصفك الموسيقار أسامة الرحبانى فماذا يمثل هذا لكِ؟

- هذا وسام على صدرى وشرف كبير لى، فهذا الوصف والكلمات الرقيقة تحملنى المسئولية وتحفزنى، وكما قلت فإن الموسيقار أسامة الرحبانى هو من تبنانى، واكتسبت منه الكثير والكثير فى عالم الموسيقى والمسرح الغنائى، لكن أهم ما تعلمته منه هو أن الفن ليس بالكم ولكن بالكيف الذى يبقى ويبقيك كفنان فى قلوب محبيك.

■ بدأت حياتك الفنية منذ سنوات طويلة لكنك تغنين بالأوبرا المصرية لأول مرة فما أسباب تأخرك عن حفلاتها؟

- ليست هناك أى أسباب متعمدة، خاصة أننى من عشاق مصر وشعبها، وتمنيت دائمًا الغناء داخل هذا الصرح الفنى والثقافى العريق، الذى وقف على مسارحه العمالقة.

وبالفعل، كانت هناك ترتيبات كثيرة منذ أكثر من ٧ سنوات للغناء بالأوبرا، واستمرت منذ عام ٢٠١٤، لكن دائمًا كانت الظروف معاكسة، كما كان من المفترض أن أتواجد بها فى شهر أكتوبر الماضى لكن ظروفى الصحية خلال فترة الحمل وقتها منعتنى من الحضور.

■ ما شعورك أثناء الوقوف على المسرح الكبير واستقبال الجمهور لك؟

- شعور لا يوصف بكلمات، فقد كنت فى غاية سعادتى، وخالطنى العديد من المشاعر المتناقضة، فهناك فى نفس الوقت رهبة وسعادة وإحساس بالمسئولية الكبيرة، ورغم أنى وقفت من قبل على مسارح عالمية فى معظم الدول العربية والأوروبية إلا أن الوقوف على المسرح الكبير بالأوبرا المصرية له شعور مختلف تمامًا، فكلنا نعلم أن هذا مسرح العظماء، وقد كنت أحمل المسئولية على عاتقى، لأن الجمهور المصرى تحديدًا، والجمهور الأوبرالى خصوصًا، ذواق للفن، وله خصوصية لا تشبه سواه.

■ رغم تزايد اهتمام نجوم الطرب مؤخرًا بطرح الأغنيات المنفردة «السنجل» إلا أنك اهتممت بإصدار ألبوم «بعد سنين» كاملًا.. فما أسباب ذلك؟

- نعم، الأغنية السنجل هى السائدة حاليًا على الساحة، وأصبحت تيمة العديد من نجوم الطرب بسبب ظروف الصناعة، وفى نفس التوقيت لا يمكن إنكار أنها سريعة الانتشار، لكن سيظل الألبوم له شعور وتحضير مختلف، وبالنسبة لى فإن له إحساسًا مختلفًا وثقلًا وأهمية كبيرة فى المشوار الفنى.

■ لماذا اخترت اسم «بعد سنين» لألبومك الجديد بعد الغياب عن الساحة عدة سنوات؟

- طرحت آخر ألبوم لى فى عام ٢٠١٧، لكننى قدمت بعده أغانى منفردة ولاقت نجاحًا والحمد لله، ولكن كما قلت لك فإن الألبوم بالنسبة لى له طعم وإحساس مختلف، لذا اخترت له اسم «بعد سنين»، لأنه جاء بعد سنين طويلة من النضوج والتحضير والاحتراف.

وأعتبره وليد المشروعات والألبومات التى قدمتها طوال مشوارى الفنى، لذا كان لاختيار الاسم أكثر من دلالة ورمزية داخل قلبى، خاصة أنه جاء بعد ٣ سنوات من زواجى بشريك حياتى العازف العالمى إبراهيم معلوف، وإنجاب طفلىّ الاثنين. 

■ أشعلت حماس الجماهير خلال الحفل بأغنية «سلم على مصر» وحرصت على تضمينها ضمن ألبومك الأخير.. فما سر ذلك؟

- علاقتى بالجمهور المصرى عميقة للغاية، فدائمًا أحرص على تقديم أغنيات باللهجة المصرية، واخترت أن أحتفى مع جمهورى بالنجاح والعودة، فمصر دائمًا شاهدة ومشاركة بشكل كبير فى صناعة نجومية مطربى العالم العربى بأكمله.

■ هل لديكِ نية لتقديم مسلسل أو عمل سينمائى قريبًا؟

- لا أمانع فى ذلك، ولكن لا بد أن يكون أى عمل أقدمه، حتى لو كان مقطعًا موسيقيًا صغيرًا، له هدف ومضمون يليق بى وبجمهورى العزيز.

■ أخيرًا.. ما الذى تتمنينه فى حياتك؟

- أتمنى الاستقرار وأمن وأمان الوطن العربى كله، فلا يمكن للمبدع فى أى مجال أن يقدم أفضل ما عنده وهو ينظر إلى أى منغصات حياتية تؤثر بالسلب على كل شىء، وليس على الفن والثقافة فقط.

لذا، أتمنى من كل قلبى، وأدعو الله دائمًا، أن تهدأ الأمور وتتحسن الأوضاع فى وطنى الحبيب لبنان، كما أتمنى أن أستكمل مشوارى رفقة أسرتى الحبيبة وزوجى وأهلى، وأن أكون امرأة عظيمة يفتخر بها أبناؤها فى المستقبل، وأحسن تربيتهم وأكون موفقة دومًا فى الموازنة بين المسئولية كزوجة وأم، وعملى.